كشف لـ«الشرق الأوسط» المهندس محمد بن مدني العلي، الأمين العام لهيئة تطوير المدينة المنورة، عن انتهاء دراسة مشروع المخطط الشامل للمدينة المنورة والذي تبلغ قيمته نحو 56 مليون ريال، لافتا إلى أن تلك الدراسة التي باتت في مراحلها الأخيرة تم البدء فيها منذ أكثر من عامين. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت هيئة تطوير المدينة المنورة بشكل فعلي في دراسة مشروع تطوير منطقة قباء بتكلفة تقدر بنحو 6 ملايين ريال، إلى جانب مشروع آخر لتطوير الميقات والذي تبلغ تكلفته 6.5 مليون ريال»، مشيرا إلى أن دراسات كل مشروع منهما تستغرق عاما كاملا للانتهاء منها.
يأتي ذلك في وقت تعكف فيه هيئة تطوير المدينة المنورة على تنفيذ جملة من المشاريع التطويرية المعتمدة في ميزانيتها للعام الحالي والتي تخطّت حاجز المليار ريال.
وذكر الأمين العام لهيئة تطوير المدينة المنورة أن هذه المشروعات التي تمت ترسيتها على عدة شركات ومؤسسات وطنية تتضمن مشروع المخطط الشامل للمدينة المنورة، مبينا أنه يهدف إلى إعداد خطة ونظرة شاملة في مدة لا تقل عن 20 عاما شريطة ألا تعوق التنمية قريبة المدى أو المستقبلية، مع الأخذ بعين الاعتبار ازدياد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين.
وأضاف «تشمل المشروعات أيضا مشروع إعداد نظام التسمية والترقيم في المدينة المنورة بتكلفة 906 آلاف ريال، إذ يتمثل في إيجاد نظام متطور يُمكن الحاج والزائر والمقيم من الوصول إلى مكانه بيسر وسهولة وتقديم الجهات المعنية خدماتها من دون أي تأخير، بحيث يتلاءم مع الشخصية العمرانية للمنطقة المركزية وهوية المدينة المنورة».
وأعلن عن تنفيذ مشروع إنشاء صالة الأمتعة بتكلفة إجمالية بلغت 5.5 مليون ريال، حيث أجريت دراساته التفصيلية لتحديد متطلباته المتضمنة العدد والموقع والمساحة والتجهيزات وكل احتياجات التشغيل اللازمة لفرز ومناولة الأمتعة طبقا لما وصفه بـ«أحدث التقنيات العالمية». وزاد «سيتم ذلك من خلال منظومة متكاملة تتحكم في جميع مراحل دورة حركة الأمتعة والمسافرين أثناء الرحلة الكاملة للحجاج والزائرين، شاملا إعداد التصاميم الأولية لصالة الأمتعة والأسلوب الأمثل للتنفيذ والتشغيل عن طريق الخيارات المتاحة لذلك، وإعداد نطاق أعمال ومستندات اتفاقية استشارية لوضع وثائق عقد التنفيذ والإشراف على المشروع طبقا للأسلوب الذي تحدده الهيئة». وفي ما يتعلق بمشروع تطوير منطقة قباء، أفاد المهندس محمد العلي بأن رؤية المشروع تتمثل في تأسيس مركز ثقافي اجتماعي سياحي يوفر خدمات ثقافية واجتماعية وتجارية وسياحية، تخدم زوار المسجد النبوي وأهالي المنطقة، في إطار متكامل يظهر القيم الجمالية ويبرز الهوية التاريخية المعاصرة.
واستطرد في القول «يهدف هذا المشروع إلى توفير أفضل التصميمات العمرانية وأنسبها من أجل تأسيس المركز الحضاري لمنطقة مسجد قباء وإعادة تأهيل المنطقة المحيطة به وتطويرها وربطها مع مناطق التطوير التي يتوقع تنميتها على امتداد المحور الجنوبي الذي سيؤدي إلى المسجد النبوي والمنطقة المركزية».
ولفت إلى اعتماد مشروع تطوير منطقة الميقات من خلال تأسيس مركز خدمات دينية ومواصلات ومرافق تجارية وسياحية وخدمية فيه، والتي تخدم الحجاج والمعتمرين إلى مكة المكرمة وأهالي وزوار المدينة المنورة، وذلك عبر استحداث مبان وفراغات عامة ومسارات حركة في إطار متكامل. وتابع «تعمل الهيئة على مشروع تكملة طريق الملك فيصل مع أنفاق المشاة وتنفيذ امتداد نفق المشاة بتكلفة 437.9 مليون ريال، إذ يتكون من تنفيذ نفق التقاطع الشمالي مع منحدري دخول وخروج (تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق الملك فهد) ونفق مستمر عند التقاطعات الجنوبية مع منحدري دخول وخروج (تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق الأمير عبد المحسن وقباء)، عدا عن ثلاثة معابر للمشاة متقاطعة تحت طريق الملك فيصل».
وبيّن أن ذلك المشروع يتضمن أيضا تنفيذ امتداد نفق المناخة الحالي من الجهة الجنوبية بنفس قطاعه لاستمرار بعض شوارع المنطقة المركزية، إلى جانب تنفيذ مداخل ومخارج مواقف السيارات بالمسجد النبوي بتكلفة 256.3 مليون ريال، مما سيؤدي إلى فصل حركة المشاة عن المركبات الخارجة من مواقف السيارات وبالتالي نقل الحركة إلى خارج المنطقة المركزية لتخفيف حدة الازدحام وتفادي حدوث اختناقات مرورية بداخلها، لا سيما أن الفكرة التصميمية للمشروع تعتمد على ربط مداخل مواقف سيارات المسجد النبوي الشريف بطريق الملك فيصل عن طريق مسار حر للسيارات.
كما تشمل المشاريع التطويرية تنفيذ مشروع التقاطع الجنوبي الغربي لطريق الملك فيصل مع طريق باب السلام والذي وصلت تكلفته إلى 110.8 مليون ريال، فضلا عن مشروع تحسين واستكمال الشوارع والأرصفة والإنارة في المنطقة المركزية بإجمالي تكلفة بلغ 16 مليون ريال، بينما رصدت الهيئة لصيانة عبّارات الخدمات وملحقاتها في المنطقة نفسها نحو 9.2 مليون ريال.
وبالعودة إلى الأمين العام لهيئة تطوير المدينة المنورة، فقد أبان أنه تم التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة لخدمات النظافة والصيانة لمبنى الهيئة والمرافق المحيطة به، لمدة 36 شهرا وفقا للشروط والمواصفات المعدة لهذا الغرض، وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 1.1 مليون ريال. وأكد على أن مشروع الرفع المساحي للمناطق المطلوب تطويرها حول المنطقة المركزية في المدينة المنورة بلغت تكلفته ما يقارب مليون ريال، والذي يتضمن المرحلة الأولى لكل من الطريق الدائري المحيط بجبل سلع، ومنطقة مستشفى الأنصار والعقارات التي تعترض مخرج نفق المناخة ومدخل مواقف الحرم الجنوبية والتقاطعات الخاصة بها، عدا عن تنظيم المنطقة المحيطة والمطلة على الدائري الأول.