السعودية تطفئ طاقاتها الكهربائية بمشاركة كل القطاعات في «ساعة الأرض»

«الكهرباء» لـ «الشرق الأوسط»: 10% زيادة الطلب على الخدمة في عام 2012

جدة ضمن المدن العالمية تشارك في إطفاء الإضاءة في يوم الأرض مساء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أطفأت مساء البارحة إضاءتها الكثير من الجهات الحكومية والأهلية في مدن ومناطق السعودية للمرة الثالثة على التوالي في أكبر حدث بيئي عالمي من خلال مشاركتها في حملة «ساعة الأرض» التي عُرفت منذ عام 2007 في مدينة سيدني الأسترالية، لتنتشر في نحو 92 مدينة في العالم تضمنت فيما بعد المدن العربية.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس علي البراك، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء, أن الشركة شاركت بكل منشآتها في ساعة الأرض باعتبارها إحدى القطاعات في الدولة وليس من أجل اختصاصها في قطاع الكهرباء, ولا يوجد لدينا أي توجيهات بفرض الإطفاء أو قطع الكهرباء على الجهات، حيث دورنا تقديم الخدمة، فالمشاركة تعد بيئة أكبر مما هي كهربائية.

وأضاف البراك: «لا شك أن الشركة تستثمر مبالغ كبيرة للترشيد الكهربائي من شأنها التقليل من التلوث البيئي, لذلك فإن استجابة الأفراد لتك الحملة تحقق الكثير من الطموحات لدى الشركة من خلال حملاتنا التي سوف تكون ضمن اهتمامات المواطن الذي يعكس صورة جيدة حين تشين الحملات التوعية».

وأشار الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء إلى أنه «لن تمثل تلك الساعة الشيء الكثير بالنسبة لخفض إيرادات الشركة مقابل أن لكل كيلوواط يستهلك كمية من الوقود سوف تنتشر في الغلاف الجوي, فالشركة تعمل على مدار ما يقارب 8600 ساعة سنويا، فتلك الساعة لن تمثل سوى النسبة الضئيلة جدا، حيث بلغ أعلى ذروة للإنتاج وقدرات التوليد المتاحة في السعودية 2011 نحو 51.500 ميغاواط».

وكشف البراك خلال حديثه عن «أنه من المتوقع أن يصعد الطلب على خدمات الكهرباء في السعودية خلال 2012 نحو 10 في المائة؛ نظرا لمواجهة الطلب الكبير على المشاريع والزيادة المتوقعة في عدد الإسكان في البلاد».

في المقابل أكدت هيئة المدن الصناعية لـ«الشرق الأوسط» حرصها الدائم على المساهمة في كل الحملات البيئية, حيث شاركت المصانع مساء البارحة الواقعة داخل المدن الصناعية في ساعة الأرض للتقليص من التلوث البيئي.

وأوضح المهندس عبد الإله بن مشيط، مدير القطاع الغربي في هيئة المدن الصناعية، أن هناك توجيهات حثت على المشاركة في حملة «ساعة الأرض» من خلال المصانع الواقعة داخل المدن الصناعية التي بلا شك تستهلك طاقات كبيرة من الكهرباء لتشغيل أجهزتها, لذلك فقد شاركنا في هذه الحملة ولن نمانع في المشاركات الأخرى التي تساهم في خفض المتلوثات البيئة في أي وقت.

وتحدث الخبير البيئي الدكتور عبد الله محمد الشعلان، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة الملك سعود، قائلا: «إن عملية تقليد ما يمكن تطبيقه في إطفاء المصابيح الكهربائية كما هو حاصل في العالم، هي وسيلة لتبني مبدأ جميل لترشيد الكهرباء، وبالتالي سينعكس إيجابا على البيئة، وعند توحد الكثير من الأفراد والقطاعات في العالم على التوافق فيما بينهم، فهذا أمر جيد سوف يوفر طاقات الكثير من محطات كهربائية حول العالم».

وزاد: «إن مبدأ استخدام الطاقة الكهربائية غائب عن أذهان الأفراد, فعدم معرفتنا يجعلنا نهدر طاقة تأتي من خلال حرق الوقود ومن ثم يخرج للبيئة المحيطة, مما ينتج عنه الغازات المضرة بالإنسان والكائنات التي تعيش على كوكب الأرض، فالتلوث نابع من الوقود المنبعث من المحطات الكهربائية, إضافة إلى أن طبقة الأوزون متلوثة بغاز (الفريون) المستخدم في المكيفات, وسوف يغير ذلك الغاز إلى نوعية أخرى في 2015، ويعتبر أكبر صداقة للبيئة, فالبيئة تتأثر بمخلفات الطاقة عن طريق المصانع والأجهزة الكهربائية والإلكترونية».

من جهته قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور علي عشقي، الخبير البيئي، إن ساعة الأرض تعتبر دعوة رمزية ورسالة صادقة إلى دول العالم لترشيد استهلاك الكهرباء، مما قد ينعكس إيجابا على البيئة، مشيرا إلى أن المشاركة لن تقدم كثيرا في خفض التلوث الضوضائي والاحتباس الحراري بالشكل المأمول.

وزاد: «أود أن أشير إلى ضرورة المسارعة في الالتفات لما هو أهم من ذلك، وهو تلوث الهواء بسبب وسائل النقل المتعددة جراء انبعاثات الغازات الناجمة عن حرق البترول، فالمطلوب من الجهات المعنية تقنين وسائل النقل وعمل قطارات ووسائل نقل جماعية للتقليل من درجات التلوث، فلدينا طرق أفضل وأهم من قطع الكهرباء لمدة ساعة، حيث تعتبر السيارات المصدر الرئيسي لتلوث الهواء في المدن، وعلى الرغم من اتخاذ إجراءات لتخفيف انبعاثاتها فإن معظم دول العالم ما زالت تعاني من التلوث الشديد للهواء الناجم عن قطاع النقل».

وقال عشقي: «هنا ومن خلال التذكير بساعة الأرض يجب أن ندرك أهمية وضرورة الحذر من تلوث أكبر على واقع هذا القطاع وتدابير الحد من تلويثه للأجواء في بعض البلدان العربية».

وحرصت مجموعة من الجهات الحكومية من جامعات ونحوها، إضافة إلى الجهات الأهلية كالبنوك، على المشاركة في مثل هذه الأحداث، في إطار إيمانها بقضايا الاستدامة البيئية والاجتماعية، وتكمن أهمية هذه المناسبة في التعبير الرمزي عن تضامنها مع شعوب العالم ومواجهة تحديات التغير المناخي والتوعية بأهمية تغيير سلوكنا الاستهلاكي للموارد الطبيعية، وهي قيم تنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف الذي ينهى عن الإسراف والتبذير بكل أنواعه.

من جهته أعلن البنك الأهلي عن مشاركته للمرة الثالثة على التوالي في الحدث السنوي العالمي «ساعة الأرض» تحت شعار «سأفعل إذا فعلت أنت.. تحدي العالم من أجل الأرض» ضمن الحملة العالمية التي ينظمها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، ويشارك فيها مئات الملايين من الأشخاص والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية في أكثر من 135 دولة حول العالم، بهدف التوعية والتثقيف بأهمية البيئة والحفاظ عليها، والالتفات للمخاطر التي تهدد الكرة الأرضية التي نعيش عليها.