جامعة الملك عبد العزيز: المسرح الجامعي مزدهر.. واستعجال قطف الثمار «مشكلة»

أثناء تمثيل فريق منها المملكة بمهرجان فاس الدولي

مشهد من أحد العروض المسرحية التي شهدتها الساحة مؤخرا («الشرق الأوسط»)
TT

يمثل فريق مسرحي من جامعة الملك عبد العزيز المملكة هذه الأيام بمهرجان فاس الدولي للمسرح الجامعي، الذي يقام للعام السابع بالمملكة المغربية، وذلك بمسرحية تتناول أوضاع الشعوب العربية، تحت عنوان «عزف اليمام»، من تأليف ياسر مدخلي وإخراج أحمد الصمان.

ووصف عبد الله باحطاب مدير الأندية الطلابية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة والمشرف على نادي المسرح بالجامعة لـ«الشرق الأوسط» نشاطهم بالمزدهر منذ بداياته وحتى الآن، مستدركا: «قد يحدث هدوء نسبي في بعض الفترات»، مرجعا ذلك إلى انخفاض المواهب. وضرب باحطاب المثال بمسرح جامعة الملك عبد العزيز، مبينا أنه قدم ما يربو على 70 عرضا مسرحيا، في سنوات متتالية دون انقطاع، ولجميع المدارس المسرحية، وله مشاركات محلية وعربية ودولية، مذكرا بأن مسرح جامعته نال جوائز المراكز الأولى عدة مرات.

وشدد مدير النشاط الطلابي بالجامعة على أن الفرق بين المسرح الجامعي سابقا وحاليا مرتبط بحال الأنشطة الطلابية سابقا وحاليا، إذ كانت في ذلك الوقت تقريبا هي فقط ما يجده الطالب لموهبته وشغل وقت فراغه، بينما بات الوضع مختلفا اليوم. وأضاف في السياق ذاته: «تنوعت وزادت البرامج والأنشطة، التي تأخذ وقتا طويلا من الطلاب، وأكبر مثال على ذلك التطور الهائل في وسائل الاتصال».

وأكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أهمية المسرح الجامعي، بقوله: «في السابق كان المسرح الجامعي يعج بالعروض المسرحية والمواهب الفنية، وكثير من هذه المواهب أصبح لها شأن كبير في الساحة الفنية السعودية، في التلفزيون والمسرح والمناشط الثقافية الأخرى».

ولم يجد باحطاب فرقا بين الأنشطة المسرحية سواء كانت جامعية أو غيرها، موضحا أن المسرح هو المسرح سواء كان في المدارس أو الجامعات أو في جمعيات الثقافة والفنون أو جهات أخرى، فلا بد (في تقديره) من تضافر الجهود، ودعم المسرح والاهتمام بالمنتسبين له، لكنه عاد ليذكر أن للمسرح الجامعي قصب السبق في دعم المسرح السعودي، ومنها انطلاق مهرجان المسرح السعودي الأول والثاني والثالث من جامعة الملك سعود فرع القصيم في ذلك الوقت، ثم جامعة الملك عبد العزيز، ثم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهذا يسجل للجامعات لدعمها بالمسرح. وأسند باحطاب مهمة التطوير في مسارح الجامعات السعودية التي تزخر بالمواهب الفنية، إلى عمادات شؤون الطلاب، لتصقل وتنمي هذه المواهب وترعاها وتوفر لها صالة العرض المكتملة فنيا وتقنيا، وإدراج دورات تثقيفية وتدريبية في مجال الفنون المسرحية من تمثيل وكتابة نص وإعداد ديكور وكذا التجهيزات الفنية.

ولم يختلف رأي خالد المطرفي، أحد أعضاء الفريق المسرحي، عن رأي باحطاب، إذ ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن الاهتمام من قبل مؤسسات التعليم العالي يرقى إلى درجة تطوير المسرح الجامعي فعلا.

وأضاف وهو في طريقه إلى إحدى البروفات: «اطراد الدعم ليس متعلقا فقط بالمؤسسات بل حتى الناس ازداد اهتمامهم بالمسرح، فقبل فترة وعند مشاركتنا بمهرجان الجنادرية، حظينا بإقبال كبير من قبل الجمهور، بعدما قدمنا مسرحية (الحصان الخشبي)». وعتب المطرفي على بعض الطلاب ممن يستعجلون حصد الثمار والظهور على المسرح، مستشهدا بتجربته، إذ إنه لم يخرج على خشبة المسرح قبل أن يمر بتجارب مختلفة في إدارة المؤثرات الصوتية أو الإدارة المسرحية وغيرها، وقال إن هذه هي المشكلة التي يعاني منها المسرح الجامعي في السعودية. وسرد في ذات السياق «تقدم الجامعة سنويا ثلاث دورات مكثفة في المسرح، إجبارية لطلاب النادي واختيارية للبقية، وللأسف فإن كثير ممن يلتحقون بها لا يستمرون حتى تصقل موهبتهم بالشكل المطلوب، ولو فعلوا لتقدم المسرح الجامعي خطوات طويلة نحو الأمام».