أكد الدكتور عبد الملك الجنيدي، عميد كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، حرصهم على نشر ثقافة الأمن والتعريف بمخاطر الإشعاعات النووية، وكيفية معالجة الحالات التي تنشأ من الحوادث النووية بطرق سليمة ووقائية، إضافة إلى حرصهم على نقل الخبرات والتجارب الخارجية إلى المجتمع الأكاديمي في كلية الهندسة، من خلال استقطاب علماء من خارج المملكة.
ولفت إلى أن مساعيهم في نقل الخبرات تجسدت في زيارة وفد مكون من 7 علماء متخصصين في المفاعلات النووية إلى كلية الهندسة النووية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة. حيث نظمت الجامعة، الأسبوع الماضي، دورة عن أمن المفاعلات النووية والخطوات العلمية الصحيحة في تأسيس المفاعلات النووية، تطرقت خلالها إلى معرفة كيفية نقل المواد المشعة، حيث إنه من المنتظر إنشاء 16 مفاعلا نوويا بالمملكة في غضون 18 عاما؛ حتى عام 2030.
وأوضح الجنيدي أن الدورة استمرت لمدة أسبوع بمعدل ست ساعات يوميا، استفاد منها طلاب القسم وأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى طلاب الدراسات العليا. ولفت إلى أن قسم الهندسة يعكف على تقديم دورات وبرامج تدريبية بشكل مستمر، مشددا على ضرورة أن تكون هذه الدورات تطبيقية ولها علاقة بالواقع، إضافة إلى ضرورة ملامستها للحياة المعاصرة، والبيئة المحلية بمدينتي جدة ومكة المكرمة.
وتأتي الدورة التدريبية ضمن برامج الاتفاقيات الدولية المبرمة بين جامعة «المؤسس» ووزارة التربية والتعليم اليابانية، التي تهدف إلى نقل الخبرة العلمية اليابانية للمجتمع الأكاديمي السعودي، والتي بدورها ستفعل تلك الخبرات إلى واقع عمل يلمسه المواطن السعودي، وتدخل في بناء وإنشاء المفاعلات النووية في السعودية، وذلك خلال مراحل؛ حيث ستشهد المملكة أول مفاعلين نوويين بعد 10 أعوام من الآن.
وكان قد أوضح مستشار رئيس فريق التعاون العلمي بمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، الدكتور عبد الغني مليباري، في وقت سابق، أن المملكة بحلول عام 2030 ستمتلك 16 مفاعلا نوويا بتكلفة إجمالية قدرها 300 مليار دولار، إذ إنه من المنتظر أن تغطي 20 في المائة من استهلاك المملكة للكهرباء، ليكون مصدرا أرخص من مصادر الطاقة الحالية.
وتحدث العلماء اليابانيون السبعة عن التجربة التي مرت بها مدينة فوكوشيما بعد الزلزال الكبير الذي ضرب اليابان في 11 مارس (آذار) 2011م، ونجم عنه كارثة بيئية نتجت عن تسرب في المفاعلات النووية، واستعرضوا آليات وطرق بناء وإنشاء مفاعلات نووية آمنة تخضع لمعايير سلامة تضمن عدم حدوث كوارث مستقبلية، وتطرقت الدورة بشكل مستفيض إلى المفاهيم الرئيسية لتصميم المفاعلات النووية، واستخدام الأساليب الآمنة في إنشائها. وأشار رئيس قسم الهندسة النووية، الدكتور محمد العناني، إلى أن هذه المبادرة العلمية تأتي ضمن سلسة برامج علمية بين جامعة المؤسس ووزارة التربية والتعليم اليابانية، حيث تهدف إلى زيادة الوعي وتكوين المفهوم العلمي في التعامل مع المواد المشعة ونقلها.
من جهة أخرى، عبر الدكتور ضياء العثماني، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة النووية بجامعة المؤسس، عن شكره وامتنانه لوزارة التربية والتعليم اليابانية على مبادرتها القيمة في تقديم هذه الدورة العلمية المكثفة التي تعود بالنفع على الطالب في حياته العلمية والعملية.