ازدياد المدمنات في الشرقية وأرقام مفزعة للمضبوطات المخدرة

تحركات رسمية تقودها جامعة الإمام لمكافحة المخدرات

القطاعات العسكرية في السعودية على قلب واحد لمحاربة ظاهرة المخدرات (تصوير: خالد الخميس)
TT

في الوقت الذي اجتمعت فيه جميع قيادات الجهات المعنية والعاملة في مكافحة المخدرات على مائدة مستديرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أمس، من أجل تحديد احتياجات تلك القطاعات العاملة في مجال الوقاية من المخدرات، وعلى رأسها القطاعات العسكرية في البلاد، وصف مدير مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية العميد عبد الله الجميل من الدمام أن ضبطيات المخدرات في السعودية (مفرعة) كاشفا عن تزايد نسبي في عدد النساء اللاتي يتعاطين المخدرات، على الرغم من أنهن لا يشكلن سوى نسبة محدودة في مجمل حالات التعاطي.

وحذر الجميل من ازدياد تعاطي المخدرات بين النساء في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من أنهن لا يشكلن سوى اثنين في المائة فقط من المجموع، مشيرا إلى أن عدد النساء اللاتي أودعن مستشفيات الأمل الخاصة بمعالجة حالات الإدمان وتعاطي المخدرات بلغ خلال الخمسة أشهر الأخيرة سيدتين، في حين بلغ عددهن العام الماضي 6 نساء فقط على مدار العام، كاشفا عن أنه يتم القبض سنويا على واحدة أو اثنتين فقط من المروجات للمخدرات.

وبدأ اجتماع الأمس في الرياض سعيه الحثيث لتوحيد القطاعات الموجهة لمحاربة المخدرات والمؤثرات العقلية من خلال ورشة تحضيرية للجهات العاملة في مكافحة المخدرات من القطاعات العسكرية وبحضور متميز وتفاعل منقطع النظير من قبل قيادات تلك الجهات.

ونظم المركز السعودي لدراسات وأبحاث الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية الذي تم إنشاؤه مؤخرا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الورشة التحضيرية الثانية تحت عنوان «تحديد احتياجات القطاعات العاملة في مجال الوقاية من المخدرات».

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن المركز السعودي لدراسات وأبحاث الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، لم ينشأ اجتهادا أو مجرد أن يكون في الجامعة مركز مثل هذا، إنما أنشئ عبر رؤية ورسالة غاية في الأهمية تتمثل بالوقاية من المخدرات التي تعتبر خطرا عظيما على كل المجتمعات خصوصا المجتمع السعودي الذي نعلم يقينا أنه مستهدف.

واعتبر مدير جامعة الإمام أن المركز في بداية المشوار ولا يمكن أن يحكم على ما قدمه المركز أو يعطي حكما نهائيا لما وصل إليه بل المسيرة مستمرة، مفيدا أنه إذا رؤي في المستقبل تطوير هذا المركز وتفعيله بما يكفل قيامه بما هو أعم من هذه المهام والأهداف، فإنه لن يتردد في ذلك وفق دراسات وأبحاث تؤكد ما يسير عليه المركز وأن الاتجاه الذي يتلمسه ويطلبه المركز هو اتجاه واضح يخدم الدين والوطن ويفعل رؤية ولاة الأمر لكل عمل خير بناء مخلص يحقق النماء والعطاء والأمن والطمأنينة لأبناء هذا الوطن.

وأضاف: «سيقوم المركز بما يوجه الأبناء والبنات وعامة فئات المجتمع ويبين لهم مخاطر هذه المخدرات والمؤثرات العقلية وما تورثه من الشرور على الفرد والمجتمع وما تورثه من خلل فكري وعقدي وأمني واقتصادي يطال الجميع».

وأشار إلى أن المركز يسعى إلى تفعيل التعاون مع القطاعات المهتمة بهذا الجانب، كما يقوم المركز بالاهتمام بتوقيع مذكرات التعاون والتفاهم وبناء التحالفات مع العديد من الجهات المعنية بعلاج ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية داخل المملكة وخارجها.

وفي الوقت الذي كانت تتداول فيه القطاعات الحكومية آلية مكافحة المخدرات اعتبر الجميل مدير عام مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية، أن الأرقام التي احتوى عليها التقرير السنوي للإدارة العامة للمخدرات (مفزعة) إذ تم ضبط أكثر من67 مليون حبة، و40 طن حشيش، و39 ألف قضية، مما يؤكد استهداف المملكة في أخلاقها ودمار شبابها، مشددا على الوقفة الصادقة ضد هذه الهجمة الشرسة.

وفي مورد آخر، قال العميد الجميل إن المنطقة الشرقية تحتل المرتبة الرابعة على مستوى المملكة في حالات تعاطي المخدرات والترويج وعدد المدمنين، مرجعا ارتفاع نسبة الضبطيات نتيجة مجاورة المنطقة الشرقية لست دول وكثرة منافذها الحدودية.

وقال الجميل إن هناك برامج مخصصة للتوعية بالتعاون مع التربية والتعليم لتحذير الطالبات من المخدرات، مبينا أن لدى إدارته فرقة متخصصة من النساء للتوعية في هذا المجال، كما أن هناك تعاونا مع جمعية البر وفتاة الخليج لتوعية الأسر سواء الأسر المقبوض عليهم في قضايا الترويج أو التعاطي. وشدد على دور الجمعيات في التعامل مع أسر المقبوض عليهم في قضايا المخدرات «حتى لا تتفلت الأسرة بل نقوم بإصلاحهم والتأكيد على أنهم يأخذون نصيبهم من المساعدة».