كشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط» عن العثور على أهم نفش أثري في منطقة نجران، يعود تاريخه إلى عام 28 هجرية، واعتبرته ثاني أقدم نقش مكتشف حتى الآن في الجزيرة العربية، بعد نقش عثر عليه في مدائن صالح مؤرخ بعام 17 هجرية.
وأوضح صالح آل مريح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران، أنه تم العثور على النقش في أحد مواقع «آبار حمى» بنجران، أثناء أعمال تنقيب قامت بها البعثات العلمية الخاصة بمسح الكتابات والنقوش، مكونة من فريقين علميين يضمان خبراء من اليابان وفرنسا إلى جانب الخبراء السعوديين.
وبين آل مريح أن النقش مكتوب بالخط الكوفي، وتحيط به العديد من النقوش بالخط المسند والثمودي والكوفي، وقال إن النص حمل تاريخ كتابته، وجاء فيه «كتب في جماد ثاني سنة ثمان وعشرون».
وأشار إلى ثراء منطقة نجران بالآثار، التي بات اكتشافها يتم تباعا، ولعل أهم الاكتشافات خلال الأعوام الخمسة الماضية تمثلت في صخرة رسمت عليها صورة امرأة ترقص، وهو نقش يوجد في منطقة «صدر النقحة» بالقرب من محافظة يدمة. وقال «هو نقش جميل، رسم بعناية فائقة، ويدل على ممارسة بعض الطقوس الفنية، إما الرقص وإما الدفاع عن النفس، وتحيط به مجموعة من النقوش بالخط المسند والثمودي، ويعد من أجمل الرسوم الصخرية التي عثر عليها في منطقة نجران حتى الآن، والنقش يعود تاريخه إلى الألف الرابعة قبل الميلاد، وفيه دلالة على رقي إنسان المنطقة في تلك الفترة، واهتمامه بإبراز جميع نواحي حياته عبر الكتابات والرسوم المميزة، وقد عثر عليه أثناء عمليات المسوحات الأثرية».
وأضاف المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران، أن صخرة «أم الأيادي»، التي يعود تاريخها إلى الألف الأولى أو الثانية قبل الميلاد، هي صخرة رسمت عليها صورة أكثر من شخص، رافعين أياديهم إلى السماء، كدليل على ارتباطهم بها، حسب ما اعتقد، والصخرة موجودة في المتحف الوطني، كمشاركة من المنطقة ضمن مناطق السعودية للمشاركة في المتحف الذي يرمز للوطن عند افتتاحه.