«الأرصاد» تؤكد صعوبة إعطاء توقعات دقيقة للأحوال الجوية

قالت لـ «الشرق الأوسط» : إن موجة الغبار تشتد على مناطق جنوب المملكة

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن صعوبة التوصل إلى توقعات دقيقة بشأن الأجواء التي تطل برأسها خلال هذه الفترة على معظم مناطق المملكة نتيجة مرحلة التحول الفصلي المتزامنة مع دخول فصل الربيع والمستمرة حتى 19 يوما، لافتا إلى أن سرعة الرياح في تلك المناطق عاودت يوم أمس تسجيل ما يقارب 60 كيلومترا في الساعة.

وقال: إن موجة الغبار كانت أكثر شدة على المناطق الجنوبية للمملكة مقارنة بالمناطق الأخرى، مشيرا إلى احتمالية انجلاء تلك الموجة اليوم.

يأتي ذلك في وقت توقعت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار اليوم، والتي تحد من مدى الرؤية الأفقية على المنطقة الشرقية، خاصة الجنوبية منها، وأجزاء من منطقة الرياض، وتمتد حتى منطقة نجران والأجزاء الداخلية لجنوب غربي المملكة لتشمل الشرقية منها والمنطقة الواقعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وأفادت - وفق بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه - أن تلك الرياح تشمل المدن الساحلية والطرق السريعة وأجزاء من منطقة حائل، عدا عن ظهور تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة على شرق منطقة مكة المكرمة باتجاه محافظة الطائف، مع احتمالية هطول أمطار خفيفة، إلى جانب تشكل سحب منخفضة على المرتفعات الجنوبية الغربية.

ولأول مرة في محافظة جدة يتم تعليق الدراسة على خلفية موجة الغبار في ظل ارتباط ذلك القرار باحتمالية هطول أمطار أو سيول، وهنا علق حسين القحطاني بالقول: «إن قرار تعليق الدراسة سيستمر حتى يوم الأربعاء، ولا سيما أن إجازة الربيع ستبدأ اعتبارا من يوم السبت المقبل لتستمر طيلة أسبوع كامل».

وكانت إدارة التربية والتعليم قد غيرت موقفها في ساعات متأخرة من أول من أمس حيال تعليق الدراسة في مدارس محافظة جدة بالكامل، بعد أن اعتبرت ما قام به مديرو ومديرات بعض المدارس من عمليات إخلاء مبكر لطلابها وطالبتها أمرا عائدا إلى صلاحياتهم وليس بقرار رسمي، حيث ربطت ذلك التوجيه بما تستقبله من تنبيهات صادرة عن كل من الأرصاد والدفاع المدني، غير أنها أعلنت تعليق الدراسة رسميا بعد ذلك.

وفي سياق ذي صلة، تسبب سوء الأحوال الجوية يوم أمس أيضا في تأخير مواعيد إقلاع عدد من الرحلات الجوية ببعض مطارات المملكة، بينما كانت الحركة الجوية طبيعية في مطارات أخرى، وذلك بحسب ما صرح به مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني.

وذكر خالد الخيبري المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للطيران المدني أن حركة الملاحة الجوية في مطارات المملكة كانت طبيعية، مشيرا إلى أن رحلاتها لم تشهد أي تأخير يذكر – على حد قوله، ولكنه استدرك قائلا: «إن الأجواء التي شهدتها منطقة نجران ومحافظة بيشة منذ الصباح الباكر تسببت في تأجيل الرحلات القادمة والمغادرة من وإلى مطاريها لحين تحسن مدى الرؤية الأفقية»، مبينا أن مطارات كل من الطائف والباحة وعرعر شهدت تأخيرا أيضا في بعض الرحلات القادمة والمغادرة والتي لم تتجاوز فتراته الزمنية الساعتين.

وفيما يتعلق ببقية المطارات، استطرد خالد الخيبري في القول: «كانت حركة الملاحة الجوية طبيعية في كل من مطارات الأمير سلطان بن عبد العزيز بتبوك والأمير عبد المحسن بن عبد العزيز في ينبع والملك عبد الله بجازان، حيث تجاوز مستوى الرؤية فيها 5 كيلومترات».

نحو 400 حالة، هي حصيلة الذين دفعت بهم الأحوال الجوية إلى مراجعة أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية بمحافظة جدة خلال الـ24 ساعة الماضية، شكل الأطفال المصابون بأمراض الربو والحساسية الغالبية العظمى منهم، وذلك بحسب ما صرح به مصدر مسؤول في الشؤون الصحية بالمحافظة.

وأعلن الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة عن رفع درجة الاستعداد لدى جميع طوارئ المستشفيات في صحة جدة، وذلك بهدف مواجهة الحالات الطارئة، إلى جانب توفير كافة المستلزمات الطبية للمراجعين المصابين بأمراض الصدر والحساسية.

وأضاف: «استقبل قسم طوارئ مستشفى الملك عبد العزيز في جدة نحو 159 حالة تم تنويم واحدة منها، في حين بلغ عدد المراجعين لمستشفى الثغر ما يقارب 17 مراجعا، عدا عن 43 آخرين استقبلهم مستشفى المساعدية للولادة والأطفال، بينما وصل عدد المرضى الذين توجهوا لمستشفى العزيزية للأطفال إلى نحو 121 مريضا خضع 3 مرضى منهم إلى التنويم»، مبينا في الوقت نفسه استقبال مستشفى الملك فهد العام لنحو 57 حالة أخرى.