«شؤون الحرمين» تنفي البدء في توسعة المطاف وترفض تحديد جدول زمني

قالت لـ «الشرق الأوسط»: سنقوم بالإبلاغ رسميا حال الشروع بها

توسعة المطاف الجديد سترفع الطاقة الاستيعابية لنحو 130 ألفا في الساعة (تصوير: أحمد حشاد)
TT

نفت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين إعطاء مدة زمنية محددة للبدء في مشروع توسعة الطواف، قاطعة الطريق أمام معلومات أفادت بأنها بالفعل قد شرعت في البدء.

وقال عبد المحسن بن حميد، مدير المشاريع والدراسات في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئاسة لم تبدأ في المشروع، داحضا كل المعلومات التي انتشرت في بعض الوسائل الإعلامية بشأن البدء.

ورفض بن حميد إعطاء جدول زمني لتوسعة مشروع الطواف، مضيفا بالقول: «قد نبدأ في الغد أو بعد عام»، مؤكدا في السياق ذاته، أنه حينما سيتم البدء رسميا، سيتم الإفصاح عن ذلك وإبلاغ وسائل الإعلام بشكل رسمي.

إلى ذلك، تتهافت قلوب أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، نحو أكبر توسعة عرفها التاريخ، والتي تأتي إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أمر بأكبر توسعة للمسجد الحرام، تسهيلا لأمر المسلمين نحو أداء نسكهم.

وفندت الرئاسة بتصريحها مزاعم ما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام التي أفادت بأنه قد تم البدء في الأساسيات من خلال عمليات مبدئية للجزء الواقع بين بابي الصفا والفتح، وتكسير الجزء الأعلى لمنطقة بئر زمزم القديمة.

وقال فهد اليوسفي، الباحث في الشؤون الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»، إن صحن الطواف في المسجد الحرام على موعد مع أكبر توسعة في التاريخ، حيث ستتغير الطاقة الاستيعابية كلية عد انتهاء تنفيذ المشروع، وستتحول الطاقة الاستيعابية من 50 ألفا في الساعة إلى ما يتجاوز 130 ألف للساعة، وهو ما يعني تجاوز الطاقة الاستيعابية بنحو مائتين وخمسين في المائة.

ولفت اليوسفي إلى أن السعودية اختارت لتنفيذ المشروع، شركة عرفت في المجتمع السعودي بدقتها، مؤكدا أن المشروع يحظى بمتابعة واهتمام خبراء متخصصين مشرفين على سير المشروع بشكل مقنن حتى تسير أمور التوسعة وفق تطلعات خادم الحرمين الشريفين.

وأشار اليوسفي إلى أن السعودية تسعى نحو المضي قدما في كل ما يخدم راحة الحجاج والمعتمرين والزوار وقاصدي المسجد الحرام، مؤكدا أن مكة أضحت مدينة لا تنام وفيها من المعدات الثقيلة التي تتمركز في أكثر الأماكن اكتظاظا وتواصل الساعة بالساعة نحو الوصول لبيئة إيمانية تتحقق فيها راحة الطائفين والعاكفين والركع السجود.

وأكد الباحث الإسلامي أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمر بتوسعة تعتبر مثالا حيا على حرص السعودية على خدمة زوارها، وإن كان المشروع قد تتجاوز تكلفته الأربعين مليار ريال سعودي، فإنها بذلك ستزيد الطاقة الاستيعابية لأكثر من مليوني مصل، وهو رقم صعب ومجهود جبار.

من جهته، أفاد الدكتور بكر عساس، مدير جامعة أم القرى، على ضوء توسعة المطاف الجديد، بأنه سيتم تدعيم تلك المسطحات الجديدة والمضافة بمسارات حركة تعزز من كفاءة حركة الدخول والخروج للطائفين، فمنها ما يعمل على الوصول المباشر من خلال جسور مرتبطة بساحات تجمع تم توفيرها وتهيئتها على مسافات مناسبة بعيدة عن مداخل الحرم وساحاته، وذلك لتخفيف العبء عنها ولتسهيل عمليات الإخلاء السريع والوصول غير المباشر عبر ممرات ما بين مسطحات الصلاة في الدورين الأول والثاني.

وأكد عساس أن المشروع المقترح يحافظ على الصورة البصرية المميزة للمسجد الحرام، لافتا الانتباه إلى أن التصور يحقق غاية أكبر وأشمل تتطلع إلى إمكانية إحداث توسعات مستقبلية لعمارة المسجد الحرام ليتسع للمزيد من الطائفين والعاكفين والركع السجود، مضيفا أن الحل المقترح يرتبط ارتباطا مباشرا بالتوسعة الشمالية التي وضع حجر الأساس لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وذكر أنه تم تخصيص مسطحات بدور الميزانين المضاف بالدور الأول لطواف العربات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تسع ما يقارب من ستة آلاف طائف في الساعة، كما تم تخصيص مسطحات لصلاة سنة الطواف وربطها بالمسعى من الجهة الشرقية من خلال جسور ربط لمستوى حركة العربات المضاف مع المستوى المماثل له بالمسعى الجديد.