«التخصصي» ينجح في علاج حالة نادرة لطفلة دون العامين بفكين ملتصقين

4 ساعات مدة عمليتها.. وتسجيل 14 حالة مشابهة على مستوى العالم

الفريق الجراحي يطمئن على وضع الطفلة السعودية الصحي قبيل مغادرتها مستشفى التخصصي بالرياض («الشرق الأوسط»)
TT

سجلت العاصمة السعودية الرياض سابقة طبية في مجال جراحة التشوهات الخلقية لطفلة سعودية تبلغ من العمر عاما ونصف العام، تعاني من التصاق عظام الفكين بعضها ببعض، مما يعوق أداء الوظائف الطبيعية للفم كالتغذية والتحدث، وتعد تلك الحالة من الحالات النادرة، حيث لم تسجل سوى 14 حالة مشابهة على مستوى العالم.

وكان فريق جراحي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض نجح في علاج ذلك التشوه الخلقي النادر للطفلة السعودية، بعد أن أجريت لها عملية استغرقت ما يزيد على 4 ساعات.

وأوضح الدكتور مساعد باحاذق، استشاري ورئيس شعبة جراحة الوجه والفكين بالمستشفى التخصصي، أن الطفلة مصابة بمتلازمة العظمية النادرة، موضحا أنه بلغ عدد الحالات المسجلة حتى نهاية عام 2010 على مستوى العالم 14 مريضا فقط، توفي منهم اثنان في غرفة العمليات في حين احتاج معظم المرضى الآخرين لعدة عمليات جراحية بعد فشل العملية الأولى إثر عودة التصاق الفكين مرة أخرى.

وبين باحاذق أنه تمت متابعة الطفلة في عيادة الأسنان بالمستشفى التخصصي منذ عدة أشهر لفحصها وإجراء التحاليل والأشعة اللازمة حتى تصل إلى مرحلة النمو المناسبة لإجراء العملية الجراحية، وذلك ببلوغها عاما ونصف العام.

وكشف باحاذق عن أن الطفلة خضعت قبل أيام لعملية امتدت لأربع ساعات تحت التخدير العام، تم خلالها فصل عظام الفكين وإصلاح المنطقة الداخلية للخدين، وتوسيع فتحة الفم إلى 3 سم بعد أن كانت 1 سم، مشيرا إلى أن صعوبة العملية تكمن في احتمالية حصول نزف شديد؛ نظرا لقربها من الأوعية الدموية الرئيسية المغذية للوجه، إضافة إلى قربها من الأعصاب المسؤولة عن الإحساس في منطقة الشفتين.

وأوضح استشاري ورئيس شعبة جراحة الوجه والفكين بالمستشفى التخصصي أن الطفلة غادرت المستشفى وهي تتمتع بصحة جيدة بعد مرور أسبوع على إجراء العملية، خضعت خلاله لبعض الإجراءات التي تضمن عدم التصاق الفكين مجددا.

من جانبه قال الدكتور سليمان الرويلي، استشاري جراحة الوجه والفكين المشارك عضو الفريق الجراحي الذي أجرى العملية: «إنه ستتم متابعة الطفلة طبيا لعدة سنوات لتقديم الرعاية اللازمة لها»، موضحا أن لدى الطفلة أسنانا أمامية، إلا أن هذه الحالة المرضية تمنع ظهور الأضراس الخلفية، الأمر الذي يستدعي مستقبلا تعويضها بتركيبات سنية مؤقتة، وحين يكتمل نموها ببلوغها 18 عاما ستجرى لها عملية استطالة للفكين وزراعة أسنان دائمة لتمارس حياتها بشكل طبيعي، نظرا لعدم إمكانية القيام بهذا الإجراء في مرحلة الطفولة.