«الكشافة» ترفع 110 أطنان من المخلفات وتزرع 18 ألف شجرة في 5 أيام

ضمن البرنامج الوطني الكشفي لنظافة البيئة وحمايتها.. 669 طنا حجم النفايات في 4 أشهر

عدد من أفراد الكشافة السعودية يجمعون النفايات في البيئة البرية شمال العاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

كشف النقاب في العاصمة السعودية الرياض عن تمكن أفراد الكشافة من رفع ما يزيد عن 110 أطنان من المخلفات، بالإضافة إلى زراعة ما يقارب 18 ألف شجرة خلال 5 أيام، وجاء ذلك الإنجاز في إطار البرنامج الوطني الكشفي لنظافة البيئة وحمايتها الذي تقيمه جمعية الكشافة العربية السعودية سنويا، حيث تحول إلى تظاهرة ثقافية تطوعية مجتمعية تمنح القضايا البيئية ملمحا إنسانيا من خلال تمكين الكشافة وغيرهم ليصبحوا عوامل نشطة لتحقيق التنمية المستدامة والمنصفة والعمل على ترويج مفهوم أن المجتمعات المحلية تقوم بدور محوري في تغيير المواقف تجاه القضايا البيئية.

وكانت جمعية الكشافة السعودية تمكنت خلال الـ4 أشهر الماضية من تجميع 669 طنا من المخلفات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، وتعمل الجمعية من خلال ذلك البرنامج الذي وضعته ضمن خطتها الاستراتيجية المطورة لمدة 5 أعوام تحت شعار «النظافة من الإيمان حماية للإنسان وتنمية للمجتمع» بإشراك كافة قطاعاتها الكشفية والجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة سعيا في تحقيق جملة من الأهداف من أهمها تعزيز قيم المحافظة على البيئة الوطنية لدى المجتمع من خلال الممارسة العملية، وتفعيل الأنشطة الكشفية في مجال البيئة وحمايتها، وتقديم نماذج عملية لإجراءات المحافظة على البيئة، والإسهام في حماية البيئة ونظافتها، وإبراز دور الكشافة نحو المحافظة على البيئة وتنميتها.

وبحسب مصادر مطلعة بجمعية الكشافة السعودية ذكرت لـ« الشرق الأوسط» أن البرنامج انطلق في نسخته الأولى عام 2011، والذي شارك فيه ما يزيد عن 3 آلاف كشاف وجوال، رفعوا خلالها أكثر من 2000 كلغم من المخلفات البيئية، فيما شهدت المرحلة الثانية منه رفع ما يزيد عن 96 طنا من المخلفات الضارة بالبيئة من مختلف مناطق البلاد.

وكانت المرحلة الثالثة أقيمت في مدينة جازان وشارك بها 1600 كشاف وجوال حيث قاموا بتنظيف المتنزهات والشواطئ في مدينة ومحافظة صبيا وجزيرة فرسان كما قاموا بغرس 10 آلاف شجرة مانغروف، وبلغ ما تم رفعه من المخلفات 120 طنا تنوعت ما بين بلاستيكية ومعدنية وورقية، فيما بلغ ما تم جمعه للمشروع في العام الجاري بجميع القطاعات 347 طنا.

وكانت المرحلة الرابعة من البرنامج أقيمت مؤخرا بمحافظة المجمعة (شمال الرياض) شارك بها 2500 كشاف، حيث تم رفع 110 أطنان، ليصبح ما تم رفعه على مستوى المملكة في تلك المرحلة 669 طنا.

إلى ذلك تسعى جمعية الكشافة من خلال البرنامج الوطني الكشفي لنظافة البيئة وحمايتها إلى غرس القيم التربوية في نفوس الناشئة من خلال إشراكها للبراعم والأشبال في برنامجها لنظافة البيئة وحمايتها، وتأتي تلك الجهود في إطار تعزيز قيم الانتماء الوطني وتحمل المسؤولية والمبادرة الإيجابية والتعاون في نفوسهم منذ سن مبكرة.

وفي ذات السياق أكد لوك بانيسود الأمين العام للمنظمة الكشفية العالمية أن مشروع رسل السلام الكشفي من أهم المشاريع التي تدعمها وتفعلها المنظمة لما في المشروع من أهمية في تأكيد رسالة السلام والدعوة إلى نشره في أنحاء العالم، مثمنا الدعم الذي يجده ذلك البرنامج من حكومة خادم الحرمين الشريفين.

جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في ورشة عمل رسل السلام «الواقع والتطلعات»، التي عقدتها الجمعية في رحاب جامعة المجمعة بالتزامن مع المشروع.

وبين بانيسود أنه بعد دعوة خادم الحرمين الشريفين انضم عدد كبير من الكشافين إلى هذه المبادرة بلغ عددهم عام 2007 عشرة ملايين كشاف من 110 دول قدموا خدمات جليلة للمجتمع في إطار برامج أطلق عليها «منح السلام»، ومن ثم انطلقت المرحلة الثانية من محافظة جدة أواخر العام الماضي وفق رؤية دعا لها خادم الحرمين الشريفين من أن يكون على الأقل ثلثا كشافة العالم البالغ عددهم 30 مليون كشاف رسلا للسلام فاعلين وبمقدورهم تغيير هذا العالم إلى ما هو أفضل، وتقديم رسائل السلام إلى ما يقرب من 200 مليون إنسان على الأقل في جميع أنحاء العالم.

يشار إلى أن جمعية الكشافة السعودية نظمت على هامش البرنامج الوطني الكشفي لنظافة البيئة وحمايتها عدة ورش، حيث تناولت الورشة الأولى، والتي عقدت في مركز التدريب الكشفي مراجعة وتطوير المنهج البري لمرحلتي الأشبال والفتيان، بهدف تكيفها مع احتياجات المرحلة، وإعادة صياغتها لمواكبة الخطة الاستراتيجية الجديدة للجمعية، والورشة الثانية ناقشت أدلة شارات الهوايات لكافة المراحل والعمل على إحداث نقلة نوعية لها تواكب التطورات المتسارعة بما يحقق أهداف الكشفية، وناقشت الورشة الثالثة التي استضافتها كلية التقنية في المجمعة الورش التخصصية للهوايات الكشفية وبحث أفضل الآليات لتجهيز تلك الورش من كافة النواحي وبما يتلاءم مع تقنيات العصر واحتياجات المستفيدين، فيما ناقشت الورشة الرابعة التي استضافتها جامعة المجمعة وضع تصور لآلية مسابقة التفوق الكشفي لمرحلة الجوالة كهدف رئيسي في أهمية التنافس الشريف في الرفع من تعزيز الصورة الكشفية وزيادة العضوية.