«الثقافة الإعلامية» مادة في مدارس التعليم العام الخليجية

يستهدف تنمية القراءة الواعية لدى الطلاب

TT

في خطوة للرفع من الثقافة الإعلامية لدى الطفل الخليجي، كشف مسؤول رفيع بمكتب التربية العربي لدول الخليج لـ«الشرق الأوسط» عن برنامج تثقيفي يستهدف طلاب وطالبات مدارس التعليم العام بدول الأعضاء بالمجلس، عبر برنامج «الثقافة الإعلامية» والذي يعتبر منهجا تقويميا للرسائل الإعلامية التي تقدمها وسائل الإعلام المختلفة، ويركز على إكساب المستهدفين به مهارات التفكير الناقد والقدرة على القراءة الواعية لتلك الرسائل الإعلامية بمختلف أشكالها.

وقال الدكتور علي بن عبد الخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج في حديث خص به «الشرق الأوسط»: «إن البرنامج (الثقافة الإعلامية) سيطلق خلال الأشهر الخمسة المقبلة، بعد الانتهاء من الدراسة التي تناولت وضع المحتوى التنفيذي والإجرائي له»، وموضحا ابتعادهم عن الطريقة التقليدية في مثل تلك البرامج، ولافتا لتركيزهم على تنمية المهارات بدل تقديم المعلومة على هيئة محاضرة أو ندوة، ولافتا إلى أن البرنامج يعتمد على القراءة الواعية للمقالات الصحافية والبرامج المرئية عبر وسائل الإعلام، مما يمكن المستهدفين به من القدرة على التحليل وقراءة ما وراء الخبر.

وبين القرني أن الرسائل الإعلامية بمختلف أشكالها تعد تحديا يواجه التربويين في الوقت الراهن، لما تمثله في بعض جوانبه من رسائل ذات طابع سلبي على وعي المتلقي، ومشيرا إلى أن تبنيهم لهذا البرنامج يأتي ضمن سلسلة من البرامج التربوية والتعليمية، والتي يطلع المكتب بتقديمها في المجال التعليمي والتربوي بالدول الأعضاء.

وكشف القرني عن تبني المكتب في دورته المالية القادمة مشروعا آخر في المجال الإعلامي، مبينا أنهم بصدد إطلاق برنامج «رسائل إعلامية»، والتي تمثل رسائل تربوية وتثقيفية تتضمن قيما تعليمية وتربوية واجتماعية موجهة لمختلف شرائح المجتمع، ولافتا إلى أن العمل جرى للتنسيق مع عدد من وسائل الإعلام المحلية بدول المجلس لعرض تلك الرسائل عبر قنواتهم ومطبوعاتهم الإعلامية.

وكان مكتب التربية العربي لدول الخليج في الفترة الماضية أنهى كافة الأعمال المتعلقة بإعداد المنهج والمحتوى الخاص ببرنامج الأطفال الشهير «افتح يا سمسم»، والذي تعتزم إحدى المؤسسات الإعلامية الخليجية الخاصة بإطلاق نسخته الجديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وأشار المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج إلى أن دورهم في المكتب كان مقتصرا على الإعداد للمحتوى الخاص بالبرنامج، ومشيرا إلى عقدهم لعدد من ورش العمل، والتي كان آخرها ورشة عمل قبل 6 أشهر مضت، وضمت عددا من التربويين والإعلاميين والمختصين لوضع الإطار العام لمحتوى برنامج «افتح يا سمسم».

وبين القرني أن حفل إعلان جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج، والذي أقيم يوم 15 أبريل (نسيان) الحالي، شهد تدشين ذلك المحتوى بشكل رسمي، من قبل وزير التربية والتعليم بالسعودية، وموضحا أن دورهم في الفترة المقبلة سيقتصر على المتابعة لضمان سلامة المحتوى وتطبيقه وفق الرؤية التي أعد من أجلها.

وأكد القرني على أن المحتوى الخاص بـ«افتح يا سمسم» في حلته الجديدة روعي فيه العادات والتقاليد الخاصة بمنطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى احتوائه على مهارات تعليمية وتربوية متعددة كمهارات الحاسب الآلي والتفكير الناقد، مؤكدا أن توليهم مهمة إعداد المحتوى والمنهج للبرنامج جاء بناء على اتفاقية بين مكتب التربية العربي والشركة الأميركية الأم لبرنامج «افتح يا سمسم».

وفي جانب آخر كشف المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج أن جائزة المكتب في دورتها المقبلة ستركز على اللغة العربية في التعليم العام، معتبرا أنه المرة الأولى التي يخصص موضوع محدد للجائزة، والتي مضى على إطلاقها ما يزيد على 7 سنوات.

وأكد القرني أن تخصيص محور اللغة العربية في التعليم لجائزة المكتب جاء بناء على ما يلاحظ من تدنٍ في مستوى المخرجات التعليمية في مجال اللغة العربية، والضعف والقصور اللذين يعاني منهما معلمو العربية في مدارس التعليم العام بكافة دول مجلس التعاون الخليجي، ولافتا إلى أن الجائزة تستهدف تطوير المعلمين والمنهج التعليمي للغة العربية بالتعليم العام.

وشدد القرني على أن البحوث والدراسات التي تقدم لنيل جائزة المكتب تخضع لعملية بحث وتمحيص من قبل لجنة تحكيم متخصصة وتستمر أعمالها لما يقارب العامين لترشيح الدراسة المستحقة للفوز بجائزة المكتب، ولافتا إلى أن إنشاء مركز اللغة العربية بالشارقة يأتي معززا للدور الذي يطلع به المكتب لخدمة اللغة العربية إقليميا وعربيا.

يشار إلى أن جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج تمت مضاعفة قيمتها المالية هذا العام لتصل إلى 200 ألف ريال، تمنح لأحد البحوث أو الدراسات المتميزة في مجال التربية والتعليم، وتقضي قوانين وشروط الجائزة بأن لا تمنح تلك الجائزة إلا للباحثين ممن يتمتعون بجنسية إحدى الدول الأعضاء بالمجلس.