«الشورى» يصف طريقة أكل طلبة المدارس على الأرض بـ«الكارثة»

قال إن وضع المقاصف مؤسف وغير صحي

معظم المدارس السعودية تفتقر للطاولات والمقاعد أثناء تناول الوجبات («الشرق الأوسط»)
TT

أبدى مجلس الشورى السعودي أسفه من الطريقة التي تتم بها عملية أكل الطلبة والطالبات في المدارس السعودية، معتبرا عدم وجود أماكن مخصصة من طاولات ومقاعد لتناول وجبات إفطارهم اليومي بـ«الكارثة».

ووصف الدكتور أحمد آل مفرح، رئيس اللجنة التعليمية في الشورى السعودي، أن الطريقة التي يتم بها تناول وجبة الإفطار في المدارسة السعودية بـ«الكارثة»، وسعى آل مفرح لتكرارها ثلاثا، كناية عن امتعاضه للآلية التي يتم بها تناول الطلبة للمأكولات.

وأفاد آل مفرح، أنه من المؤسف جدا أن لا تحوي المدارس في السعودية مقاعد وطاولات تتم بها راحة الطلبة أثناء أكلهم، معتبرا أن وضعية الجلوس على الأرض والسجادات طريقة ينبغي أن تتجاوزها المدارس وأن يتم بناء مظلات متخصصة وطاولات ومقاعد في أماكن نظيفة وصحية وسليمة بيئيا لتلافي أي مشاكل صحية.

من جانبه انتقدت أوساط تعليمية الطريقة التي وصفت بأنها بدائية ولا تتواءم مع تطلعات المجتمعات المعرفية، خاصة في ظل أن القيادة السعودية تصرف مبالغ باهظة على التعليم وتتطلع للنهوض بالمجتمع عن طريق بناء مدارس مجهزة ومهيأة بالكامل.

وقال خالد الأنصاري، مدير مدرسة ابتدائية، إن الطريقة التي يتم بها تناول وجبات الإفطار في المدارس السعودية، هي طريقة غير حضارية، مؤكدا أنه أمر يجب أن يكون في الإطار التصميمي لتلك المدارس، فضلا عن أنه يجب أن يستحضر السلامة البيئية والاشتراطات الصحية اللازمة من توافر مقاعد وطاولات نظيفة تشرف عليها لجان صحية تابعة لوزارة التربية والتعليم.

وأفاد الأنصاري، أنه ينبغي توفر احتياجات الطالب من العناصر الغذائية اللازمة للنمو، وتلافي سوء التغذية، مع متابعة جودة الأصناف الغذائية المقدمة، وغرس المفاهيم التغذوية لتصحيح العادات الغذائية للطلاب ورفع مستوى وعيهم وتحسين سلوكهم الغذائي، وتقديم المعلومات والخبرات عن سلامة الغذاء والوجبات المتوازنة ونقلها إلى الأسرة والمجتمع، إضافة إلى توجيه المجتمع غذائيا بما يتوافق مع التخطيط والأمن الغذائي الوطني، وتشجيع المجتمع على استهلاك الصناعات الوطنية والمنتجات الغذائية المحلية.

من جانبها قالت ريم الزبيدي، اختصاصية تغذية إنه ينبغي الاهتمام بالأطفال في المدارس، وتحسين مستواهم التعليمي وصحتهم، وتعزيز الأمن الغذائي، موضحة أن برامج التغذية المدرسية تساهم في زيادة نسبة الحضور بالمدارس، وتساعد الأطفال في التعلم بصورة أكثر فاعلية، وتحفز على تحسين الأداء داخل الفصول الدراسية، وتعد برامج التغذية المدرسية من بين الحوافز الرئيسية لالتحاق الأطفال، ويجب أن ينصب تركيزنا في كيفية تصميم برامج التغذية المدرسية وتنفيذها بطريقة منخفضة التكاليف ومستدامة لإفادة وحماية الفئات الأشد احتياجا للمساعدة في الحاضر والمستقبل.

وأبانت الزبيدي أنه لوحظ على أغلب المقاصف تركيزها على بيع الوجبات الفقيرة غذائيا مثل البطاطس والحلويات والمشروبات الغازية، مشيرة إلى أن كثيرا من الدراسات تؤكد ارتباط هذه المأكولات بأمراض تصيب الطلاب مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وتسوس الأسنان وفقر الدم والحساسية والربو وفرط النشاط وذلك نظرا لاحتوائها على نسبة من الدهون والصوديوم والسكريات والمواد الحافظة والملونات الصناعية.

ويعكف برنامج الأغذية العالمي على العمل مع البلدان لصياغة برامج التغذية المدرسية التي تتسم بالاستدامة والفاعلية، بالاعتماد ما أمكن على ما ينتجه المزارعون المحليون. ويعتمد النجاح في تحويل برامج التغذية المدرسية إلى برامج وطنية مستدامة بدمج التغذية المدرسية في السياسات الوطنية، لا سيما خطط قطاع التعليم. وأثبتت التجربة أن استخدام المحاصيل الزراعية المحلية في توفير احتياجات برامج التغذية المدرسية قد ساهم في زيادة دخل المزارعين، وحفز نمو الاقتصاد الوطني، وعزز الأمن الغذائي، وقلل من تكاليف التغذية المدرسية، فضلا عن تحسن صحة الطلبة وتحصيلهم الدراسي.