«لقاءات جدة» يختتم أعماله بتسجيل 14.473 باحثا عن العمل من الجنسين

كشف ارتفاع عدد الباحثات عن العمل مقابل الذكور.. وشهد 57 مقابلة كل ساعة

TT

كشف الملتقى الثاني لتوطين الوظائف «لقاءات»، المقام بمركز جدة للمنتديات والفعاليات ارتفاع عدد الباحثات عن عمل من النساء مقابل الذكور، مسجلا 14.473 باحثا عن عمل من الجنسين، خلال أيامه الخمسة التي اختتمت أول من أمس، وشهد إجراء 57 مقابلة عمل كل ساعة.

الملتقى الذي رعاه المهندس عادل فقيه وزير العمل، رئيس مجلس إدارة صندوق تنمية الموارد البشرية، بلغ عدد الباحثات عبره عن عمل 7826 من النساء، فيما بلغ عدد الذكور 6647، وتمت مواءمة 4885 لشغل الوظائف المعروضة للجنسين.

وفي إطار جهود «لقاءات» لرفع معدلات الوعي بسوق العمل ومتطلبات توطين الوظائف، عقد على أرض الملتقى 33 ورشة عمل هدفت لنشر التوعية في المنشآت من جانب، والباحثين عن عمل من جانب آخر، لإكسابهم الطرق العلمية للتوظيف حسب المنهج الذي تطرقت له «لقاءات»، بلغ فيها معدل المستفيدين من النساء في الورشة الواحدة 80 مستفيدة، مقابل 30 مستفيدا من الرجال في الورشة الواحدة.

وتناولت الورش بناء الثقة والترويج للصور الإيجابية، والإرشاد المهني، وأفضل أخلاق وبيئات العمل، وإدارة التوقعات والصورة الذهنية، ومبادئ توظيف المعاقين.

وأوضح محمد موصلي مدير مبادرة «لقاءات» أن 60 منشأة من مختلف الأنشطة الاقتصادية في القطاع الخاص، شاركت بتقديم أكثر من 5000 وظيفة للباحثين عن العمل من الجنسين المسجلين في لقاءات، شملت تخصصات إدارية ومحاسبية وطبية. وبين تقدم كبرى الشركات في جدة كمجموعة بن لادن والزاهد وبن زقر وبوبا العربية وشنايدر والجفالي وبنك ساب وبنك البلاد. ولفت إلى أن «لقاءات» تعد المبادرة الأولى من نوعها في كونها مبادرة وطنية لتوطين الوظائف عبر عدة محطات في المدن الرئيسية لإيجاد وظائف لآلاف الباحثين عن عمل لدى منشآت القطاع الخاص، وسد حاجة الشركات الراغبة في التوطين بكوادر وطنية مؤهلة، عبر عقد شراكات عدة مع الغرف التجارية، والتعليم العالي، والتعليم المهني، ومنشآت القطاع الخاص. وشدد موصلي على أن الاستراتيجية التي تقوم عليها «لقاءات» تسعى لإحلال نتيجة «التحليل المهني» ضمن فرص توظيف الشباب إلى جانب المؤهل والخبرة، إذ إن الغرض من إجراء التحليل المهني كشف القدرات المهنية الكامنة لتنميتها بالتدريب والممارسة، مما يعزز فرص التوظيف للباحث عن العمل، ويعزز استقراره الوظيفي بحماس. كما يعمل «التحليل المهني» على تحييد الحكم السطحي من خلال المقابلة الشخصية أو قلة الخبرة للباحث عن العمل.

ولفت إلى أن المستفيدين من برنامج «حافز» لهم الأولوية للمشاركة في «لقاءات»، وفي ذات الوقت لن يؤثر عدم اشتراكهم في «لقاءات» أو نتيجة «التحليل المهني» على علاقتهم ببرنامج «حافز»، إذ إن الأخير هو برنامج إعانة للباحثين عن العمل بالدرجة الأولى، في حين أن منهجية «لقاءات» تعتمد على فرز الباحثين عن عمل في قاعدة معلومات «حافز»، ودعوتهم لإجراء التحليل المهني ومن ثم ربطهم بصاحب العمل بشكل مباشر من خلال برنامج «لقاءات».

ودعا مدير الملتقى شركات القطاع الخاص إلى تكاتف الجهود وعقد شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، من أجل رفع مستوى دخل المواطن، وتقليص نسب البطالة، مشيرا إلى أن صندوق تنمية الموارد البشرية سيدعم راتب الموظف المستجد بنسبة 50 في المائة لمدة سنتين، إضافة إلى فترة التدريب، وسيتيح الصندوق للمنشآت المشاركة فرصة الحصول على التحليل المهني الدقيق للمرشحين للعمل، حيث ستسهل نتائج هذا التحليل مهمة انتقاء الموظفين المطلوبين وتقوم مقام السير الذاتية على أكثر من صعيد وبشكل أكثر مصداقية ومواءمة للمتطلبات الفعلية للمنشآت.

على ذات الصعيد، كشفت المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني عن إطلاقها عددا من البرامج المشتركة مع القطاع الخاص من ضمنها برنامج الشركات الاستراتيجية، والذي يهدف إلى إيجاد كوادر بشرية ذات تدريب عال، تتمتع بقدرات إبداعية ورغبة قوية في العمل.

وأوضح معدي بن ذياب البقمي مشرف إدارة شؤون الخريجين بالمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني لـ«الشرق الأوسط» أن عدد المتدربين بلغ 37450 متدربا من 28 معهدا.

وأشار إلى برنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك المنتهي بالتوظيف وأن مجموع مهن البرنامج بلغ 52 مهنة منها 10 مهن للسفر والسياحة تتغير حسب متطلبات سوق العمل.

وفي أروقة المعرض اتفق بعض خبراء التوظيف في الشركات العارضة على أن اللغة الإنجليزية مثلت العائق الأكبر أمام المتقدمين للعمل، حيث بين علي عسيري مدير الموارد البشرية بأحد الفنادق أن الصعوبات التي تواجه المتقدمين تتمثل في النظرة الاجتماعية للباحثين عن عمل للقطاع الخاص، وضعف الدور الإعلامي حول تثقيف الباحثين. وحول تأهيل المتقدمين للعمل في القطاع الفندقي، أوضح أن الشركات تقوم بعمل دورات تأهيلية كدورة مهارات الاتصال وتسويق المبيعات لتأهيل المتقدمين للعمل بالفنادق، لكنه استدرك بالقول إن القطاع الخاص يعاني من ظاهرة التسيب الوظيفي، مشيرا إلى أن السبب يعود إلى ثقافة العمل لدى بعض الشباب.

من جهته، يرى الحسن بخاري مسؤول التوظيف في إحدى الشركات أن بعض الباحثين عن العمل يشترط وجود مميزات في العمل، كما يستهدف الوظائف الإدارية والتوقيت والإجازات، مبينا غياب ثقافة العمل عن كثير من المتقدمين للتوظيف.

وأكد عدد من الشباب والشابات الباحثين عن عمل في «لقاءات» أن اللغة الإنجليزية شكلت أهم العوائق لتوظيفهم، حيث ذكر تركي الشبيلي وهو حامل لشهادة بكالوريوس في المحاسبة أن عددا كبيرا من الشركات العارضة لم توفر وظيفة محاسب، بل اكتفت بوظائف خدمة العملاء والموارد البشرية بالإضافة إلى طلب الخبرة في العمل. فيما يشير مؤيد الطلحي، والذي يحمل مؤهل الثانوية، إلى أن بعض الشركات تطلب شهادة اللغة الإنجليزية بين ثلاثة إلى خمسة مستويات، وقال إنه لاحظ تدني الأجور في عدد من الشركات العارضة.