السعودية تثري بيئتها التعليمية بشراكات دولية مع 450 جامعة

«أرامكو» تطلق مبادرة تستهدف تدريب مليوني شاب سعودي

جانب من فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي (تصوير: خالد الخميس)
TT

جددت السعودية تأكيدها على أهمية التطوير الأكاديمي في البلاد، من خلال تعزيزها لمبدأ الشراكة والتعاون بين مؤسسات التعليم العالي ونظيراتها على مستوى العالم، وذلك بمشاركة أكثر من 450 جامعة عالمية وعربية في المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الثالثة أمس الثلاثاء برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأكد وزير التعليم العالي، الدكتور خالد محمد العنقري، أثناء افتتاحه المعرض، أن هذه المناسبة جاءت مقصدا للمهتمين بالتعليم العالي، طلابا وأعضاء هيئات تدريس وقياديين وأكاديميين، ليس من السعودية فحسب بل من الدول المجاورة، بهدف تعزيز التعاون وبناء الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي ونظيراتها العالمية، وتعزيز التفاهم المشترك حول القضايا التي تشغل هذا المجال في جميع أنحاء العالم.

وقال: «استراتيجية التعليم العالي المعاصرة في السعودية تحولت من خطط قصيرة ومتوسطة المدى إلى خطة واضحة طويلة المدى مستندة إلى ثلاثة عناصر رئيسية»، مشيرا إلى أن التطبيق الفعلي لها بدأ قبل خمسة أعوام، يتمثل أولها في توفير التعليم العالي للمواطن أينما كان موقعه في البلاد، والثاني يتركز في الجودة التي تستند على الاعتماد الأكاديمي للبرامج والمؤسسات العلمية، أما الثالث فهو الشراكات العالمية بين المؤسسات العلمية والبحثية والابتعاث بشقيه: برنامج خادم الحرمين الشريفين والإلحاق بالبعثة.

وذكر الدكتور العنقري أن المدن الجامعية في السعودية تحولت إلى مراكز تنمية شاملة وجذب للعقول والاستثمارات وبدأت تظهر بصماتها التنويرية والتنموية في محيطها الاجتماعي، مبينا أن قيام الوزارة بتنظيم المعرض والمؤتمر جاء بهدف الإطلاع على ما لدى الآخرين من تجارب ناجحة، وإثراء البيئة العلمية والمعرفية المحلية بشراكات وعلاقات دولية مع الجامعات العالمية المتميزة.

من جهته، أعلن المهندس خالد الفالح، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية، عن برنامج جديد يحمل اسم «إثراء الشباب» في «أرامكو» السعودية يستهدف الوصول إلى مليوني شاب في مختلف أنحاء السعودية بحلول عام 2020، مفيدا بأنه اعتبارا من شهر يونيو (حزيران) المقبل، ستقوم «أرامكو» بتدريس مبادئ العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، إلى جانب مهارات خاصة بالتعلم المستمر، التي أعدت بما يناسب الفئات العمرية المختلفة، ويشمل البرنامج تقديم 500 ألف ساعة تدريب خلال عام 2012.

وزاد: «من حقنا في السعودية أن نفخر بتراجع الأمية؛ ففي سبعينات القرن الماضي؛ حيث كانت نسبة من يعرفون القراءة والكتابة لا تزيد على 15% من عدد السكان من الرجال، و1% فقط من النساء، لكن الواقع تغير ووصلت إلى 85% من عدد السكان». وأشار إلى أن السعودية اتجهت إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في مجال التعليم وإصلاح المؤسسات التعليمية كلها، وكذلك إنشاء جامعات جديدة وتمويل المنح الدراسية بمليارات الريالات وإنشاء البنى التحتية لقطاعات التعليم المختلفة، تماشيا مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تهدف لإيجاد مجتمع معرفي يتسم بالجودة والشفافية والتعاون.

واعتبر الفالح أن هذا المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم العالي سيكون فرصة جيدة لكي نتحاور ونسمع ونصل إلى حلول واقعية للنهوض بالتعليم الذي من شأنه أن ينهض بالأمة كلها.

ولفت المهندس الفالح إلى أن المملكة تواجه تحديا إضافيا؛ فنسبة 80% من السكان اليوم هم دون سن الأربعين، وأكثر من 35% دون سن الخامسة عشرة، باعتبار أنه إذا لم يتوافر تعليم جيد فسيتحول الشباب إلى عبء ومسؤولية، وهو ما يعني أن تعليم الشباب وحده لا يكفي؛ إذ لا بد من توفير وظائف جيدة لهم.

وكشف الفالح عن أنه وبعد 5 سنوات، سيصبح 40% من الأيدي العاملة دون الثلاثين من العمر؛ لذا حرصت الشركة على أن تسلك نهجا من عنصرين يتمثل في إعداد الشركة لاستقبال هؤلاء الشباب الموهوبين وإعادة هؤلاء الشباب للعمل في الشركة.

وفي أولى الجلسات المصاحبة للمعرض الدولي، تحدث الوزير الأسبق للتعليم العالي في هولندا، الدكتور جوزيف ريتزن، عن واقع التعليم، مستشهدا بأن أرض الجزيرة العربية هي بلاد علم «الجبر» وهو علم خاص بالتجارة، معتبرا أن هذا جزء أساسي في المعرفة والابتكار، وأن ما يحصل في السعودية أمر غير عادي مما تشهده من تطور أكاديمي ومراكز البحث العلمي، واصفا السعودية بأنها تذكره بما كانت بلاده تعمل عليه من خطى سليمة في وقت مضى.

وأضاف: «عند النظر إلى البرامج المعمول بها والجهود المبذولة في السعودية نجد أن المعادلة مكتملة في ما يتعلق بالتدريب؛ حيث توجد لقاءات وتنظيم بين الجامعات للنظر إلى المهارات الموجودة لتلبية سوق العمل من خلال تنمية تلك المواهب، بالإضافة إلى شركات النفط التي تحرص على وجود أشخاص مؤهلين ومدربين جيدا للنهوض في النمو الاقتصادي.

ولم يخفِ الوزير الهولندي تخوفه بالوقت نفسه من التوسع بالجامعات وعدم الأخذ بعين الاعتبار الحرص على جودة المخرج التعليمي لديها، بقوله: «لدينا تاريخ غير سعيد في هولندا من هذه الناحية، مشيرا إلى أن التعليم يعمل من خلال الجودة وإعادة النظر بالجودة والاستشعار بالتحدي الأكاديمي في الجامعات.

وتحدث الدكتور شمس قاسم، الرئيس المؤسس لجامعة آغا خان في باكستان، وهي أول جامعة أهلية في باكستان، عن أهمية السعي إلى غرس القيم والكرامة الأكاديمية، وذلك في سياق الجودة في التعليم، معتبرا أن المشكلة الأكبر التي تواجههم في بلادهم هي التوسع في التعليم العالي في الوقت الذي يدفعنا هذا التوسع إلى التوتر في جودة التمويل إلى سوق العمل.

جامعة الحدود الشمالية استعرضت تجربتها في القبول، خلال ورشة عمل أقيمت أمس على هامش الفعاليات، وأوضحت أن إجراءات القبول تعتمد على التقديم الإلكتروني، في حين بدأ نظام الدراسة في الجامعة بالدراسة في السنة التحضيرية، عبر برنامجين رئيسيين للتخصصات النظرية، والعلمية.