أوضح الأمير الدكتور تركي بن سعود، نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أنهم في مبادرة الملك عبد الله لدعم المحتوى، يقومون بإثراء المكتبة العربية الرقمية من خلال توفير كتب وأوراق تعود لفترات ماضية، مشيرا إلى أنهم عملوا مع «غوغل» لتوفير 200 ألف عنوان عربي على شبكة الإنترنت.
جاء ذلك خلال كلمته في اللقاء التمهيدي لـ«يوم (غوغل) السعودية» الذي احتضنته العاصمة الرياض تمهيدا لانطلاق المناسبة التي ستعقد في جدة يومي 24 - 25 من الشهر الحالي، بمشاركة أكثر من 120 شخصية من صناع القرار حول العالم. وكشفت شركة «غوغل» أن 75 في المائة من المحتوى المعرفي عام 2000 كان محتوى ورقيا، بينما تحولت الآن نسبة 94 في المائة لمحتوى إلكتروني، مما ساهم في وصول المعرفة بشكل أسهل لعدد أكبر من الناس في نفس الوقت، بينما أشار محمد جودت، الرئيس التنفيذي للأسواق الناشئة في شركة «غوغل»، إلى التطور الكبير الذي حدث في استخدام تقنيات الويب في العالم العربي، واستدرك «لكن، يقابله عدم تقدم معرفي»، مبينا أن شعارهم في «غوغل» (لا تغمض عينيك) لأن العالم يتغير بشكل هستيري، حيث يؤكد أن التقدم العلمي طوال العقود الماضية لا يقارن بحجم التطور الحاصل خلال العشر سنوات الماضية.
واستحوذت مواضيع إثراء المحتوى العربي، وتفعيل التجارة الإلكترونية على جلسات اللقاء التمهيدي لفعاليات «أيام (غوغل) السعودية» التي ستحتضنها مدينة جدة يومي 24 - 25 مارس (آذار) الحالي، حيث احتضن اللقاء مقر معرض مشكاة التفاعلي، إحدى مبادرات مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وبالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار. قال جودت «ما زلت أتذكر معاناتي وكيف كنت أحجز الكتب الجامعية من المكتبة وأنتظر لأسبوعين ليصل إلى الدور، حيث كنا نصطف في قائمة قراء طويلة لقراءة موضوع أو الوصول لمعلومة صغيرة، الآن كل ذلك لا يحدث، فالطالب في هارفارد يقرأ نفس المعلومة التي يقرأها طالب في جامعة القاهرة في نفس اللحظة دون الحاجة للانتظار».
وبين أن السعودية تشكل لهم أهمية خاصة، حيث تعتبر الأكثر تقدما في كل النواحي في المنطقة، حيث ذكر أن 75 في المائة من البالغين يستخدمون الإنترنت في الوقت الذي لاحظت فيه «غوغل» ارتفاع معدلات بحث السعوديين عن «حافز»، حيث وصلت ذروتها في الفترة الماضية، يقابلها انخفاض في البحث عن «الأسهم» الذي كانت تستحوذ على اهتمامات السعوديين في سنوات ماضية، مشيرا إلى أن الأسئلة التي تطرح في محرك بحث «غوغل» تكون 16 في المائة منها أسئلة جديدة. وأكد أنهم في «غوغل» يلاحظون ضعفا كبيرا في جانب التجارة الإلكترونية في العالم العربي، مرجعا الأمر إلى الصفة المنتشرة بين العرب المقاومة للتغيير. وأضاف «في كينيا، هناك 8.6 مليون شخص يستخدمون الدفع والشراء عن طريق الموبايل، بينما نحن الأكثر تقدما بمراحل ما زلنا نستخدم طرقا تقليدية في أساليب الدفع والمتاجرة».
وطالب جودت بسن قانون يلزم كل الشركات العربية بإنشاء مواقع إلكترونية لها كما يحدث في تركيا، وعدم تجديد تراخيص مزاولة المهنة لها وربط ذلك بوجودها على الإنترنت من عدمه، حيث أكد أن الشركات التي توجد على الإنترنت تكبر من 4 - 8 مرات من تلك التي لا تملك مواقع على الشبكة.
إلى ذلك، أكد عبد الرحمن طرابزوني، المدير الإقليمي في «غوغل» للمنطقة العربية الناشئة، أن المنظومة التشريعية في السعودية للتجارة الإلكترونية ما زالت في البدايات، مما سبب تخوفا وعدم إقبال من الناس على خوض تجربة المتاجرة الإلكترونية أو الشراء عبر الإنترنت، يقابل ذلك رغبة كبيرة من المستخدمين في التحول للتجارة والتسوق عبر الإنترنت.
وبين أن معدلات بحث السعوديين عن كلمة (تجارة إلكترونية) ارتفعت إلى نسبة 60 في المائة، لكن تظل مشكلة «الدفع» هي أبرز معوقات نجاح التجربة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المستخدم السعودي يتجه إلى بدائل للدفع الإلكتروني تكون مرتفعة التكلفة.