تحذيرات من نقص الكوادر الوطنية في مجال تدريبات النطق بالمدارس

«تعليم الرياض» يطلق برنامجا تدريبيا لتأهيل المعلمين ليكونوا اختصاصيين نفسيين

يعاني الطلاب ضعاف السمع من ندرة في الكوادر الوطنية لتأهيلهم وإلحاقهم بأقرانهم بمدارس التعليم العام («الشرق الأوسط»)
TT

انتقد مصدر مسؤول بالتربية الخاصة بتعليم الرياض ضعف وندرة المخرجات التعليمية المؤهلة لتدريب الطلاب ضعاف السمع بمعاهد التربية الخاصة بالبلاد، معتبرا أن الكفاءات البشرية المتوافرة حاليا بالميدان التعليمي لا تتوافق وحجم الاحتياج لأولئك المتخصصين مما تسبب في تأخر إلحاق الطلاب ضعاف السمع بمدارس التعليم العام بعد تأهيلهم بمعاهد التربية الخاصة.

وأكد عبد الرحيم بن عبد الرحمن آل الشيخ مدير التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض لـ«الشرق الأوسط» أن أبرز تحد يواجه التربية الخاصة بالتعليم العام هو نقص الكفاءات البشرية المدربة والمؤهلة في مجال الإعاقة السمعية، ومؤكدا على أنهم يلجأون حاليا لتدريب وتأهيل بعض المعلمين لسد الحاجة لمدربي النطق.

وأشار آل الشيخ إلى أن الكثير من خريجي الجامعات المتخصصين في تدريبات النطق يتجهون للالتحاق بالقطاع الصحي لما يقدمه ذلك القطاع من رواتب مالية مجزية تفوق ما يقدم لهم بقطاع التعليم، معتبرا أن المخرجات التعليمية للتعليم العالي لأولئك المؤهلين تعد نادرة على المستوى العالمي وليست مقتصرة على السعودية.

وبين آل الشيخ أنهم يعمدون في التربية الخاصة لعقد دورات تدريبية لعدد من خريجي الجامعات في تخصص التربية الخاصة ليكونوا مدربي نطق، ومشيرا إلى أن من العقبات التي تواجههم في ذات السياق ضعف البنية التحتية من تجهيزات فنية ومختبرات تمكن المعلم المتخصص في تدريبات النطق من تأهيل الطالب الذي يعاني من ضعف في النطق ليتم إلحاقه بمدارس التعليم العام بدل بقائه في معاهد التربية الخاصة.

إلى ذلك يبلغ عدد المعاهد وبرامج التربية الخاصة بمدارس مدينة الرياض ما يقارب 245 ما بين معهد وبرنامج تدريبي، وتغطي خدمات التربية الخاصة بمدارس التعليم العام الإعاقة الفكرية، والذي يشمل مساري التوحد والتخلف العقلي، ومسار الإعاقة السمعية، والذي يشمل مساري ضعاف السمع واضطرابات النطق، والإعاقة البصرية، بالإضافة إلى صعوبات التعلم.

وأشار مدير التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم للبنين بمنطقة الرياض إلى قيامهم بعقد عدد من الدورات التدريبية والتأهيلية للاختصاصيين السلوكيين (الاختصاصيين النفسيين)، ومشيرا إلى أن أحدث تلك الدورات ستنفذها إدارة التربية الخاصة بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض يوم السبت المقبل 7 أبريل (نيسان) الجاري، وذلك من خلال عقد اللقاء التنشيطي لمعلمي التدريبات السلوكية (الاختصاصيين النفسيين) بمعاهد وبرامج التربية الخاصة، والذي يستمر لمدة 5 أيام، ويشارك به ما يقارب 40 اختصاصيا.

وبين آل الشيخ أن اللقاء التنشيطي سيشهد عددا من الدورات التدريبية والمحاضرات وورش العمل، وموضحا أنه سيقدم من قبل عدد من المتخصصين الأكاديميين، ولافتا إلى تناول محاور اللقاء لعدد من المستجدات الحديثة في مجال التربية الخاصة.

وزاد: «يعد أولئك الاختصاصيون السلوكيون البوابة الأولى أمام طلاب التربية الخاصة، حيث إنهم يقومون بتشخيص وتقييم حالة الطالب، والحكم عليه بإلحاقه بمعاهد التربية الخاصة أو السماح له بالالتحاق بمدارس التعليم العام عبر برامج التربية الخاصة المطبقة بتلك المدارس».

وشدد آل الشيخ على أن طالب التربية الخاصة يتم تخييره بين الالتحاق بأحد معاهد التربية الخاصة أو الدمج بمدارس التعليم العام عبر أحد برامج التربية الخاصة، ومؤكدا على أن هذا التخيير للطالب يعد نظاما عالميا معترف ومعمولا به دوليا.

يشار إلى أن الكثير من طلاب التربية الخاصة يعانون من عدم توافقهم خلال مراحل دمجهم بمدارس التعليم العام، بسبب ما يواجهونه من مواقف وصعوبات من أقرانهم الطلاب، مما دفع بالبعض من أولئك الطلاب بالعودة إلى معاهد التربية الخاصة، وهنا يؤكد مدير التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم للبنين بمنطقة الرياض على سعي إدارته للحد من تلك الظاهرة من خلال تدريب المعلمين على الطرق السليمة في التعامل مع تلك الحالات والمواقف التربوية.