فلسفة الترحيب تختلف.. بين ساموراي اليابان.. ومركاز «أم القرى».. وقهوة «طيبة»

المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي.. التراث له كلمته أيضا

جلسة القهوة.. فترة استراحة مثالية وفرصة نقاش هادئ بين زوار المعرض والمشاركين («الشرق الأوسط»)
TT

مثلما هو معرض دولي متخصص يختزل مختلف الخيارات التعليمية، فهو كذلك مجتمع عالمي مصغر تحضر فيه الأبعاد التراثية والثقافية، سواء ما يخص منها بعض الدول المشاركة، أو ما يتعلق بمناطق المملكة المختلفة.

بجولة سريعة في أروقة المعرض ستعتقد لوهلة أنك تقف أمام لاعب كاراتيه تقليدي أو تواجه محارب الساموراي الشهير قبل أن تعيد النظر لتكتشف أن الذي يقف أمامك ليس سوى ممثل لجناح إحدى الجامعات اليابانية وهو يرتدي ملابس بلاده الشعبية، وبحوار بسيط معه سيحدثك عن اعتزازه بهذه التقاليد التي لا يراها تتعارض مع عالمية المناسبة، ولا تختلف كثيرا عن الزي الرسمي الذي يتفق عليه الجميع تقريبا.

في الجامعات السعودية ستجد أن مشروبات الضيافة الشعبية لن تتوقف عند القهوة بشكلها المتعارف عليه، ففي «أم القرى» سيستقبلك رجل يرتدي ثوبا حجازيا مميزا، بالثوب الفضفاض والعمامة برتقالية اللون، و«يقهويك» كما لو كنت في مركاز، حي من أحياء مكة، أو في مناسبة اجتماعية من مناسباتها، وحين تنتقل بك الخطوات دون ترتيب مسبق، وصولا إلى جناح جامعة طيبة، فإن الضيافة لن تختلف في حجم ترحابها وخصوصيتها التراثية، ولكن ألوان وتصميم الملابس فقط هي التي ستتغير.

وفي حين تبدو مشاهد كهذه معتادة بالنسبة للزائر أو المشارك السعودي، يجد ضيوف المعرض الأجانب فيها مشهدا جاذبا يدفع بعضهم للاقتراب والتعرف أكثر على خلفيات هذه الرمزيات الثقافية والحرص على التقاط الصور معها، وهو يبرز بوضوح أهمية هذه المعارض والمناسبات على القيام بدور الالتقاء الثقافي بين مختلف الحضارات تحت سقف واحد من الاحترام.

محمد العمري، وهو أحد زوار المعرض ويشتغل في قطاع التعليم العام، يؤكد أن هذه المظاهر تعد تنويعا جميلا يكسر النمطية التي قد يشعر بها الزائر، وهو منشغل تماما بفكرة الجامعات أو الدراسة، وأضاف: «بالنسبة لي أجد هذا المشهد في جامعاتنا معبرا عن كرم الشعب السعودي وتمتعه بالتنوع في عاداته وثقافاته الاجتماعية».. وهي الرؤية التي لا يختلف معها عبد السلام القرني الذي اعتبر أن «جلسة القهوة» التي توجد في أركان الجامعات السعودية مثلت له فترة استراحة مثالية بعد التجول في المعرض، وهي فترة يمكن خلالها الحوار مع مسؤولي الجامعة والتعرف على برامجهم الدراسية والأكاديمية.

أما بالنظر نحو زاوية خارجية، فقد وصفت إيلي، وهي ممثلة لجناح إحدى الجامعات الأميركية، أسلوب الضيافة في جامعات المملكة باللطيف، وقالت إن عادة تقديم التمر والقهوة بطرق مميزة كانت أحد المظاهر اللافتة في نظرها، مشيرة إلى أنها حرصت على السؤال عن طبيعة هذه العادة وارتباطها بتاريخ وثقافة المجتمع السعودي، بينما يؤكد على الجانب الآخر سعود الهذيلي، وهو طالب في المرحلة الثانوية، أنه توقف عند بعض الأجنحة التي يرتدي فيها المشرفون ملابس بلدانهم التقليدية، معبرا عن احترامه لما يملكونه من التمسك بهويتهم بجانب ما يملكون من محبة واضحة للشعب السعودي ورغبة مستمرة في معرفة المزيد عنه.