«السكري» يبتر طرفا بشريا كل 30 ثانية.. ونسبته بالسعودية 24%

مشرفة الأمراض المزمنة بالشرقية: حالات البتر محليا عالية جدا.. و«القدم» المتضرر الأكبر

مديرة إدارة الصحة المدرسية في الشرقية تؤكد أن بتر الأطراف يحدث بصورة يومية في مختلف مناطق السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف لقاء صحي أقيم بمدينة الخبر عن حقائق مفزعة، إذ قالت مشرفة الأمراض المزمنة بإدارة المراكز الصحية في المنطقة الشرقية، الدكتورة رنا مارديني، إن «هناك حالة بتر لطرف بشري كل 30 ثانية في مكان ما في العالم»، مؤكدة أن بتر الأطراف بسبب مرض السكري «شائع جدا»، وقد جاء حديثها ضمن محاضرات برنامج «وقاية» الصحي الذي نظمته الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية (بناء)، مساء أول من أمس، واستهدف 300 سيدة.

ووصفت مارديني مرض السكري بـ«القاتل الصامت»، متابعة بقولها: «نحو 40 إلى 70 في المائة من حالات بتر الأطراف ناتجة عن مضاعفات مرض السكري»، وأضافت: «لحسن الحظ فإن 49 إلى 85 في المائة من هذه الحالات يمكن تفاديها، إذا أسرع المريض في علاجها بوقت مبكر».

وبسؤال «الشرق الأوسط» عن معدل حالات بتر الأطراف في السعودية، قالت مارديني: «حتى الآن لا توجد إحصائية دقيقة حول ذلك، لكن بالتأكيد فإن الرقم عال جدا»، في حين أوضحت ندى أبا حسين، وهي مديرة إدارة الصحة المدرسية بالمنطقة الشرقية، أن أحد الأشخاص بادر في الاتصال في معظم المستشفيات الموجودة في السعودية، لمعرفة حجم حالات البتر، مضيفة: «وجد أنه يوميا هناك حالة بتر لعضو بسبب مرض السكري في إحدى مناطق السعودية، أي أنه يتم تسجيل حالة في منطقة ما كل يوم!».

وعادت مشرفة الأمراض المزمنة بإدارة المراكز الصحية في المنطقة الشرقية، لتستكمل حديثها لـ«الشرق الأوسط»، موضحة أن «القدم» هي الأكثر عرضة لحالات البتر، مقارنة ببقية الأطراف والأعضاء الأخرى، وعللت ذلك بالقول: «هناك خصوصية للقدم، لأنها تضم أوعية دموية دقيقة، فعندما يترسب السكر في هذه الأوعية والأعصاب فإنه يؤثر عليها، وهنا تحصل الغرغينا».

وأفادت الدكتورة مارديني، خلال اللقاء، بأن «انتشار مرض السكري في السعودية يوصف بكونه شائعا جدا»، مشيرة إلى دراسة حديثة تبين أن نسبة المرض في السعودية بلغت 24 في المائة، قائلة: «ربع السكان مصابون بهذا المرض، أي أن هناك شخصا واحدا من كل 4 أشخاص مريض بداء السكري»، وأوضحت أن 90 في المائة من حالات السكري الموجودة في السعودية هي من النوع الذي يصيب كبار السن.

وتابعت مارديني حديثها قائلة: «30 في المائة من المرضى لا يدركون أنهم مصابون بداء السكري، و25 في المائة منهم يعانون من مضاعفات عند اكتشاف المرض»، مشيرة هنا إلى أن مرض السكري يعد السبب الرئيسي للإصابة بالفشل الكلوي والعمى، بالإضافة إلى أن وجود مرض السكري لدى الشخص يجعله عرضة أكثر من غيره للإصابة بداء ارتفاع ضغط الدم والدهون، وبالتالي يؤدي لنقص معدل العمر بنحو 15 سنة إذا لم يتم التحكم بالسكر، حسب قولها.

وفي الجزء الثاني من اللقاء الذي ضم جمع غفير من السيدات، تحدثت الدكتورة ندى أبا حسين، وهي مديرة إدارة الصحة المدرسية بالمنطقة الشرقية، عن عالم «الأدوية والأعشاب»، حيث حذرت ممن وصفتهم بـ«المشعوذين»، بقولها: «مؤخرا، انتعشت تجارة المشعوذين ومحال العطارة، حتى إن بعض الصيدليات أصبحت تعج بالأعشاب والخلطات الخطرة»، مؤكدة أن «هناك توجها من قبل المرضى والعامة للتداوي بالأعشاب دون أدلة وبراهين طبية».

وأشارت أبا حسين إلى دراسة حديثة أجريت في شمال السعودية، أظهرت أن قرابة 24 في المائة من المترددين على مراكز الرعاية الأولية قد استخدموا الأعشاب الطبية، على الرغم من توفر إمكانية الحصول على الأدوية الحديثة، مضيفة بقولها: «الاستخدام العشوائي للأعشاب الطبية لم يقتصر على علاج الأعراض البسيطة، بل تعداه إلى المصابين بالأمراض المزمنة، ومنها السرطان والإيدز والسكري».

وعن دوافع توجه الكثير من السعوديين نحو العلاج بالأعشاب بدلا عن المستحضرات الدوائية، أفادت مديرة إدارة الصحة المدرسية بالمنطقة الشرقية بأن البعض يتخوف من التأثيرات الجانبية للأدوية التقليدية، في حين أن البعض الآخر يعتقد أنه لا يوجد للأعشاب أي آثار جانبية، وهو ما أوضحت أنه أمر «غير صحيح».

وحصرت الآثار السلبية للأعشاب الطبية، بالتالي: الأخطاء في تمييز نوع الأعشاب، بعض الوصفات المركبة قد لا تحوي على المواد الفعالة (الاحتيال)، بعض الأعشاب الصينية مضاف لها منتجات دوائية منها الكافيين والكورتيزون، تلوث الأعشاب بالمبيدات، اختلاط الأعشاب بعناصر ثقيلة مثل الزئبق والرصاص. يشار إلى أن اللقاء الصحي الذي نظمته الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية (بناء) بالتعاون مع مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية (سايتك)، جاء بالتزامن مع ذكرى اليوم العالمي لليتيم 2012، وقد استهدف تثقيف أمهات الأيتام، فيما تخلل برنامج اللقاء سحوب على هدايا مقدمة لأمهات الأيتام. وصاحب اللقاء معرض صحي شاركت فيه الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية (قسم الأسنان) وجامعة الدمام وإدارة مكافحة المخدرات وصيدليات الدواء، كما شاركت الجمعية السعودية للسرطان بإحضار سيارة «ماموغرام» للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

جدير بالذكر أن عدد الأسر المسجلة لدى جمعية بناء يبلغ 215 أسرة تضم 810 يتيمين ويتيمات، ترعاهم الجمعية رعاية شاملة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وتعليميا، كما تم توجيه دعوات خاصة للجمعيات الخيرية وكافلات الأيتام من السيدات لحضور البرنامج، حيث استهدف اللقاء رفع المستوى التوعوي لأسر الأيتام المشمولين برعاية الجمعية، تطبيقا لأحد أهداف الجمعية في الخطة الاستراتيجية «وقاية».