جدة: 8 حلول جذرية بنحو 3.388 مليار ريال لتلافي مخاطر السيول

المهندس السليم لـ «الشرق الأوسط»: ترسية عقد استشاري هندسي لاستكمال إجراءات صحائف نزع الملكيات

ترسية المشاريع الدائمة لصالح 4 شركات من أصل 13 شركة بينها 6 سعودية و7 عالمية (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

أعلن في جدة، أمس، عن ترسية عقود مشاريع الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في المحافظة، بقيمة 3.388 مليار ريال، لصالح أربع شركات بينها شركتان سعوديتان.

وكشف المهندس أحمد عبد العزيز السليم، مدير عام مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول لـ«الشرق الأوسط»، عن دراسة تجريها ثلاث شركات عالمية بالتعاون مع الشركة الوطنية للمياه للاستفادة من مياه الأمطار والطريق الأمثل للاستفادة منها تجاريا أو صناعيا.

وأشار إلى أن العمل في المشاريع الدائمة بدأ منذ اليوم، وأن المعدات قد وصلت إلى جدة ودخلت العمل، محددا موعد البدء في السدود بنهاية ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، في حين سينطلق العمل في مشروع القناة الشرقية مطلع يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، يليها مشروع المطار.

وأضاف السليم، أنه مع انتهاء تصاميم مشاريع الحلول الدائمة، بدأ فريق المشروع في دراسة طرق التنفيذ بالجدول الزمني المطلوب بهدف إزالة أي عائق قد يؤدي إلى تأخير وتيرة العمل، كالحاجة مثلا لمصنع خرسانة خاص لمشروع توسعة القناة الشرقية جاهزة للإنتاج وقت بدء العمل، فضلا عن تعديل الحلول الهندسية لتكون أكثر ملاءمة لأرض الواقع وتوفير أماكن مؤقتة لمكاتب إشراف في المواقع.

وأوضح، أنه تم تشكيل لجنة نزع الملكيات لصالح مشاريع الحلول الدائمة برئاسة محافظ جدة، وتمت ترسية عقد استشاري هندسي لاستكمال إجراءات صحائف نزع الملكيات، والعمل جار على اعتماد خطوط التنظيم من قبل أمانة جدة.

وبين المهندس السليم، أن الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة تشمل تنفيذ ثمانية مشاريع، هي: إنشاء خمسة سدود، وتوسعة قنوات تصريف مياه الأمطار الحالية وهي الشمالية، والجنوبية، والشرقية، وإنشاء قناة جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبد العزيز الدولي.

وأشار إلى أنه جرى ترسية عقد إنشاء سد وادي غيا وملحقاته، سد وادي أم حبلين وملحقاته، سد وادي دغبج وملحقاته، سد وادي بريمان وملحقاته لصالح شركة «نسما وشركاهم»، بقيمة 803 مليون ريال، وترسية عقد إنشاء سد وادي غليل وإعادة تأهيل مجرى السيل الجنوبي لصالح شركة «نسما وشركاهم» بقيمة 372 مليون ريال. كما جرى ترسية عقد إعادة تأهيل مجرى السيل الشمالي لصالح فرع شركة «تشاينا كوميونكيشنز كونستركشن كومباني ليمتد» (صينية) بقيمة 143 مليون ريال، وعقد إنشاء قناة تصريف المطار الجديدة لصالح شركة «سنامبر وجتي» العربية السعودية المحدودة (إيطالية) بقيمة 1.319 مليار ريال، وعقد إعادة تأهيل مجرى السيل الشرقي لصالح شركة عبر المملكة السعودية للتجارة والصناعة والمقاولات «سبك» بقيمة 751 مليون ريال.

ويأتي فوز الشركات الأربع من بين 13 شركة تأهلت لتنفيذ المشاريع، منها 6 سعودية و7 عالمية، لتنفيذ مشاريع الحلول الدائمة، حيث جرت المنافسة بين المقاولين، ومن ثم تقييمها حسب برنامج التقييم الذي يتم إعداده والموافقة عليه من قبل فريق تقييم العطاءات قبل الموعد النهائي لتقديم العطاءات، وذلك قبل الشروع في التقييم المالي وتقديم التوصية بالترسية.

وخلال مراسم التوقيع أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن هذه المشاريع هي محاولة للتخفيف من أضرار الفيضانات والسيول إذا حدثت، وقال «لا نقول إن هذه المشاريع ستنهي مشكلة السيول والأمطار نهائيا، فلا يمكن أن يقف شيء أمام القدرة الإلهية، وكل شيء معرض للتلف إذا ما زادت الفيضانات على الحد المتوقع، ولله في تدبير هذا الكون حكمة، ولا مرد لقضائه، ولكنها هي محاولة للتخفيف من أضرار الفيضانات والسيول إذا حدثت، ونرجو أن ينفع الله بهذه المشاريع، وأن يخفف من أي معاناة مستقبلية جراء الأمطار وهذه السيول».

من جهته، أوضح وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، أن تلك المشاريع تعد ضمن منظومة مشاريع الدولة التي يتم تنفيذها في جميع مناطق المملكة، لافتا إلى أن الدولة صرفت خلال الثلاث سنوات الماضية نحو 700 مليار ريال على مشاريع البنية التحتية من طرق ومياه وخدمات في جميع مناطق المملكة، وتأتي مشاريع جدة ضمن هذه المشاريع.

وأكد الأمير الدكتور منصور بن متعب، وزير الشؤون البلدية والقروية، اهتمام القيادة بسكان وأهالي منطقة مكة المكرمة بشكل عام، وأهالي مدينة جدة بشكل خاص، لافتا إلى أن تلك المشاريع سيكون لها كبير الأثر في تنمية المدينة وحمايتها من مخاطر السيول.

ولفت وزير المياه والكهرباء، المهندس عبد الله الحصين، إلى أن تلك المشاريع تعتبر نموذجا فريدا لما يجب أن تكون عليه مشاريع الدولة في جميع مناطق المملكة، وأن هذه المشاريع بمثابة الدرس الذي يجب أن يستفاد منه.

وأكد وزير النقل جبارة الصريصري اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بسكان مدينة جدة من خلال اعتماد تلك المشاريع التنموية التي ستعمل على حماية السكان من مخاطر السيول والأمطار.

وأشار الصريصري إلى أن الجهود التي بذلها أمير المنطقة تعد جهودا كبيرة، ستسهم في تنمية المدينة وتطورها، موضحا أن جدة ستكون خلال سنوات قليلة مقبلة «غير».

وبالعودة للمشاريع، أجرى فريق إدارة مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة، تحت إشراف إمارة منطقة مكة، دراسة مستفيضة للأحواض المائية شرق محافظة جدة، حيث تم استخدام خرائط مسح ضوئية عالية الدقة، لإنجاز الدراسة الهيدرولوجية، والتي شملت معدلات الشدة المطرية بوصفها أساسا لجميع تصاميم المشاريع الهندسية، واستغرق ذلك أكثر من 200 ألف ساعة عملا بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، لاعتماد حلول هندسية، تم عرضها خلال ورش عمل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، مع تنفيذ جميع الأعمال الميدانية المصاحبة مثل تحليل التربة والرفع المساحي.

وخلصت الدراسة إلى أن مشاريع الحلول الدائمة تقتضي إنشاء 5 سدود جديدة صممت لاستيعاب شدة مطرية تكرار 200 عام مع قدرتها إنشائيا لتحمل شدة مطرية لمائة عام وتفريغ السدود خلال 15 يوما، فضلا عن زيادة القدرة الاستيعابية لمجرى السيل الشمالي والجنوبي والشرقي، وإنشاء قناة تصريف جديدة بمحاذاة مطار الملك عبد العزيز الدولي.

وبحسب الدراسة، يتكون التصميم الإنشائي للسدود الخمسة من عدة طبقات من الصخور بمقاسات مختلفة وطبقة خرسانية لحمايتها، بينما يتكون أساس السدود من جدار قاطع بعمق يصل إلى الطبقة الصخرية لمنع تسرب المياه مع تركيب أجهزة استشعار ومراقبة لرصد حركة المياه الجوفية أو أي هبوط، كما ترتبط جميع السدود بقنوات مفتوحة متصلة بالقناة الشرقية لتفريغ مياه السيول والأمطار خلال 15 يوما لدى هطول الأمطار، وأخيرا تنفيذ طريق فوق كل سد بعرض ثمانية أمتار لغرض أعمال الصيانة.

أما تصاميم مشاريع زيادة الطاقة الاستيعابية لمجاري السيول الرئيسية الثلاثة الحالية بناء على شدة مطرية 100 عام فتتمثل في رفع كفاءة مجرى السيل الشرقي بنسبة 80 في المائة بإعادة تأهيله بطول أكثر من 20 كيلومترا، فضلا عن رفع كفاءة مصب مجرى السيل الشمالي بنسبة 100 في المائة بإنشاء عبارتين بطول كيلومترين، وأخيرا رفع كفاءة مجرى السيل الجنوبي بنسبة 50 في المائة بإعادة تأهيله بطول أربعة كيلومترات.

ويشمل مشروع إنشاء قناة التصريف الجديدة للمياه بمحاذاة مطار الملك عبد العزيز الدولي إنشاء خط أنابيب خرسانية بطول 34 ألف متر لتصل إلى البحر، مع إجراء بعض التحسينات في القناة الشمالية.

وتشمل عمليات إنشاء السدود الخمسة، ما يلي: أولا: سد وادي غيا، بطول 645 مترا وبارتفاع 18 مترا وبسعة تخزينية تبلغ سبعة ملايين متر مكعب وبقناة ترابية بطول 3.3 كيلومتر وعرض 150 مترا وقناة خرسانية بطول 6.7 كيلومتر وعرض 25 مترا، فضلا عن سدين رافدين الأول بطول 225 مترا وارتفاع خمسة أمتار والثاني بطول 95 مترا وبارتفاع أربعة أمتار، ثانيا: سد وادي أم حبلين، بطول 860 مترا وارتفاع 12 مترا وبسعة تخزينية تبلغ أربعة ملايين متر مكعب، وقناة خرسانية بطول 4.4 كيلومتر وعرض 12 مترا، فضلا عن سد رافد بطول 200 متر وارتفاع خمسة أمتار، ثالثا: سد وادي دغبج، بطول 630 مترا وارتفاع 15 مترا وبسعة تخزينية تبلغ خمسة ملايين متر مكعب وقناة خرسانية بطول 4.5 كيلومتر وعرض 16 مترا، فضلا عن سد رافد بطول 310 أمتار وارتفاع 13 مترا، رابعا: سد وادي بريمان، بطول 190 مترا وارتفاع 21 مترا وبسعة تخزينية تبلغ ستة ملايين مليون متر مكعب وقناة ترابية مصاحبة بطول 1100 متر وعرض 50 مترا، فضلا عن سدين رافدين، الأول بطول 285 مترا وارتفاع 16 مترا، والثاني بطول 50 مترا وارتفاع أربعة أمتار، خامسا: سد وادي غليل مع توسعة القناة الجنوبية، بطول 250 مترا وارتفاع عشرة أمتار وبسعة تخزينية تبلغ مليون متر مكعب، فضلا عن سد رافد بطول 990 مترا وارتفاع ستة أمتار.

وتشمل مشاريع قنوات تصريف مياه السيول الحالية تنفيذ عمليات إصلاحات وتعديلات، ففي القناة الجنوبية سيتركز نطاق العمل في توسيع القناة الواقعة بين كوبري الجامعة وطريق مكة القديم، كما سيتم تعديلات أساسية في مجال إكمال أعمال التشييد حتى لا تؤثر على حركة المرور في المنطقة المحيطة. أما القناة الشمالية فيشمل نطاق الأعمال فيها إضافة خط تصريف جديد في البحر، بهدف رفع الطاقة الاستيعابية للخط القائم، بإضافة عبارتين صندوقيتين متماثلتين، بالإضافة إلى التحسينات المطلوبة الأخرى.

وفي القناة الشرقية التي تستوعب معظم المياه المتدفقة من مناطق التجمع والواقعة شرق مطار الملك عبد العزيز الدولي، ستجرى أعمال توسعة تشمل استبدال وتوسيع الجسور والعبارات القائمة، فضلا عن توسعة جميع أجزاء مجرى السيل الشرقي.