«الشؤون الاجتماعية» تتكفل بحماية المبلغين عن حالات العنف

اختصاصية لـ «الشرق الأوسط» : ارتفاع عدد حالات التحرش الجنسي لدى الأطفال خاصة المرحلة الابتدائية

المختصون يحملون «قلة الوعي» مسؤولية ارتفاع نسبة حالات التحرش بين الأطفال («الشرق الأوسط»)
TT

شدد عبد الله آل طاوي، مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة، على حفظ حقوق المبلغ عن أي حالة عنف وقبول إفادته بسرية تامة دون التصريح أو الحديث حوله لأي شخص أو جهة.

وبين آل طاوي أن الشخص المتصل للتبليغ عن أي حالة عنف يتم الحفاظ على هويته والتعامل معه بسرية، معتبرا أن السرية التامة للتعامل مع حالات العنف أو الشخص المبلغ من أول طرق العلاج التي تتبعها وزارة الشؤون الاجتماعية ولجان الحماية.

جاء ذلك في وقت ألزم فيه نظام الحماية من الإيذاء جميع موظفي الدوائر المدنية أو العسكرية والمدارس والمستشفيات بالإبلاغ عن أي حالة عنف أسري أو إيذاء، ونص أحد بنود النظام على ضرورة أن تكون البلاغات سرية ولا يحق لأحد أفراد الإدارة أو أي جهة ذات علاقة الإفصاح عن المبلغ بأي وسيلة كانت، ومن يفعل ذلك يتعرض للمساءلة.

وأكد آل طاوي لـ«الشرق الأوسط» أن لجان الحماية الموجودة في المنشآت الحكومية جميعها تستقبل حالات العنف بسرية تامة، وتستقبل البلاغ من أي شخص حتى وإن لم يكن من أفراد الأسرة، ويتم دراستها وعلاجها، لافتا إلى أن أغلب حالات العنف لا تأخذ وقتا في علاجها وحلها.

وكشف عن وجود برامج بينهم وبين وزارة التربية والتعليم، مجدولة تدريجيا للتوعية حول العنف وكيفية الحماية منه وعلاجه، مشيرا إلى تطبيق هذا البرنامج مع منشآت حكومية أخرى مستقبلا، مستبعدا أن يكون السبب وراء هذه البرامج ارتفاع حالات العنف، مشددا على أهمية التوعية والعلاج.

ونصت مواد مشروع الحماية من الإيذاء على أنه يحق لأي فرد الإبلاغ عن أي حالة عنف أسري أو إيذاء حتى لو لم يكن من أفراد الأسرة التي وقعت فيها الحالة، مبينا أنه سيتم التعامل مع عمليات البلاغات بكل حرص وسرية لحماية المبلغ.

كما ألزم النظام جميع موظفي الدوائر الحكومية أو العسكرية أو المدارس والمستشفيات بالإبلاغ عن أي حالة عنف اسري أو إيذاء، كما شدد نظام الشكاوى والبلاغات على أن يكون إبلاغ الإدارة بحالات العنف الأسري لزاما على موظفي الدوائر الحكومية والأهلية ولا يعفى التبليغ مسؤولية الجهات المذكورة من القيام بعملها تجاه الواقعة، حسب الاختصاص.

وشمل النظام أن لكل شخص، ولو كان من خارج الأسرة، حق إبلاغ الإدارة بحالات العنف الأسري في أي أسرة، على أن تحتفظ الإدارة بسرية المعلومات وعدم مؤاخذة المبلّغ إذا ظهر خطأ فيما تم البلاغ عنه ما لم يكن البلاغ كيديا فتتخذ في حقه الإجراءات النظامية.

وأوضحت مواد النظام أن البلاغات تكون سرية ولا يحق لأحد أفراد الإدارة أو أي جهة ذات علاقة الإفصاح عن المبلغ وبأي وسيلة كانت، ومن يفعل ذلك يتعرض للمساءلة، كذلك إذا تم التبليغ وقدمت الشكوى إلى أحد فروع الإدارة أو ما يقوم مقامها وهي غير مختصة مكانا فعليها استقبال الشكوى والبلاغ وتدوين المعلومات اللازمة وإرسالها إلى الفرع المختص، وللمركز الرئيس لإدارة الحماية أو لجان الحماية فقط اتخاذ الإجراءات التنفيذية لمعالجة الحالة.

من جهة أخرى، أطلقت جهات خاصة برامج توعوية شملت مدارس محافظة جدة بهدف توعية الأطفال من التحرش الجنسي، وكشفت سناء الهويلي، الاختصاصية النفسية ومديرة مركز الذكاءات المتعددة، عن ارتفاع حالات التحرش الجنسي لدى الأطفال، خاصة المرحلة الابتدائية.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» بسبب كثرة حالات التحرش التي تأتيني للمركز قررت أن أجهز حقيبة تدريبية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم للبدء بتوعية الأطفال في جميع المدارس وكل المراحل، بماهية التحرش وكيف يحمي نفسه من أي أذى قد يتعرض له.

وأرجعت الهويلي ارتفاع نسبة التحرش لدى الأطفال إلى الأسرة التي تهمل الطفل عندما يشتكي من تعرضه للأذى، وقالت: «هناك قلة وعي لدى بعض الأمهات اللاتي لا ينتبهن لما يقوله أو يتصرفه أبناؤهن، مكتفيات بالقول (إنه طفل)، دون أن يستوعبن أن هذه الكلمات أو التصرفات ناتجة عن تعرضه للتحرش».

وأضافت: «طلبت من بعض المدارس أن أبدأ بعمل برنامج توعية للأمهات قبل البدء بتوعية الأطفال حتى يستفيد الطفل من البرنامج التدريبي المقدم له»، لافتة إلى أن مدة البرنامج 21 يوما، ولا بد من متابعة الطفل بعد انتهاء البرنامج.

ويتضمن البرنامج الذي انطلق بجهود فردية في المدارس شرح معنى التحرش ولكن بطريقة مبسطة بحيث يستوعب الطفل المعلومة، حيث أوضحت ضحى حلمي إحدى المسؤولات عن البرنامج أن الحملة تتجسد في شخصيات كرتونية جاذبة للأطفال تقوم بالتحدث معهم وإيصال الرسالة من خلاله.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» حصلنا على موافقة مبدئية من وزارة التربية والتعليم للبدء بتطبيق البرنامج في المدارس الخاصة والحكومية، وبينت أن البرنامج يركز الآن على الأطفال من 3 سنوات وحتى 11، لافتة إلى أن البرامج المستقبلية ستركز على الفئة العمرية من 11 وحتى 17 عاما.

وبالعودة إلى الهويلي التي أوضحت أن البرنامج وضِع بالتعاون مع اختصاصيات نفسيات واجتماعيات في مستشفى الحرس الوطني، حيث تم الاتفاق معهن على اختيار شخصية كرتونية محببة لدى الأطفال ووضع الطريقة المناسبة للتحاور مع الطفل وإيصال المعلومة له، وقالت: «بدأنا بالحديث مع الأطفال عن الحواس الخمسة وكيفية الحفاظ عليها، خاصة حاسة اللمس، ومن ثم تشرح الشخصية الكرتونية كيفية الحفاظ على هذه الحواس ونتطرق للحديث عن الأماكن التي لا يسمح للغير بمشاهدتها أو لمسها كالعورة».

وقالت: «للأسف، وجدنا كثيرا من الأطفال ليس لديهم وعي بهذه النقاط، كما وجدنا حالات لأطفال لديهم معلومات من قبل الأسرة بعدم الحديث حول هذه المناطق في الجسم كونها (عيبا)»، مؤكدة أن هذا خطأ كبير.

وأشارت إلى ارتفاع نسبة التحرش في المدارس المتشددة كمدارس تحفيظ القرآن، وقالت: «أكبر نسبة تحرش وجدناها للأسف بمدارس متشددة كتحفيظ القرآن» مرجعة السبب للتوعية الخاطئة وكلمة عيب وحرام إضافة إلى أنها تمنع الأطفال من الحديث حول هذه الأمور، متناسين بذلك أن الطفل إذا لم تشرح له أي معلومة سيحاول أن يكتشفها بنفسه أو من غيره ولو بطريقة خاطئة.

كما حذرت الهويلي من ترك الطفل خلال تجمع الأسرة لفترات طويلة غائبا عن أنظارهم، مبينة أن تجمع الأُسر وتركهم يلعبون مع بعضهم بعيدا عن الأنظار قد يسبب تحرشا، حيث وجدنا من خلال تحليل بعض الحالات أن الأطفال يتعرضون للتحرش من قبل أفراد الأسرة خلال التجمعات العائلية. وأوضحت أن درجات التحرش التي يتعرض لها الطفل تختلف من شخص لأخر، مبينة أن هناك تحرشا لفظيا وتحرشا باللمس وتحرشا بالنظر، لافتة إلى أن جميعها لو أهملت قد تتطور مع الطفل دون أن يشعر بها.

وأشارت إلى أن الحملة التي انطلقت تحت عنوان «أنا عصفور.. جسمي مستور» سيتم تسجيلها في وزارة الإعلام لاعتمادها كأفلام كرتونية مدبلجة باللغة العربية، لافتة إلى وجود فيلم مخصص لتوعية الطفل بكيفية حماية نفسه.