شركات لتوعية رواد «لقاءات» بالمهن المرفوضة اجتماعيا

تعمل على الترويج لوظائف الميكانيكا والطهي والتصوير

30 في المائة غيروا رغباتهم ليختاروا مهنا غير تقليدية بمجرد اطلاعهم على قصص النجاح («الشرق الأوسط»)
TT

تميز ملتقى «لقاءات» عن بقية ملتقيات توطين الوظائف باحتلال الجانب التوعوي مساحة لا بأس بها في ساحة الملتقى، إذ شاركت نحو 6 شركات في توعية الباحثين والباحثات عن العمل ضمن ما يندرج من أعمال تحت مسمى المسؤولية الاجتماعية.

ندى طاهر منسوبة في إحدى الشركات المشاركة، أفادت بأن وجودهم في الملتقى ينصب بشكل رئيسي في توعية الزائر قبل توجهه إلى أي شركة أخرى بقصد التوظيف، لافتة إلى أن ذلك يهدف لرفع مستوى الوعي لدى الكثير من الناس ببعض الوظائف التي قد لا تلقى استحسانا من قبل المجتمع السعودي.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة مهن كثيرة يعتقد السعوديون أنها مقتصرة على العمالة الوافدة فقط، والتي من ضمنها الميكانيكا والطهي وغيرها، وهو ما يجعلنا نقدم عروضا ضمن مقاطع فيديو لنماذج سعودية أثبتت نجاحها في تلك الوظائف»، مشيرة إلى أنه عادة ما يتم التركيز على الوظائف المهمشة من أجل إحداث تغيير في مفاهيم الشباب من الجنسين، ولا سيما أن الخلفية الموجودة لديهم عن تلك المهن غالبا ما تكون سلبية.

بينما ذكرت فرح الغامدي المسؤولة عن قسم المسؤولية الاجتماعية في إحدى الشركات، أن الركن الذي تشارك به الشركة في الملتقى مختص باكتشاف المهن غير التقليدية، فضلا عن المهن الجديدة التي انطلقت من وزارة العمل كمشرف معرض تجزئة وغيرها. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «تعمدنا أيضا الترويج للمهن المعتمدة على المهارة أكثر من اعتمادها على الشهادات الجامعية كالتصوير، فضلا عن وظائف لا يصنفها السعوديون من ضمن المهن التي يمكن العمل فيها لأسباب اجتماعية وهي تتضمن الميكانيكا ومندوب المبيعات». وأكدت على أنه ضمن مشاركتهم يقومون بإيصال فكرة ضرورة تدرج الشخص وظيفيا حتى يصل إلى ما يطمح إليه من مناصب عليا والتي لا تعني شيئا من دون المهارة والخبرة، بحسب قولها.

وأضافت: «ثمة مهن غير مطلوبة من قبل فئات المجتمع، وهو ما يدفعنا إلى محاولة تغيير فكرة الشباب والفتيات، حيث إننا لمسنا تغيرا كبيرا بعد تعريفهم بمثل تلك الوظائف من خلال إقناعهم عن طريق عرض قصص النجاح لنماذج سعودية مختلفة».

واستشهدت على ذلك بمعرض أقامته الشركة العام الماضي، والذي شهد تغيير رغبات نحو 30 في المائة من زواره للمهن التي كانوا يرغبون في الانضمام إليها قبل اطلاعهم على الوظائف الموجودة في المعرض.

وتابعت: «طلبنا من زوار المعرض آنذاك تعبئة استمارة تبين أسماء الوظائف التي يرغبون فيها وذلك قبل دخولهم وتعرفهم على ما هو موجود لدينا، وبعد انتهائهم من الجولة جددنا طلبنا مرة أخرى ولاحظنا أن ما نسبته 30 في المائة غيروا رغباتهم ليختاروا مهنا غير تقليدية بمجرد اطلاعهم على قصص النجاح ومدى الأرباح التي قد يحققونها من خلال هذه المهن».

وفي ما يتعلق بأساليب إقناع الفتيات والشباب بمثل هذه المهن، علقت المسؤولة عن قسم المسؤولية الاجتماعية في إحدى الشركات بالقول: «نعتمد في بعض الأحيان على استقطاب نماذج حققت نجاحا ليشاركوا في مثل تلك الملتقيات ويتقابلوا مباشرة مع الباحثين والباحثات عن العمل بهدف الإجابة عن أسئلتهم بشكل تفاعلي».

من جهته، اعتبر عبد العزيز التركي رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات، أن مشاركة الشركة في ملتقى «لقاءات» تعد جزءا من برنامج تمكين الشباب الذي تندرج تحته العديد من البرامج المهمة من حيث الاستقطاب والتدريب والتأهيل.