مختصون يشددون على أهمية الحوار مع طلاب حلقات التحفيظ

بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعضهم

دعوات لتحصين طلاب التحفيظ والدعاة، والتحاور معهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعضهم («الشرق الأوسط»)
TT

شدد مختصون ودعاة على ضرورة الحوار والتفاهم مع طلاب حلقات التحفيظ وجمعيات القرآن الكريم، خاصة خلال مرحلة المراهقة، لمناقشة خطر الشبهات والشهوات، إضافة إلى التحذير من التيارات الفكرية الإلحادية والتكفيرية، نظرا لما لها من خطر كبير على النفس والمجتمع.

وأكد المهندس عبد العزيز حنفي رئيس جمعية «خيركم» لتحفيظ القرآن الكريم بجدة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أهمية تحصين طلاب التحفيظ والدعاة، وضرورة التحاور معهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعضهم، لافتا إلى أن طلاب التحفيظ مثلهم مثل أي طلاب في مرحلة المراهقة لديهم أسئلة كثيرة والبعض منهم في حيرة ويبحثون عن من يجيب على تساؤلاتهم.

وأشار إلى أن جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة «خيركم»، تحرص على إعطاء دورات تدريبية لمنسوبيها، ومحاضرات دينية توعوية ضمن الدورات التي يقيمها معهد الإمام الشاطبي التابع لجمعية تحفيظ القرآن «خيركم»، إضافة إلى دورات جديدة متخصصة يقدمها منسوبو مركز الدعوة والإرشاد المتخصصون في هذا المجال.

من جهته أوضح صلاح الشيخ مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» أهمية حماية الطلاب من بعض الإشكالات التي قد تواجههم بحكم سن المراهقة أو بعض الشبهات التي قد ترد على أذهانهم، مشيرا إلى دور الدعاة في مركز الدعوة والإرشاد بتوجيههم للطريق الصحيح.

وحول كيفية حمايتهم من هذه الأفكار التي قد تضلهم بين الشيخ أنه لا بد من تحصينهم بتعليم وتدريس القرآن الكريم، والعمل وفقا للسنة النبوية، إضافة إلى ضرورة ترسيخ قواعد العقيدة الصحيحة لدى طلاب الحلقات.

وأكد على أهمية العمل على مبدأ جمع الكلمة ووحدة الصف والالتفاف حول ولاة الأمر سعيا للحفاظ على استقرار أمن البلاد، والتحذير من التيارات الفكرية الإلحادية والتكفيرية ببيان خطرها على النفس والمجتمع.

ولفت إلى عقد دورات تدريبية مشتركة مع جمعيات تحفيظ القرآن الكريم حتى يستفيد منها طلاب الحلقات من قبل منسوبي المركز أو يستفيد منها منسوبو المركز من قبل البرامج التدريبية والتأهيلية، مشيرا إلى أنه يمكن تحقيق تعميم البرامج التدريبية لحلقات التحفيظ على عدة مراحل ومستويات زمنية طويلة مع مراعاة الأولوية في الاختيار للطلاب المنتظمين أو المتميزين، مشيرا إلى أن ذلك يخضع للآلية التي ترسمها الجمعية لمثل هذه البرامج.

وفي هذا السياق بين المهندس حنفي أن جمعية تحفيظ «خيركم» تضم حاليا 51000 طالب وطالبة، تبدأ أعمارهم من 9 سنوات وما فوق، مشيرا إلى أن هذه السن هي المعنية بالنصح والإرشاد لتحصينهم ضد التيارات الخارجية خاصة أن منهج خيركم يعتبر منهجا وسطيا.

وأضاف أنه لا يمكن تعميم البرنامج التدريبي نظرا لضخامة أعداد الطلاب والمعلمين والمشرفين من الجنسين ولكن يتم اختيار فئات منهم على فترات محددة طوال العام، لذلك لن يتم إخضاعهم جميعا للدورات، وإنما يتم عمل محاضرات على فترات مختلفة طوال العام بهدف تغطية الفئات المحتاجة من الطلاب والمعلمين والمشرفين، لافتا إلى أن مركز الدعوة والإرشاد هو من يحدد العدد والفئات المطلوب انخراطهم في الدورات التدريبية. وأشار أن جمعية «خيركم» بجدة ومركز الدعوة والإرشاد وقعت مذكرة تعاون تهدف إلى توثيق العلاقة بين الطرفين في مجالات التوجيه والتوعية بأخطار الفكر الضال والمشاركة في تدريب الدعاة ومنسوبي الجمعية، إضافة إلى تعريف الدعاة على مشاكل طلاب الحلقات المعاصرة والمشاركة في ورش العمل لمعرفة أفضل السبل لتوجيه وتحصين طلاب الحلقات من الانحرافات السلوكية والفكرية والمشاركة في الحملات التوعوية التقنية.

وبين أن المذكرة حددت محاور للتعاون تتمثل في استفادة الدعاة من البرامج التدريبية التي تقيمها الجمعية، إضافة إلى عقد دورات شرعية من قبل الدعاة لمعلمي ومشرفي حلقات التحفيظ وتقديم المقترحات للبرامج والمحاضرات والدورات وورش العمل من واقع المشكلات التي تواجه طلاب حلقات التحفيظ.