«الحسبة» تتجنب الخلاف بين أعضائها بتدريب 500 عضو ميداني

في لقاء توجيهي جمعهم بكبار العلماء الشرعيين في البلاد.. وبهدف تنظيم العمل وتطوير الأداء

يأتي اللقاء التوجيهي لأعضاء الهيئة الميدانيين بمدينة الرياض في إطار سعي جهاز الحسبة لتطوير العمل الميداني ومنع التصادمات مع أفراد المجتمع («الشرق الأوسط»)
TT

في إطار سعيها لتطوير العمل الميداني وتنظيمه، اختتم فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعاصمة السعودية الرياض، مساء أول من أمس، البرنامج التوجيهي للأعضاء الميدانيين، وحضره ما يزيد على 500 عضو ميداني، التقوا خلالها عددا من العلماء الدينيين والشرعيين، على رأسهم المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.

وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن ذلك البرنامج يأتي على خلفية ما شهده قطاع الحسبة من تأزم بين أعضائه نجم عنه امتناع عدد منهم من مزاولة عمله الميداني خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 27)، مرجعين ذلك الامتناع من قبلهم إلى دوافع تعرضهم لمضايقات من قبل المنظمين لمهرجان الجنادرية، بالإضافة لعدم إيقاف بعض الفعاليات التي يرى فيها البعض منهم أنها منكرات ومحظورات شرعية.

وكان البرنامج التوجيهي للأعضاء الميدانيين بجهاز الحسبة، حظي بعدد من المحاضرات، والتي تناولت عددا من المحاور في مقدمتها القواعد الشرعية والنظامية في الأعمال الإنسانية، والحسبة ضمانات ومضامين، وأضواء حول قاعدة درء المفاسد وجلب المصالح، وصفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.

ومضى المتحدثون خلال جلسات البرنامج للتأكيد على ضرورة الرفق في التعامل مع الناس في حال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدين على أن من أهم صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون ذا علم بما يعمل فيكون عالما بالمعروف والمنكر وبالطريق الصحيح للنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، والعلم بالأنظمة الرسمية الخاصة بالعمل الميداني.

وأشاروا إلى أنه مما يستقى من هدي النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، حول العمل الاحتسابي كتقديم هدايا للناس وإقامة الحجة على المحتسب عليه وحماية محارم الله عز وجل وتحقيق الأمن للمجتمع.

من جانبه، أكد الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن اللقاء التوجيهي لأعضاء الهيئة الميدانيين بمدينة الرياض، يمثل حلقة في سلسلة البرامج التطويرية والتوجيهية، والتي تحوي عناوين تهم العضو الميداني وترفع من مستوى العمل، ولافتا إلى أن منها دورات في إعداد المحتسبين ودورات للمستجدين ودورات في مكافحة السحر والاحتساب على المسكرات والتعامل مع الجرائم المعلوماتية ودورة حول احتواء الأزمات ودورة في الضبط الجنائي وغيرها.

وشدد آل الشيخ على أن اللقاء يشكل ربطا وثيقا بين الأعضاء الميدانيين وعلمائهم في صورة تتجسد فيها معاني الاقتداء والتوجيه والنصح.

يشار إلى أن أهداف برنامج اللقاء التوجيهي تتركز في تثقيف العضو بالقواعد الشرعية المتعلقة بعمل الاحتساب، والأنظمة المتعلقة بعمل الهيئة مع بيان المنهجية الإسلامية في التعامل مع الأخطاء وتحقيق التأصيل الشرعي والعلمي لفقه الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عن طريق تزويده بمجموعة من القواعد والضوابط ليمارس العمل عن علم وبصيرة، كما يهدف البرنامج إلى ربط القواعد الفقهية بواقع رجل الحسبة الميداني عن طريق معرفة التطبيقات العملية له في مجال عمل المحتسب، ورفع كفاءة القائمين على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطوير قدراتها بما يتفق مع أهميتها ومكانتها وتعزيز وعي الأعضاء العاملين في الميدان ومدى إتقانهم للأنظمة والتعليمات.