مدير عام السجون: سجون السعودية محمية ضد الاختراقات الأمنية

أكد لـ «الشرق الأوسط» أن التحقيقات ما زالت جارية في قضية سجين أبها.. ووعد بسد الثغرات

TT

كشف اللواء الدكتور علي الحارثي، مدير عام السجون في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، عن أن التحقيق لا يزال جاريا في قضية السجين الهارب، وأن هناك لجانا شكلت لمعرفة حيثيات القضية واستيفاء جميع جوانبها.

وكان سعودي هرب من سجنه في أبها (جنوب السعودية) قبل نحو أسبوع، وألقي القبض عليه أول من أمس في الطائف غرب البلاد. ورصدت وزارة الداخلية السعودية في حينه مكافأة مالية قيمتها مليونا ريال لأي شخص يدلي بمعلومات مؤكدة عن الهارب، بعدما بين الناطق بالمديرية العامة للسجون العقيد الدكتور أيوب بن نحيت، أن السجين هرب من السجن باستخدام آلة حادة، نشر بها شبك الحديد، موضحا وقتها أنه «تم على الفور تشكيل لجنة أمنية خاصة من أصحاب الاختصاص لمباشرة التحقيق في هذا الشأن، لتحديد المسؤولية والأسباب الحقيقية التي أدت إلى الهروب».

وأفاد اللواء الحارثي بأن هروب السجناء أمر يحدث في كل دول العالم، مؤكدا أن إدارته تعكف على علاج القضية وسد الثغرات والعمل على تلافي المشكلة مستقبلا، وأن سجون السعودية محمية ضد الاختراقات الأمنية.

إلى ذلك، قال اللواء كامل الحازمي، مدير عام السجون في مدينة جدة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن هروب السجين من سجون أبها، حالة انفرادية لا تعكس بأي حال من الأحوال القوة والمناعة الأمنية التي تحظى بها سجون السعودية.

وقال الحازمي «شخصيا أجهل الحيثيات»، متسائلا في السياق ذاته، إن كان حقا السجين في طريقه للمستشفى، أم كان في حالة طلب، مرجحا أن يكون ثمة تقصير قد حدث، وأن هناك خللا ما في الرقابة أو الحراسة، مؤكدا أن القيادة في السعودية وفرت كامل الإمكانات الأمنية، ضد أي محاولات اختراق قد تتعرض لها، لا سمح الله، السجون في السعودية.

وأرجع اللواء الحازمي السبب في هروب السجين إلى تقصير أمني لدى المشرفين على الحماية الأمنية في سجون أبها، ولسبب الآخر هو عدم وجود ما سماه «تعقيبا»، على ممرات السجون، وغرف السجناء، مستغربا قيام السجين بقطع السياج الحديدي في السجن دونما استشعار المشرفين والقائمين على الحماية الأمنية في حينه.

وطرح مدير عام سجون جدة تساؤلا عن فاعلية وجود الكاميرات في سجن أبها، وهل هناك حقا متابعة لعمل تلك الكاميرات، حيث تكفل تلك الكاميرات مراقبة سير العمل بشكل أكثر ديناميكية وفاعلية، معتبرا أن تلك الحوادث تحدث في لحظات وبسرعة عالية.

وأفاد الحازمي بأن بعض السجناء يخططون للفرار من السجون، ويقومون بعمليات تخطيط واسعة، بيد أن ذلك يقهر عن طريق خطط أمنية محكمة ومدروسة.

وحول ما إذا كانت مناطق السعودية قد تلقت استراتيجيات أمنية فاعلة تعزز عدم تكرار الحادثة، أجاب الحازمي بأن الأمور تجري بامتياز في جميع السجون، وتعتبر هذه حادثة انفرادية لا ينضوي تحتها تعميم القول، وهو أمر لا يعفي الجميع من تحمل المسؤولية وأهمية فرض استراتيجيات أمنية كاملة.

وأدى هروب السجين علي بن محمد آل نسيم، الهارب من سجن أبها عن طريق نشر الحاجز الحديدي للسجن، إلى فتح باب التساؤلات بشكل واسع حول مدى السلامة الأمنية والجاهزية التي تتسور بها السجون في السعودية، حيث تسبب هروبه من سجن أبها في تعطيل حكم التنازل عن القصاص الصادر بحقه وقتها، بحكم أن كان من المفترض أن يوقع السجين على أوراق التنازل الخاصة، أي بعد أقل من 24 ساعة من هروبه من السجن.