جدة: متسابقات «بالوكالة» في فعالية «الجري بسيقان زهرية»

حملة إبداعية حولت مشاركة رياضية إلى عمل خيري

حملة «الجري بسيقان زهرية» انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من عدم مشاركة نصف المجتمع الثاني (النساء) في مسابقة «ماراثون جدة موبايلي» التي انطلقت أول من أمس، بهدف جمع تبرعات لإحدى الجمعيات الخيرية بجدة، فإنهن تمكن من دخول المسابقة والمشاركة بشكل معنوي من خلال دفع مبالغ مالية لشباب ليشاركون في السباق نيابة عنهن.

علي شنيمر، الشاب الذي تبرع بالمشاركة في «ماراثون جدة موبايلي» نيابة عن النساء، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مجموع التبرعات بلغ حتى أول أمس ما يقرب من 143125 ريالا من قبل 50 راعيا، لافتا إلى أنه تم تحويل أكثر من 28 في المائة من المبالغ المودعة مباشرة إلى الجمعية.

وحول الهدف من الحملة التي أطلقها، بين أنه قرر دعم الجمعية الخيرية من خلال المشاركة، فأطلق حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي أصبح لديه جمهور كبير به هذا العام، بعنوان «الجري بسيقان زهرية»، نيابة عن النساء، حتى يعبر من خلالها عن دعمه للنصف الثاني من المجتمع، موضحا أن المسافة التي سيجريها تبلغ 21 كيلومترا، أي ما يعادل نصف الماراثون الدولي الذي تصل مسافته إلى 42 كيلومترا.

وحول ردود الفعل والتبرعات التي وصلته، بين شنيمر أن الحملة لاقت إقبالا كبيرا من السيدات والرجال أيضا منذ انطلاقها الأسبوع الماضي، وقال «وجدت الحملة ردودا إيجابية وتبرعات، كما تواصل معي كثير من الأشخاص والمؤسسات الإعلامية التي طلبت أن تدعم هذه الحملة ماديا وإعلاميا»، مبينا أنه يرفض تماما أن يتم تحويل أي مبالغ على حسابه الخاص، حتى لا توجه له أي انتقادات أو أن تفهم الحملة بشكل خاطئ من قبل البعض. وقال «لم ينتقد أحدهم طريقة جمع التبرع، لكن هناك بعض الانتقادات حول تشجيع السيدات ولبس اللون الزهري ودعمهن وغير ذلك، وأنا أعتبرها انتقادات غير مهمة مقارنة بهدف المشاركة النبيل».

ولم تكن هذه المشاركة هي الأولى لشنيمر، حيث بدأ العام الماضي عندما اتخذ قرارا بتغيير حياته بشكل جذري، فأنقص وزنه من 93 كيلوغراما إلى أقل من 70 كيلوغراما من خلال الأكل الصحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وحتى يكتمل التغير قرر أن يترك التدخين الذي مارسه لأكثر من 15 عاما.

ولأن القرار كان نابعا من إرادة قوية تحدى شنيمر نفسه بأن يحافظ على التغيير ولا يعود لسابق حياته، لذا قرر المشاركة في «ماراثون جدة موبايلي» 20 كيلومترا، ولم يكن وقتها قد قطع مثل هذه المسافة من قبل. وحتى يلزم نفسه بإنهاء السباق، أطلق الحملة التوعوية التسويقية على «فيس بوك» وطلب من جهات وأشخاص رعاية مشاركته ماديا، وأن يتحدوه لإكمال السباق، بحيث يتم إيداع مبلغ الرعاية بشكل مباشر لإحدى الجمعيات الخيرية. ولفت إلى أن كثيرا من مبالغ الرعاية كانت مشروطة بإنهاء السباق، الأمر الذي بات همه الوحيد حتى لا تضيع مبالغ الرعاية المرصودة للجمعية، وكان داعما لأن يكمل شنيمر السباق للنهاية.

وأكد علي أنه سيشارك العام القادم أيضا في الماراثون ولكن بحملة أكبر تشمل جهات أكثر بالتبرع، وتستحق الدعم، ويكون الترتيب فيها بشكل أكبر، خاصة بعد أن وجد الدعم وردود الفعل الإيجابية التي حصل عليها في هذه الحملة.