الرياض تجمع قادة البحث العلمي في الدول العربية وتضع آلية ممنهجة لـ«قضايا التحكيم»

السويل لـ «الشرق الأوسط» : التحكيم المحلي قد تكون فيه ميول أو محاباة.. وأحيانا نلجأ إلى محكمين خارجيين

TT

في لقاء علمي هو الأول من نوعه في البلاد، احتضنت العاصمة السعودية الرياض أمس الاثنين قادة البحث العلمي في منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لمناقشة ورسم الآليات والمبادئ الأساسية المتبعة في القضايا المتعلقة بالتحكيم العلمي والمبادئ التي يجب على كل محكم علمي أن يتبعها عندما يقوم بتحكيم الأبحاث العلمية.

وأكد الدكتور إبراهيم السويل، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك فروقا كبيرة في فهم أسس التحكيم العلمي وتطبيقاته، مشيرا إلى ضرورة توضيح هذه الفروق لرفع جودة التحكيم العلمي بدول المنطقة.

وأضاف السويل: «نعمل على ربط الأبحاث العلمية في العالم العربي مع بقية دول العالم لإعطائها القوة العلمية الحقيقية من ناحية جودتها وكفاءتها، بالإضافة إلى زيادة الترابط بين الباحثين في الدول العربية».

وبيّن رئيس المدينة: «هذا الاجتماع يأتي لمناقشة جودة التحكيم العلمي لمقترحات البحوث العلمية، وهذه البحوث العلمية في النهاية تحتاج إلى مبالغ مالية لدعمها من مصادر حكومية وغير حكومية، ولكن المصدر الممول عادة يريد أكبر عائد للمبالغ التي صرفها، وبالتالي كلما ارتفعت جودة التحكيم ارتفعت جودة العمل البحثي وكان العائد المادي والعلمي أكثر بكثير».

وزاد: «ركز الاجتماع على تدارس المبادئ العامة التي من شأنها رفع مستوى جودة التحكيم العلمي»، مضيفا أن «هذه المبادئ وما ينتج من نقاش سوف تكون رافدا لاجتماع عالمي سيعقد في واشنطون بالولايات المتحدة الأميركية، تمثل فيه مجالس البحث العلمي العالمية للوصول إلى ملامح عامة لأساليب تقويم البحوث العلمية، الهدف منها هو رفع الجودة».

ووصف السويل البحوث العلمية في المملكة بـ«الجيدة»، مشيرا إلى أن «تلك البحوث سابقا كانت دروسا مستفادة وتعلمنا كما تتعلم بقية العالم، ولكن في هذه الأيام تطورت، والسبب أننا في بعض الأحيان عندما نشعر بأن التحكيم المحلي قد يكون فيه ميول أو محاباة فإننا نلجأ إلى محكمين خارجيين، وبالتالي نحصل على آراء تؤيد أو ترفض بعض البحوث المقدمة».

من جانبه كشف الدكتور السويل أن المدينة تصل إليها أعداد كبيرة من البراءات، وقد أنجزت أكثر من 87 في المائة مما قدم إليها، مشيرا إلى أن الأسلوب المتبع في المدينة هو نفس الأسلوب المتبع في جميع دول العالم، موضحا أن المدة التي تقضيها المدينة في منح البراءة هي سنتان ونصف إلى 3 سنوات، وهو المعدل العالمي من ناحية التأخير.

جاء ذلك خلال فعاليات الاجتماع الإقليمي الأول لوزراء ورؤساء مؤسسات البحث العلمي بدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك لمناقشة قضايا التحكيم العلمي بدول المنطقة.

وتحدث الدكتور غراهام هاريسون ممثل مؤسسة العلوم الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية عن المبادئ الخمسة للتحكيم العلمي، وهي: تقييم الخبراء والشفافية والحيادية وملائمة المعلومات وسريتها وتكاملها، إضافة إلى تماشيها مع أخلاقيات المهنة، بينما تطرق المشاركون إلى بعض المشكلات التي تواجه التحكيم العلمي في دول المنطقة مثل اختيار المحكمين المحايدين، مؤكدين ضرورة إيجاد نظام لانتقاء المحكمين وتبادلهم بين دول المنطقة للارتقاء بنوعية وجودة البحوث المقدمة.

من جهته أكد وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي الدكتور عبد الكريم السامرائي على ضرورة إيجاد معايير لتمويل البحوث العلمية تخدم توجهات الدولة في البحوث المقدمة وتضمن الاستفادة الكبرى من هذه البحوث. وتطرق الدكتور المنصف بن سالم وزير التعليم العالي التونسي إلى موضوع تحفيز المحكمين الذي يشاركون في تحكيم جودة البحوث العلمية المقدمة، وذلك لضمان جودة العمل، مشيرا إلى ضرورة مساهمة تلك البحوث العلمية في تطوير التعليم العالي.

وناقش المشاركون مسألة تمويل البحوث العلمية على الصعيد الحكومي والخاص، مؤكدين ضرورة بناء معايير معينة تخدم البحوث المقدمة حسب أهميتها، وتتوافق مع استراتيجيات الدولة، «حيث نضمن ضخ الأموال في محلها بما يخدم خططها العلمية والاقتصادية».

وفي الجلسة الثانية ناقش المشاركون سبل تطوير منتدى عالمي افتراضي لرؤساء ووزراء البحث العلمي بدول المنطقة، تمهيدا لعرضه أثناء الاجتماع الدولي الذي سوف يعقد خلال مايو (أيار) القادم بالولايات المتحدة الأميركية.