برنامج وطني لترشيد الطاقة.. وآخر لاستخدام التقنية في الإنذار المبكر

الجفاف يسيطر على جلسات منتدى البيئة وتوقعات بتدني نسبة الأمطار 20%

الجفاف يسيطر على منتدى البيئة واجتماعات الوزراء المعنيين بالأرصاد والمناخ (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

أعلن الأمير عبد العزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول إعداد برنامج وطني لترشيد الطاقة، مشيرا إلى أن البرنامج سيتم اعتماده بنهاية هذا العام.

وأضاف الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال ترؤسه جلسة البصمة الكربونية وتأثيراتها في التغيير المناخي والتنمية الصناعية في المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثالث تحت شعار الاقتصاد الأخضر والمسؤولية الاجتماعية والمنعقد هذه الأيام برعاية خادم الحرمين الشريفين «أن المملكة قامت بخطوات عملية في مجال رفع كفاءة استخدام الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة، حيث تم إنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية، ويجري العمل لإعداد برنامج وطني لترشيد الطاقة»، وأكد أن المملكة تدرك أنها تواجه التحديات الخاصة في التعامل مع كفاءة استخدام الطاقة، إلا أنها عازمة على المضي قدما في هذا المجال، واستثمار الكثير من الجهد لترشيد الطاقة والتقليل من الآثار البيئية الناتجة عن استخدامها.

وشدد على أن المملكة شجعت على استخدام الطاقة المتجددة، وأنشأت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة لهذا الغرض. وقامت محليا بالاستثمار في مجال بحوث الطاقة المتجددة، والعمل جار للمزيد من البحوث والتطوير، خاصة في مجالي الطاقة الشمسية وحجز وتخزين الكربون، وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان إنه تم تشكيل اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة للاستفادة من هذه الآلية وتشجيع الاستثمار في تجارة الانبعاثات في المملكة.

وسيطرت مفردة الجفاف على جلسات المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثالث تحت شعار الاقتصاد الأخضر والمسؤولية الاجتماعية والاجتماع الوزاري الأول لتطوير قدرات الخدمات الإرصادية والمناخية بالدول العربية وتباحث الخبراء والوزراء في الجانبين سبل مواجهة الموجة القادمة والمتوقع أن تطول.

وأبرمت أمس كل من أمانة مجلس التعاون الخليجي والمنظمة العالمية للأرصاد اتفاقية تعاون لعمل دراسات وبرامج، يتركز أهمها حول ما يتعلق بالعواصف الرملية على منطقة الخليج في مجال رصد بيئة المنطقة، والتغير المناخي وآثاره، وعلاقة التغير المناخي بالعواصف الرملية والجفاف، وكذلك برنامج الحد من المخاطر والكوارث.

وفي جلساته العلمية الثانية للمنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثالث تحت شعار الاقتصاد الأخضر والمسؤولية الاجتماعية بعنوان تهيئة منطقة الخليج للتعامل مع تأثيرات التغير المناخي العالمي برئاسة الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الدكتور ميشال جارو أكد أن منطقة الخليج بما فيها السعودية تشهد تطورات مناخية قد تؤثر في المستقبل على التنمية والاستدامة ومن هنا كان لا بد للمنتدى مناقشة هذا الأمر من خلال المراقبة والملاحظة التي تشمل إعداد الدراسات والبحوث التي يمكن أن تضع الحلول المستقبلية من أجل المحافظة على البنى التحتية وحماية الأجيال القادمة من أي تأثيرات تنعكس على حياتهم اليومية.

وأكد هنا الدكتور سعد بن محمد المحلفي وكيل الرئيس العالم لشؤون الأرصاد وحماية البيئة في المملكة رئيس اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية في جامعة الدول العربية عن سيناريوهات التغير المناخي في المنطقة العربية، موضحا أن السعودية جزء من العالم الذي يشهد تغيرات مناخية متقلبة ولا بد هنا من العمل على إعداد الدراسات وعقد المنتديات العلمية لتكون دافعا من أجل مواجهة هذه التحديات، إلى جانب المراقبة والملاحظة لهذه التغيرات على مدار العام.

وبين المحلفي أن مدن المملكة شهدت في الفترة الأخيرة تغيرات مناخية في جميع المدن السعودية من أبرزها ارتفاع درجة الحرارة وزيادة العواصف الرملية وحدوث حالة من الجفاف وقلة هطول الأمطار الذي أثر على الغطاء النباتي.

واستطرد المحلفي أن بقية الدول المحيطة بنا لم تكن أيضا في أمن من هذه الكوارث والأزمات، وأعلنت هذه الدول بما فيها المملكة أنها منطقة تواجه خطر الجفاف مما استدعى وضع مخططات من أجل مكافحة هذا الجانب وأكد أن هذا التغير المناخي كان الأسوأ للمنطقة العربية والخليجية.

وأوضح أن هطول الأمطار في منطقة الشرق الأوسط وكذلك غرب قارة آسيا وشمال أفريقيا قد تدنى بنسبة 20% وهو ما سيؤثر على مصادر المياه وحصول الجفاف، مشيرا إلى أن دول الخليج بما فيها المملكة تقع في قلب منطقة التصحر وبالتالي فإنها ستكون معرضة للكثير من المشكلات الناتجة عن هذا التغير حيث يعد التيار الخليجي في التغير المناخي شبيها بالعصر الجليدي.

وخلص وكيل الرئيس العام للأرصاد إلى أن المنطقة قد تشهد جفافا تاما في المنطقة الخليجية في العقود القادمة ولا بد من التنبؤ بذلك، إلى جانب زيادة العواصف الرملية حيث شهدت المملكة 7 عواصف رملية أثرت على المنطقة بشدة وبالتحديد على الأمن الغذائي والمائي.

وأشار إلى أن المملكة مرت الفترة الماضية بالكثير من التقلبات المناخية والعواصف الشديدة مما أدى إلى ارتفاع كبير في الرطوبة فوق مدينتي جدة والرياض مما ينعكس على صحة الإنسان والإصابة بمرض الملاريا. ومن جانبها قالت ميسم تميم الممثل المقيم الخبيرة في مجالات الطاقة والبيئة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على دول المنطقة بما فيها المملكة إنها تعمل حاليا على رسم السياسات والاستراتجيات الكفيلة بمواجهة التحديات المناخية القائمة والتي شهدتها المنطقة مؤخرا وتؤثر بشكل خاص في نظم الحياة اليومية للإنسان.

ومن جانبه تحدث الدكتور كيشان خوادي ممثل الأمم المتحدة الإنمائي عن تمهيد الطريق لاقتصاد أخضر في السعودية ومنطقة الخليج التطورات والتحديات الماثلة أمام الاستدامة المستقبلية. وأعلن نائب ممثل برنامج الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2030 نهدف إلى تحقيق 3 أهداف أولها وصول عالمي لخدمات الطاقة ومعادلة ومضاعفة الطاقة البديلة في مزيج الطاقة العالمية، مبينا أن دول العالم ستعقد اجتماعا لها في قمة ريود يوجر لتحقيق كافة الأهداف على المستوى الدولي وهي قضايا أساسية لتحقيق تكامل في برامج الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.

من المنتظر أن يعلن اليوم رسميا في السعودية إطلاق برنامج خاص للإنذار المبكر باستخدام التقنية الذكية وذلك في ورشة العمل المقرر عقدها اليوم بمشاركة 500 من كافة القطاعات المعنية. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور سعد محلفي وكيل الرئيس العام للأرصاد رئيس اللجنة الدائمة للأرصاد بجامعة الدول العربية، أن البرنامج الذي سيتم مناقشته اليوم في ورشة العمل بمشاركة 500 من المسؤولين والخبراء والمعنيين تمت تجربته على مدى الستة أشهر الماضية حيث من المتوقع أن يصل الإنذار لأي حدث إرصادي أو مناخي لأي منزل مستقبلا وذلك من خلال تطبيقات الأجهزة التقنية الحديثة.