برنامج «لا يطيح» ينجح في تدريب 400 شخص على البناء الطيني التقليدي

تتبناه الهيئة العامة للسياحة لإيجاد علاقة بين المقاولين والمهتمين بالتراث

شبان سعوديون منهمكون في عملهم خلال بناء منزل طيني في محافظة المجمعة (تصوير: خالد الخميس)
TT

يسعى برنامج «لا يطيح»، الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والآثار، إلى المحافظة على مباني التراث العمراني وتنميته، بما يسهم في استفادة المجتمعات منه ثقافيا واقتصاديا، وتحويله من مبان آيلة للسقوط إلى آيلة للنمو وقابلة للاستثمار وموفرة لفرص العمل.

ولقي البرنامج تفاعلا وإقبالا كبيرا من الشباب وكبار السن على حد سواء، الذين أبدوا رغبتهم في تعلم البناء بالطين والمواد التقليدية في البلدات والقرى التراثية في مناطقهم.

يأتي ذلك في الوقت الذي نفذت فيه الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية 15 دورة في عدد من مناطق البلاد، بمشاركة أكثر من 400 شخص من الشباب والأهالي ضمن برنامج تمكين المجتمعات المحلية للتأهيل والبناء بالمواد التقليدية «لا يطيح». وقامت هذه الدورات على أربعة محاور رئيسية شملت التعريف بالتراث العمراني ودور الهيئة العامة للسياحة والآثار، والتعريف بمواد البناء التقليدية وعناصر المبنى التراثي، وإدارة وتشغيل المواقع التراثية، والتدريب العملي والميداني لأساسيات وعناصر البناء التقليدي، مستهدفة الشباب من أهالي المنطقة وكبار السن والمقاولين والمكاتب الهندسية التي تعمل في مجال البناء التراثي والمهتمين بالتراث العمراني في المنطقة.

كما سعت هذه الدورات إلى تمكين المجتمعات المحلية من تبني مفهوم حماية التراث العمراني وتنميته بشكل مستدام، ونشر الوعي بالتراث العمراني بما يعزز من انتماء الشباب لتراثهم وتاريخهم، وإيجاد فرص عمل للشباب في مجال البناء التقليدي، ولفت النظر لإمكانية الاستثمار في إنتاج مواد البناء وتجهيزها، واستغلال المصادر الطبيعية المتوافرة بالمنطقة، إضافة إلى إيجاد فرص للمهتمين بالتراث وحصولهم على دورات تخصصية مستقبلا وتأهيل مواقع التراث العمراني وتشغيلها واستثمارها.

ورصد القائمون على هذه الدورات عددا من الإيجابيات لدى المتدربين، من خلال توصيل رسالة الهيئة إلى المجتمع المحلي في معرفة التراث العمراني والمحافظة عليه من الاندثار، والفرص التي يمكن توفيرها من خلال إعادة وتشغيل القرى، وما يترتب على ذلك من إيجاد فرص عمل لأهالي القرية، والدور الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار للمحافظة على التراث العمراني، إلى جانب إيجاد علاقة بين المقاولين والمهتمين بالبناء التراثي من الشباب وكبار السن من أهالي القرية، والتعرف على الطاقات الكامنة من الشباب وكبار السن التي يمكن استثمارها في مجال مقاولات البناء بالمواد التقليدية.

كما أسهمت هذه الدورات في نقل خبرات كبار السن من أهالي المنطقة إلى الشباب في ما يتعلق بالبناء التراثي والتعرف على المقاولين والمهتمين بالبناء التراثي في المناطق، وإطلاع المجتمعات المحلية على التجارب المختلفة في المناطق لغايات تأسيس جمعيات تعاونية تسهل الاتصال مع كل الشركاء لدعم تنفيذ مشاريع التنمية والتطوير في مناطقهم، وكذلك التعرف على الإمكانيات المادية والبشرية المتوافرة في المناطق وإمكانية توظيفها وتشغيلها سياحيا.

ومكنت هذه الدورات، وفقا للقائمين على التدريب، الطلبة والمشاركين من التعرف على مفهوم العمل السياحي وأهمية التعاون في حماية وتطوير وتشغل المواقع السياحية ومساهمتها في توفير فرص العمل للشباب وبشكل مستدام، فضلا عن التفاعل الكبير للمجتمع المحلي من خلال مشاركة محافظي الغاط والزلفي والمذنب ووكيل إمارة جازان ومديري المكاتب في كثير من المناطق في هذه الدورات.

الجدير بالذكر أن برنامج «لا يطيح» هو برنامج يهدف إلى تمكين وإشراك المجتمع المحلي في برامج التنمية السياحية المستدامة من خلال توفير فرص العمل المناسبة ومنها البناء بالمواد التقليدية (الطين والحجر) في القرى التراثية، مما يسهم في تشجيع الاستثمار ورفع المستوى المعيشي لفئات المجتمع ومن بينهم الشباب، كما يهدف إلى التعريف بأساليب البناء التقليدي وإيجاد فرص عمل استثمارية في مجال مواد البناء التقليدي وبناء القدرات المهنية للمقاولين والمجتمع المحلي وتشغيل المواقع التراثية.