«برستيج نواعم».. حملة توعوية لمكافحة التدخين بالموضة والجمال

تستهدف طالبات «المتوسطة» و«الثانوية»

TT

في سبيل المحافظة على الصحة العامة والبيئة، أقامت جمعية «نقاء» الخيرية لمكافحة التدخين حملة «برستيج نواعم» إحدى النوافذ التوعوية الهادفة لتنفيذ مشروع «رياض بلا تدخين» في إرساء قواعد لبيئة خالية من الشوائب، وتوعية المرأة من مخاطر الوقوع في براثن التدخين، مستهدفة هذه الحملة أكثر من 1200 طالبة في المرحلة المتوسطة والثانوية لتفشي ظاهرة التدخين بينهن في هذه المراحل.

وأكدت فدوى المخرّج، مديرة القسم النسائي بجمعية «نقاء»، سعيهم الحثيث ليكون «النقاء» رمزا تتصف به كل سيدة؛ تصحيحا لمفاهيم ارتبطت بكون تدخين الفتيات يعد «برستيجا اجتماعيا» خلال فترة الستينات والسبعينات، وتكرر هذا المفهوم مع بداية هذا الجيل في ظل غياب الرقابة وكثرة الإعلانات التي تصور المرأة المدخنة على أنها متحضّرة تلفت الانتباه. وتهدف حملة «برستيج نواعم» إلى تعزيز حضور المرأة الجمالي في المجتمعات وزيادة الوعي بأن التدخين ما هو إلا محاولة طمس المعالم الجمالية للنساء وإفقادهن الأنوثة.

وتواكب الحملة بدء المرأة في اتخاذ مواقعها المؤثرة في صنع القرار وشغلها مراكز قيادية في المجتمع السعودي، وما صاحب ذلك من تأثير معنوي ملحوظ وملموس في إرساء دعائم التوعية في المجتمع، إلا أن الموروث الثقافي العالمي المرتبط بالتدخين في الشعور بالتمدن وتقليد للمشاهير لا يزال موجودا. وأشارت المخرّج إلى أن «التدخين لم يكن يوما جزءا من برستيج الأنثى، بل هو مخدر يؤدي إلى اضطراب نفسي ويفقد الإنسان السيطرة على نفسه، ويؤدي إلى أضرار وآثار واضحة وملموسة على بريق العينين ونظارة البشرة»، موضحة أن هروب المرأة للتدخين ما هي إلا بداية لمعاناة جديدة لن تستطيع الهروب منها إلا لشيء أخطر.

وتضيف: «يجب أن نزرع في نفوس بناتنا أن الجمال والحضور الجذاب للمرأة يكون في ثقافتها ونظافتها وشكلها الأنثوي، فلا تسمح للتدخين بطمس معالم الجمال لديها، وذلك من خلال تنمية المواهب والاهتمامات في الموضة والأزياء والرسم لإبراز الجوانب الأنثوية في شخصية المرأة وإظهار ملامح الجمال بأدوات التجميل والأناقة وتحسين المظهر، وهي اهتمامات تقلل اللجوء للتدخين والمهدئات.. تسويف الإقلاع عن التدخين تترتب عليه أضرار على المدخنة، لا سيما تدهور الصحة العامة، والجهاز التنفسي؛ حيث يبدأ ظهور بقع سوداء على الرئتين وتتحول من لونها الطبيعي إلى اللون الرمادي نتيجة إحراق السجائر بشكل شره خلال الأشهر الأولى من بدء التدخين، فضلا عن ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة وجفاف الجلد وظهور التجاعيد على وجه المدخنة».

وتذكر نائلة السلفي، مسؤولة التوعية، أن صعوبة الإقلاع عن التدخين تكمن في الفراغ الذي يمنع الشخص من الإقلاع عنه، حيث يحتاج المقلع عن التدخين علاجا نفسيا ثم اجتماعيا وتوعية عامة ليصل إلى بر الأمان، وأردفت بالقول: «من خلال الزيارات التي قامت بها الجمعية للمدارس، وجدنا أنه من المؤسف أن بعض الطالبات يبدأن التدخين من سن الثانية عشرة، وبأشكال متعددة نتيجة لضغوطات اجتماعية تمارس عليهم».

شملت حملة «برستيج نواعم» العديد من البرامج وعروض الأزياء المميزة، ومحاضرات تثقيفية ودورات تدريبية ومعرضا توعويا مصاحب، وورشات عمل وعروضا مسرحية ومسابقات ثقافية، حيث أشارت فدوى المخرّج إلى تخصيص موقع بالمهرجان للإجابة عن تساؤلات الزائرات عن أنشطة الجمعية وأعمالها وكيفية الانضمام إليها أو التعاون معها في مكافحة آفة التدخين وذلك في سبيل تحقيق أهداف الجمعية بخفض نسبة التدخين في الأماكن العامة وتقليل عدد المدخنين في المجتمع بنسبة 1 في المائة سنويا. وتم تكريم «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» بصفتها الراعي الاستراتيجي للحملة، وجريدة «الشرق الأوسط» بصفتها أحد الرعاة الإعلاميين للحدث، من قبل الأميرة شيخة بنت عبد الله بن عبد الرحمن حرم الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.