دراسة طبية: القصيرات مهددات بأمراض الروماتيزم و«التورمات»

سنتيمترات الطول الإضافية تدفع من ضريبة العمود الفقري

TT

حذرت جهات طبية من جملة مخاطر صحية في انتظار الباحثات عن زيادة بضعة سنتيمترات إضافية، مؤكدة أن هاجس «القصر» عند كثير من الفتيات جراء تنعل «الكعوب المرتفعة» وامتطاء الأحذية العالية، أدخلهن في دوامة مشاكل تتعلق بالعمود الفقري.

ولأن «راحتك تبدأ من قدمك»، وأناقتك تتجلى في مظهر الحذاء، فقد يتسبب ذلك التفرد في الشكل في جملة من المشاكل الصحية الكثيرة التي تعتري القدم، وتتسبب في تورمات وانتفاخات، الأمر الذي عمد بجهات صحية سعودية متخصصة في أمراض الروماتيزم، إلى تحذير الراغبات في الحصول على «سنتيمترات» من الطول الإضافي من ضرورة تغيير بعض الأنماط المجتمعية في التنعل، وتقليل المناسبات الاجتماعية التي تخلف سلسلة أمراض لا حصر لها.

وقال الدكتور علي جاد، اخصائي العظام بمكة المكرمة، لـ«الشرق الأوسط»، إن أكثر الإشكاليات التي تواجهها القصيرات هي مشاكل نفسية في المقام الأول تنتج عنها مشاكل عضوية جراء الاستخدام الخاطئ للكعوب بطريقة غير صحيحة، محذرا في السياق ذاته من مغبة استخدام النساء في العموم لتلك الكعوب، بحجة أنها تأتي بطريقة عكسية أثناء المشي من ناحية أن رأس القدم يقع أولا قبل مؤخرتها.

وضرب الدكتور جاد مثلا بأن تلك الممارسات الخاطئة التي تنبثق عن النساء بشكل عام والقصيرات منهن بشكل خاص تدخل عظام الكاحل في موجة تورمات وانتفاخات متلازمة جراء الضغط الخاطئ على منطقة القدمين، وهو ما ينتج عادة نظير الاحتكاك الخاطئ للمفاصل بباطن الأرض. وزاد في الحديث من خلال دراسة مقدمة أن من أسباب زيادة الأوزان لدى كثير من النساء في السعودية وضعية المشي الخاطئة والتي لا تقوم بعملية توزيع متعادلة على جميع أطراف الجسم، فينتج عن ذلك تكدس لبعض أنواع الشحوم في أماكن غير مرغوب فيها، حاثا جميع السيدات على إيجاد نوعية أحذية ملائمة تتسق مع وضعية القدم تجنبا لأمراض عديدة مثل تسطح القدم أو ارتفاع أعلى الكاحل أو قصر في وتر أكيليس.

وعرج جاد بالقول «إن الحذاء الذي لا يتواءم مع القدم تنتج عنه إصابات اعتلالية للقدم، حيث تتعرض القدم إلى جملة واسعة من الأمراض المتعلقة بالمفاصل، وهي ما يعانيه كثير من السعوديين بسبب لجوئهم أثناء ممارستهم للمشي إلى أحذيتهم الاعتيادية التي يذهبون بها لأعمالهم والتي لا تسمح للقدم بالتهوية، وهو أمر يفضي لأمراض جلدية ناتجة عن التعرق وغياب التهوية بسبب الافتقار للصناعة المرنة المحكمة للأحذية».

واستطرد اخصائي الطب الطبيعي «على القصيرات في كل دول العالم ألا يلتزمن على الدوام بلبس الكعوب العالية، وإن كن مضطرات فيجب عليهن أن يقتصرن على ذلك على المناسبات العامة أو الرسمية، ولا يلجأن لسياسة الديمومة في لبسها، بحيث سيؤثر هذا سلبا على جميع المفاصل وعلى الخصوص العامود الفقري.

واشترط الدكتور جاد سلامة العمود الفقري وأمراض أخرى كالانتفاخات والتورمات بسلامة الطريقة، معتبرا أن العظام عبارة عن نسيج حي يتجدد باستمرار، وعندما ترتدي المرأة الحذاء العالي فإن ذلك يفقدها التوازن في جسمها، وبالتالي يؤثر على العظام ويتسبب في انشقاقها خاصة بعد ارتدائها له طوال اليوم وفي المشي وصعود السلالم والجري وراء المواصلات، والعلاج الوحيد هو الراحة ووضع بعض قطع من الثلج لتخفيف الآلام.

إلى ذلك، ذكرت حنان الفيصل، خبيرة أزياء، لـ«الشرق الأوسط»، أن اختيار الكعب العالي للمرأة ينبغي أن يتم وفق رؤية خاصة بحيث يتراوح بين 2 و5 سم، وذلك لأنه إذا زاد ارتفاعه على 5 سم فإنه يدفع بالقدم إلى الأمام مما يفقد الجسم توازنه. وقالت إنها من خلال عملها في مجالات الأزياء لاحظت تنامي آلام العظام لدى بعض السيدات اللائي يحرصن دوما على ارتداء الكعوب العالية، مرجعة السبب خلف ذلك إلى أن الكعوب العالية تغطي مساحات أرحب لدى لبسها.