الإرادة الإصلاحية ترفع مشاركة السعوديين السياسية

تحفيز أكثر من 3000 طالب بكلية الحقوق لإثراء مكتباتهم القانونية

TT

أرجع مسؤول في الجمعية الأهلية لحقوق الإنسان، ارتفاع وعي المجتمع السعودي والحقوقي، إلى تقدم الإرادة الإصلاحية لدى القيادة السياسية.

وأكد نائب رئيس الجمعية الدكتور صالح الخثلان وجود طفرة في مفهوم حقوق الإنسان على المستوى العالمي، مرجعا ظهور هذه الثقافة على المستوى المحلي وتأثيرها اقتصاديا واجتماعيا، وفقا لدراسات سياسية، لانتقال السعوديين في اهتماماتهم لمستوى أعلى في المطالبة بالمشاركة السياسية والمطالبة بالحقوق. ويرى الخثلان أن تلك الثقافة تعززت بوجود الإرادة الإصلاحية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين منذ عام 2004.

وفسر ما سماه الانفجار على ثقافة الحقوق من عدة رؤى تنظر بمنظور عالمي ومحلي للطفرة النوعية التي طرأت على ثقافة حقوق الإنسان وما شكلته من اهتمام عالمي على مستوى الأفراد وعلى مستوى المؤسسات والدول، من خلال ورقة عمل طرحها عن ثقافة الحقوق في البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، مشيرا إلى أن ثقافة حقوق الإنسان أصبحت قضية أساسية على مستوى السياسات المحلية والخارجية للدول، وأصبحت أبرز نشاط في الحركات الاجتماعية.

ويرى الخثلان أن أكثر رؤية تنسجم وتطور ثقافة حقوق الإنسان بالسعودية، تلك التي تنظر لها على أنها نمو ثقافي وتاريخي تؤكد أولوية الإنسان لأنه أصبح محورا له قدسية في علاقته بالمجتمع وعلاقته بالسلطة.

وربط هذه الرؤية بنشأة «الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان» في عام 2004، والجو الإصلاحي الذي تشهده السعودية عموما من بداية مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز في الإصلاح، الذي أعطى دفعة لهذه الثقافة وانتشارها رغم عدم غيابها بشكل تام في المشهد المحلي، حيث ترتب في بداية التسعينات بعد الحراك السياسي الذي حدث نتيجة غزو الكويت، تحرك البيئة السياسية المحلية وحضور للجنة الحقوق الشرعية التي ظهرت فترة ثم اختفت فلم يكن حضورها قويا مقارنة بالسنوات الأخيرة.

وذكر الدكتور الخثلان أن جهود الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تركز في تحقيق أهدافها في مراقبة ورصد الانتهاكات لحقوق الإنسان أيا كانت وأيا كانت مصادرها، والمساهمة في تعديل التشريعات القائمة، ونشر ثقافة حقوق الإنسان انطلاقا من فكرة أن حماية الحق تبدأ بمعرفته، وقيام الجمعية بسلسلة من هذه الجهود من خلال محاضرات معظمها موجه للمسؤولين عن تنفيذ هذه القوانين لمعرفة هذه الحقوق أو من مطبوعات توزع بشكل مجاني، سواء المكتسبة بالشريعة الإسلامية أو من النظام الأساسي للحكم أو الأنظمة المحلية أو الاتفاقيات الدولية لترسيخ هذه الثقافة والتأمين من حدوث أي انتهاكات لها.

وقد جاوزت إسهامات الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الحد الإقليمي حيث توزع لأول مرة على مستوى السعودية منشورات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتقارير عن حقوق الإنسان، وأحكام الكفالة للعمالة الوافدة في السعودية باللغتين العربية والإنجليزية، فضلا عن كتيبات جيب تعنى بالتعريف بحقوق المتهم والسجناء وحقوق المعاق، والعنف ضد الأطفال وتشغيل الأحداث والنساء، والتوعية بحقوق المرضى والأخطاء الطبية.

وفي هذا السياق شجع الدكتور الخثلان طلابه في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود، على إثراء مكتباتهم القانونية والاستفادة من دور النشر القانونية المحلية والأجنبية في معرض الكتاب الدولي بالرياض، حيث أكد الخثلان لـ«الشرق الأوسط» تعاون عمادة الكلية مع بعض دور النشر المتخصصة بالكتب القانونية لتقديم تخفيض على أسعار الكتب التي يقتنيها منسوبو الكلية البالغ عددهم أكثر من 3000 طالب وطالبة بمجرد إبراز ما يثبت انتسابهم للكلية، وقال: «نسعى لنشر هذه التجربة في التعاون مع المكتبات ودور النشر، وفي مناسبات أخرى، دعما لتنمية الثقافة الحقوقية لدى الطلاب».