«الكشافة السعودية» تراجع أدلة هويتها وتطور مناهجها

بعد مضي 10 سنوات على العمل بها.. وتنتظر الإقرار والاعتماد الخليجي لها

TT

في خطوة تأتي لمجاراة العصر وتسارع إيقاعه، وفي ظل تنامي الاعتماد على وسائل التقنية الحديثة، وما واكبها من تغير في المناهج المعرفية والعلمية على مستوى التعليم والتعلم بجميع مراحل التعليم العام والعالي، عمدت جمعية الكشافة العربية السعودية إلى مراجعة شاملة لجميع أدلتها ومناهجها المتبعة في جميع المستويات الكشفية، والتي سبق أن أقرت قبل ما يزيد على 10 أعوام، وذلك من خلال العمل على إعداد مسودة لأدلة الكشافة السعودية يعمل بها لعام 1437هـ، وفق خطة استراتيجية تنتهجها الجمعية في الفترة المقبلة.

وأكد عبد الله الخضير المفوض لتنمية المراحل بجمعية الكشافة العربية السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن جمعيته كانت تتبع في السابق منهجا كشفيا مغايرا للمناهج الكشفية في الدول العربية، مرجعا ذلك الاختلاف إلى طبيعة العادات والتقاليد والخصوصية التي يتميز بها المجتمع السعودي عن غيره من المجتمعات العربية، مؤكدا أن العمل جار حاليا بإدارة جمعية الكشافة السعودية لإعداد منهج متوافق مع طبيعة المجتمع المحلي، لافتا إلى رفعه لإدارة مجلس الجمعية السعودية للكشافة، الذي يترأسه وزير التربية والتعليم لإقراره واعتماد العمل به.

وبين الخضير أن ذلك المنهج الكشفي سيرفع بعد إقراره لأمانة مجلس دول التعاون الخليجي لاعتماده ضمن الأدلة الكشفية حيث يعمل عدد من دول الخليج العربي للانتهاء منه وإعداده بشكل توافقي، بما يضمن مرجعيته لجميع الجمعيات الكشفية بدول الخليج العربي. وكشف الخضير أن جمعيته بصدد عمل مراجعة شاملة لـ7 مجالات كشفية رئيسية، موضحا أنها تشمل المجالات الدينية والصحية والاجتماعية والوطنية والرياضية والبيئية والعلمية، لافتا إلى أن تلك المراجعة تأتي وفق متطلبات العصر وفي محاولة لمواكبة المناهج العلمية والمعرفية ووسائل التقنية الحديثة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى التحصيل المعرفي والتقني لدى الطلاب المشاركين في عضوية الجمعية الكشفية.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الله بن سليمان الفهد نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، على أهمية استحضار رؤية الجمعية في استراتيجيتها المطورة في جميع الفعاليات التي تقوم بها الجمعية وتشارك بها، بحيث تكون الكشافة بيئة شبابية جاذبة ورائدة تستوعب طاقات الشباب وتلبي احتياجاتهم الفكرية والنفسية، وتوجه قدراتهم لخدمة المجتمع والإسهام في تنميته بفكر راشد ومتطور مستوعب لمتغيرات العصر ومتطلباته ومحافظ على أصالته وانتمائه.

بينما شدد الفهد على أن يكون العمل في البرنامج وفق الطريقة الكشفية العالمية من خلال تأدية الوعد، والالتزام بصفات القانون، والتعلم بالممارسة، والعمل بنظام المجموعات الصغيرة، وممارسة نظام الشارات والبرامج الكشفية في الخلاء. وكانت جمعية الكشافة العربية السعودية نظمت عددا من ورش العمل على هامش النسخة الرابعة من البرنامج الوطني الكشفي لنظافة البيئة وحمايتها، والذي انطلقت فعالياته يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة 2500 كشاف وجوال وقائد من مختلف قطاعات الجمعية بمحافظة المجمعة (شمال العاصمة الرياض)، بهدف مناقشة تطوير مناهجها ومراجعة أدلة هوايتها الكشفية.

وأوضح المفوض لتنمية المراحل بجمعية الكشافة العربية السعودية، أن الورشة الأولى تناولت مراجعة وتطوير المنهج البري لمرحلتي الأشبال والفتيان، سعيا إلى العمل على تكيفه مع احتياجات المرحلة، وإعادة صياغته لمواكبة الخطة الاستراتيجية الجديدة للجمعية، موضحا أن الورشة الثانية ناقشت أدلة شارات الهوايات لجميع المراحل والعمل على إحداث نقلة نوعية لها تواكب التطورات المتسارعة بما يحقق أهداف الجمعية الكشفية.

وذكر أن الورشة الثالثة، التي تستضيفها كلية التقنية في المجمعة، ناقشت الورش التخصصية للهوايات الكشفية، وبحث أفضل الآليات لتجهيز تلك الورش من جميع النواحي بما يتلاءم مع تقنيات العصر واحتياجات المستفيدين، مشيرا إلى أن الورشة الرابعة، التي تستضيفها جامعة المجمعة، ناقشت وضع تصور لآلية مسابقة التفوق الكشفي لمرحلة الجوالة كهدف رئيسي لأهمية التنافس الشريف في تعزيز الصورة الكشفية وزيادة العضوية.