«الطيران المدني» لـ «الشرق الأوسط»: لم نمنع هبوط الطائرات

قال إن الطائرة المصرية عادت بناء على رغبة قائدها

TT

أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أنها لم تمنع هبوط أي طائرات في مدرج مطار الملك عبد العزيز الدولي، وأن أمر الهبوط من عدمه في حالات ارتفاع موجات الغبار والعوالق الترابية يعتمد على قرار الطيار نفسه في حال رغبته الهبوط أو التوجه لأقرب مطار بديل.

وقال خالد الخيبري، المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني السعودي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن برج المراقبة يقوم هذه الأيام بخلق جسر متواصل على مستوى الدقيقة لعرض جميع الإحداثيات الأفقية ومستويات الرؤية لتمكين الطيارين من الهبوط بشكل سليم حفاظا على أرواح المسافرين.

وردا على عودة طائرة مصرية بعد اقترابها من الهبوط بـ7 دقائق، قال الخيبري إن الطيار هو الذي فضل العودة إلى مطار القاهرة بعد وصوله لقناعة عدم الهبوط، حفاظا على سلامة المسافرين، وبخاصة بعد أن كان من المرجح هبوطها في الساعة السابعة صباحا قبل أمس.

وأفاد الخيبري بأن ليس ثمة إيقاف للملاحة الجوية في السعودية، مؤكدا أنه في حالات تدني الرؤية الجوية سيقوم المراقب الجوي بعملية اتصال مباشر مع قائد الطائرة، يستدعي في بعض الأحيان أن تكون رسائل التنبيه على بعد دقائق متواصلة، ويقوم بعملية إبلاغه بحالة الطقس وسرعة الرياح ومستوى الرؤية.

وأشار المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني، إلى أن قائد الطائرة لديه خطة طيران، ويعي مسبقا أن لدى المطار ترديا في مستوى الرؤية، فيقوم ساعتئذ باختيار المطار البديل، متى ما تأكد له عدم الجدوى في الهبوط، وهو عرف دولي ومعروف.

وأفاد الخيبري بأن جميع مطارات السعودية مزودة بأنظمة ملاحية متطورة جدا، تساعد قائدي الطائرات على الهبوط بسلام، حيث تقوم تلك الأنظمة بخلق جسر معلوماتي متواصل يدل قائد الطائرة على الطرق السليمة والفاعلة نحو الهبوط السليم، بحيث تمكن تلك الأنظمة الملاحية قادة الطائرات من السير وفق مدارات معينة وقواعد إحداثية معينة.

وحول من يحكم العملية في السماح بالهبوط من عدمه، أفصح الخيبري أنه أمر يحكمه مدى قناعة قائدي الطائرات من عدمه فهناك من يرى أنه لا ضير في الهبوط في درجة أفقية تصل إلى 300م، وهناك بعض الشركات العالمية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنزل في أقل من 800م درجة أفقية، وزاد: «نحن نقوم بعرض جميع المعلومات والأرقام على طاولة الطيار، وهو الذي يقرر، ونحن بدورنا نكون جاهزين من التعامل مع كل الأوضاع».

وأفاد الخيبري بأن العوالق الترابية مرتفعة ومستوى الرؤية سيئ بالفعل، لكنه لم يصل لدرجة أن تقوم هيئة الطيران المدني بإغلاق الملاحة الجوية، مبينا أن هذا الأمر غير صحيح، وأكد أن بعض الشركات العالمية لا تنزل عند المستويات المتدنية وعلى أثر ذلك تحدث حالات تأخير الرحلات حفاظا على سلامة المسافرين، حيث تعلن تلك الشركات أن عدم الإقلاع أفضل من المغامرة، طبقا للمبدأ المعروف، «أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي»، وهناك طيارون بارعون يجيدون النزول في مثل تلك الأجواء بشكل اعتيادي، ولديه خبرة عريضة في مجال الإقلاع والهبوط، والتعامل مع الأجواء الصعبة.

ونفت هيئة الطيران المدني على لسان الخيبري إصدارها أي نوع من أنواع التحذيرات لعملية الهبوط، مؤكدا في السياق ذاته أن معظم الشركات التي تسمح بعملية الهبوط في ظل درجات أفقية متدنية هي شركات الطيران الخاصة، وأن قائد الطائرة هو وحده من يتحمل المسؤولية في هذا المنحى، أو إذا ترتب على أثر ذلك أي إشكالات بحكم أن برج المراقبة قام بعرض كامل المعلومات على قائد الطائرة قبل هبوطه بساعات.