دعوات لاستثمار 57 مليار ريال من أرصدة السعوديات في «الزراعة» و«التقنية»

مديرة «صندوق تنمية المرأة» لـ «الشرق الأوسط»: سنعقد ندوة في 17 أبريل لندعم هذا التوجه

أرصدة السعوديات في البنوك تفوق 100 مليار ريال المستثمر منها لا يتجاوز 42.3 مليار («الشرق الأوسط»)
TT

بعد أيام قليلة من ما أظهرته إحصائية صادرة عن غرفة الرياض، بأن حجم الأرصدة النسائية في البنوك السعودية يفوق 100 مليار ريال، جاءت أرقام أخرى لتؤكد أنه يستثمر من هذه الأموال نحو 42.3 مليار ريال فقط، في حين أن 57.7 مليار ريال المتبقية تعد أموالا غير مستثمرة، بحسب ما توضح هناء الزهير، نائبة الأمين العام لـ«صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة»، التي أكدت على بدء رسم الصندوق استراتيجية جديدة لصاحبات المشاريع، من حيث الدعم الفني والاستشاري.

وفي إطار ذلك، يعتزم صندوق «تنمية المرأة» توجيه السيدات السعوديات نحو استثمار هذه الأرصدة في قطاعات جديدة، يأتي على رأسها قطاعا الزراعة والتقنية، حيث كشفت الزهير عن بدء لجنة في الصندوق برصد المقترحات لصاحبات المشاريع، وتزويدهن بحلول مناسبة لما يواجهنه من عقبات، كما أوضحت أن الصندوق يستعد لإطلاق ندوة تبحث أهمية مجالات فرص جديدة للمرأة في قطاعات «غير تقليدية»، كالزراعة والتقنية والصناعة.

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع مروة عبد الجواد، المديرة التنفيذية لـ«صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة»، قالت: «بالنسبة للمشاريع الزراعية والصناعية والتقنية، فقد وجدنا أن أعدادا قليلة جدا من السيدات هن اللاتي يقدمن عليها، وبعضهن يصلن لمرحلة معينة من هذه المشاريع ويتوقفن فجأة، وقد يكون ذلك لأسباب مختلفة، مثل إشكاليات التراخيص أو افتقاد البيئة الداعمة أو أن تخف عزيمة المرأة المستثمرة في مرحلة معينة بدافع الخوف».

وتناولت عبد الجواد الندوة المزمع عقدها في 17 أبريل (نيسان) المقبل، بالقول: «جاءت دعوتنا من خلال هذه الندوة كي نبحث ونقدم فرصة للسيدات للتفكير في مجالات استثمار ممكنة، على خلاف المشاريع الخدمية التي تعودن عليها. ومن خلال أحدث الدراسات، سنسعى لإعطائهن أفكارا للمشاريع التي تحتاج لها المنطقة بشكل كبير، بحيث تكون مكملة للمشاريع السعودية القائمة حاليا».

وتابعت المديرة التنفيذية لـ«صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة»، حديثها لـ«الشرق الأوسط»، قائلة: «نحن نعتزم التوجه بالسيدات إلى التفكير في فرص حقيقة كبيرة تخدم بها قطاعات جديدة، بدلا من حصرها في نطاق معين من المشاريع»، مؤكدة أن معظم السيدات ما زلن يقبلن على الاستثمار في المشاريع الخاصة بالمرأة والأسرة، التي تعتقد أنها وصلت إلى مرحلة التشبع.

في حين تحدثت نائبة الأمين العام لـ«صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة»، عن هذه الندوة بالقول: «في أبريل، ستعقد ندوة في الصندوق حول الفرص الاستثمارية في المجالات الجديدة غير التقليدية، حيث سيتم بحث كيفية مشاركة المرأة في القطاع الصناعي، والزراعي، والتقني، بهدف التعرف عن الفرص المتاحة لتوليد أفكار لمشاريع جديدة».

وفي بيان تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة عنه أمس، أفادت هناء الزهير أن الخطة الحالية للصندوق تضم مسارات جديدة، تحوي برامج تدريبية ودورات لصاحبات المشاريع، دعما لهن من حيث فنون البيع، والتسويق، ورضا العملاء، وغيرها من سلسة الدورات التي يتم الإعداد لها، بهدف إكسابهن خبرة ومهارة، في التعامل مع مستجدات السوق. وتابعت بالقول: «على الرغم من أن برنامج انطلاقتي يحوي كل ذلك، فإننا سنجعل التدريب محورا رئيسيا، لكي تتمكن صاحبة المشروع أو المستفيدة من القرض، من تحقيق الأهداف، المدرجة في دراسة الجدوى، كما بدأنا بالإعداد للمشروع الذي أعلن عنه مسبقا، حول البرامج الحرفية، من خلال التنسيق مع الجهات المتخصصة بذلك، من أجل تشجيع قيام مشاريع حرفية خدمية صغيرة، تكون داعمة ومغذية لما هو قائم من صناعات كبيرة».

وأشارت الزهير إلى أن الصندوق (ممثلا في مركز دعم المشاريع) بدأ يعد لإطلاق البرامج والدورات التدريبية، وهذا من ضمن مهام اللجنة، التي تشرف على المشاريع كافة، وتتطلع إلى الاحتياجات المهمة لكل مشروع، من خلال تقديم الإرشادات الصحيحة لمسار العمل، والبرامج التدريبية، التي تتركز حول كيفية صناعة المشروع ودمجه في السوق بصورة أكثر احترافية، ضمن فريق عمل وكوادر مؤهلة، كما تستند اللجنة إلى عقد اجتماعات دورية، للتعرف على كيفية القيام بإنشاء مشروعات مرتبطة بالبيئة وتكون رافدا لدعم الاقتصاد الوطني، مما يتيح للمرأة القيام بأنشطة اقتصادية تدر عليها دخلا لدعم أسرتها والقيام بدورها التنموي.

وأكدت خلال حديثها على أن البرامج التدريبية للمستفيدات تساعدهن على إدارة المشاريع والاعتماد الكلي على الذات في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشروع، موضحة أن من ضمن ما تعمل عليه اللجنة حاليا هو التعرف على كيفية المشاركة في المعارض وإقامتها لتسويق المنتجات، ووضع الخطط التسويقية، في إطار السعي لتحقيق أهداف الصندوق.

وكشفت الزهير عن بدء الصندوق عقد شراكات مع جهات تدريبية متخصصة، لجلب متخصصين في مجال التدريب، واصفة ذلك بأنه «يعد إحدى التطلعات لمركز دعم المشاريع، الذي أعد خطة شاملة لهذا العام»، وتناولت الخطة بالقول: «تقوم على توفير حصانة تدريبية ومهارات متنوعة للمستفيدة، لتكون ناجحة في كيفية مواكبة مستجدات سوق العمل ودمج المرأة في مجالات متنوعة، قد تتوسع فيها بعد تمكينها من انطلاقة مشروعها».