خالد الفيصل: عرف وتقاليد الإدارة أهم معوقات التطوير

طرح تجربة منطقة مكة المكرمة في تنمية الإنسان والمكان أمام مسؤولي المناطق

TT

شدد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، على المسؤولية الكبيرة التي تقع على إمارات المناطق ومسؤوليها، متلمسا طرق النجاح في تجربة المنطقة فيما يختص بتنمية الإنسان والمكان أمام أمناء مجالس مناطق السعودية، الذين شهدوا ورشة عمل «متابعة تنفيذ المشاريع»، التي عقدت، أمس، في جدة.

وأضاف الفيصل: «نحن الجهة المشرفة على كل ما يجري في المنطقة، ولعلكم تحفظون جميعكم مواد نظام المناطق، الذي يتضمن صلاحيات أمير المنطقة ومجلسها، والكثير يطالبون بتعزيز الإدارة المحلية، وهذا أمر مطلوب، لكن أؤكد لكم أن من يريد العمل فسيجد بالنظام ما يمكّنه من ذلك، كما سيجد من يريد الراحة الفرصة لإلقاء المسؤولية على الوزارات وتحميل المالية اللوم»، مؤكدا أهمية موضوع الورشة المتعلق بتجربة متابعة المشاريع في أي منطقة كانت، وإعطاء صورة متواضعة لتجربة إمارة منطقة مكة في هذا المضمار.

واستعرض الفيصل تجربة الإمارة من نقطة البداية، مشيرا بقوله: «أهم ما كنا نسعى إليه عند وضع هذه الاستراتيجية هو وضوح الرؤية؛ أن نعرف تماما ماذا نريد، وكيف نريد الوصول إليه، وكم المدة الزمنية التي تلزمنا للوصول إليه، وانطلقت عجلة التنمية في منطقة مكة المكرمة، من نقطة البداية، وهي الكعبة المشرفة، إيمانا بأن كل شيء في المنطقة يبدأ من الكعبة المشرفة».

وقال الأمير خالد الفيصل إن مرحلة البناء انطلقت من الإمارة في اختيار المشاريع التي تخدم المنطقة كمّا ونوعا، لكننا عندما شرعنا في تنفيذ هذه المبادئ التي قامت عليها الخطة الاستراتيجية لمنطقة مكة المكرمة، رأينا أهمية أن نبدأ بأنفسنا وأن نرتب بيتنا الداخلي أولا، فلا يمكن أن نبدأ بإصلاح ما حولنا إلا بعد إصلاح أنفسنا وبيتنا، وهو إمارة منطقة مكة المكرمة، فتقدمنا بطلب إلى وزارة الداخلية لإعادة هيكلة الإمارة كتجربة جديدة لمدة عامين، وجاءتنا الموافقة على البدء في التنفيذ، وكانت أهم إدارات هذه الهيكلة الجديدة استحداث وكالة مساعدة للتنمية، تم تخصيصها فقط لشؤون التنمية، ثم أنشئت إدارة عامة للدراسات والعلاقات العامة تعنى بعلاقة الإمارة بالمواطنين والإدارات الحكومية».

وتطرق أمير منطقة مكة في حديثه لأمناء مجالس المناطق إلى المبادرات التي تبنتها الإمارة للعناية بإنسان المنطقة، موضحا أن أولها يتمثل في إشراك المواطن في الواجب والمسؤولية التي تحتم عليه لرقي منطقته، إضافة إلى إنشاء جمعية شباب مكة للتطوع، واختيار منها لجنة شبابية للمشاركة في مجلس المنطقة لحضور المجلس والإسهام فيه، وقال: «بدأت الإمارة بتنظيم ملتقى شباب منطقة مكة الذي يشارك فيه جميع شباب المنطقة من الجنسين، وحرصنا في اختيار مواضيعه على العناية بما يشغل وقتهم بالنفع ويساعدهم على معرفة حضارة وطنهم والمحافظة على قيمهم».

وتناول أمير منطقة مكة خطوات إنشاء مراكز الأحياء التي أعاد الفضل فيها إلى الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، رحمه الله، الذي بدأها عندما كان أميرا لمنطقة المدينة المنورة، وانتقل بها إلى منطقة مكة المكرمة، مؤكدا أنها فكرة أثبتت الدراسات روعتها وأهميتها، فتمت على الفور الاستفادة منها وتطويرها، كاشفا أن البلدية وفرت الأراضي اللازمة لإنشاء تلك المراكز، وساهم رجال الأعمال في بنائها بالكامل، وتشمل 21 مركزا في جدة و17 مركزا في مكة المكرمة.

وختم أمير منطقة مكة كلمته بالحديث عن وجود مركز قيادات إدارية في طور الإنشاء، موضحا أنه مشروع خاص غير حكومي يسعى إلى بناء وإعداد القادة الإداريين المميزين، وجرى التعاقد فيه مع مؤسسات متخصصة إضافة إلى الاستعانة بالتجارب المماثلة في مختلف أنحاء العالم.