تكتل مصممي الأزياء في السعودية للاعتراف بملكية الحقوق

الملبوسات الصينية تسيطر على السوق بنسبة 75%

سوق الأزياء السعودية قوية وجاذبة للمصممين ولكنها تخشى المغامرة
TT

تعتبر السوق السعودية من أقوى الأسواق العربية والعالمية في مجال الأزياء، وتؤكد الدراسات أن الشركات الغربية تسيطر على نسبة كبيرة منها، الأمر الذي اعتبره البعض دافعا قويا أمام مصممين الأزياء السعوديين لطرح جديدهم فيها بهدف منافسة التصاميم الغربية التي تقف في أغلب الأحيان عائقا أمام انتشارها.

وأوضح عبد الله بن شويل، مصمم وخبير الأزياء السعودي، أن كمية ما تصدره شركات الأزياء الصينية للسعودية يعتبر أكبر دليل على قوة السوق السعودية التي أصبحت تسيطر عليها الملبوسات الواردة من هناك بنسبة تزيد على 75 في المائة، أصبح ذلك دافعا قويا أمام المصممين السعوديين بشكل خاص والعرب لطرح جديدهم فيه.

وأكد حاتم العقيل، مصمم الأزياء، أن السوق السعودية قوية ولكنها بحاجة إلى المغامرة، وقال «السوق المحلية قوية وجاذبة للمصممين، ولكنها حريصة وتخشى المغامرة على الرغم من أهمية التغيير والتطوير في عملية جذب الجمهور بالتصاميم والأفكار الجديدة والغريبة التي ستؤثر بشكل إيجابي على عملية البيع والشراء»، لافتا إلى أن من عيوب السوق السعودية «التقليد دون الابتكار».

ويوافقهما الرأي مصمم الأزياء السعودي سراج سند، حيث قال «السوق السعودية سوق كبيرة وتستوعب الكثيرين، ولكن المشكلة تكمن في قلة المصممين السعوديين القادرين على تحريك خط الموضة».

ويرجع البعض غياب ظهور أسماء مصممين سعوديين داخل السوق السعودية التي تستوعب الكثيرين، إلى غياب دور عروض الأزياء في السعودية وقلة الاهتمام بفن تصميم الأزياء وعرضها أكاديميا، حيث تفتقد السعودية وجود معاهد أو أكاديميات تهتم بتعليم وتدريب هذا الفن للنساء والرجال، إضافة إلى طبيعة المجتمع السعودي التقليدي، بينما أرجعه البعض الآخر إلى إهمال وسائل الإعلام للمصممين المبدعين السعوديين وتركيزها على التصاميم الأجنبية التي فرضت نفسها منذ القدم.

وفي ذلك يقول بن شويل «مصممي الأزياء السعوديين موجوديو بكثرة، إلا أنهم لم يجدوا فرصتهم في الظهور والترويج الإعلامي»، لافتا إلى أن «هذه إحدى مشاكل الإعلام خاصة السعودي، الذي بات يركز على المصممين العرب والغربيين، ويتناسى دائما من هم داخلها على الرغم من امتلاكهم الإبداع الذي قد يغلب من يُظهرهم ويركز عليهم في الخارج».

إلا أن المصمم السعودي سراج سند يرى أن المشكلة تكمن في ندرة المواهب الموجودة في هذا الجانب داخل السعودية، منوها إلى أن افتقار السعودية لمعاهد متخصصة في هذا المجال أدى إلى غياب وجود أسماء سعودية بشكل كبير في مجال تصميم الأزياء.

ويعتبر سند أن تصميم الأزياء فن كالرسم والغناء يتم بلورته وصقله باكتساب الخبرة أو الاطلاع والدراسة، إلى جانب دعم المجتمع الذي له دور كبير في تطوير هذه المواهب من خلال تقبله لها.

وأشار إلى أن المجتمع السعودي لم يتقبل حتى الآن فكرة وجود مصممي أزياء خاصة من الذكور «استنكار المجتمع للمصممين أو عارضي الأزياء السعوديين».

وهنا يقول العقيل إن الجيل الحالي يوجد لديه وعي في مجال تصميم عرض الأزياء «لامست من خلال عملي كمصمم إقبالا كبيرا من الشباب السعودي على هذه المهنة سواء كعارض أو مصمم، وغالبا ما يسألون عنها ويطالبون بتوظيفهم وتعليمهم أيضا». وأضاف: «تصميم الأزياء وعرضها مهنة كباقي المهن تفتح بيوتا ولها مردود ودخل مادي».

وتؤكد هلا العيطة، مصممة الأزياء السعودية، أن هناك إقبالا كبيرا على تعلم تصميم الأزياء من قبل الفتيات، وقالت: «لامست من خلال عملي في بعض أقسام الكليات والمعاهد التي فتحت مؤخرا لتعليم تصميم الأزياء - ونتمنى أن نرى الكثير منها - أن هناك إقبالا شديدا من قبل الفتيات على تعلم كيفية تصميم الأزياء»، مستنكرة في الوقت ذاته وفي ظل وجود هذا الكم من الفتيات اللاتي لديهن موهبة التصميم عدم اهتمام الدولة بتنميتها والاستفادة منها مستقبلا.

وفي الوقت ذاته طالب مصممو الأزياء السعوديين بوجود جهة خاصة تقوم بحماية حقوقهم الفكرية والأدبية، لا سيما أن هذا الأمر يشكل عائقا أمام العاملين في هذا المجال، أوضح بن شويل أن مصمم الأزياء يجهد نفسه للحصول على فكرة التصميم التي تتسرب بكل بساطة إلى الغير ويعتبرها ملكا له، وقال: «الفكرة تأخذ وقتا لتظهر بالشكل اللائق الذي يتابعه العميل أو الزبون، وعدم القدرة على حفظ الحق يشجع الكثير على تقليد الفكرة وطرحها بسعر ربما أو أقل أو أكثر من المصمم صاحب الفكرة».

واستطرد شويل «هذا إلى جانب العمالة التي أصبحت هي نفسها تتاجر بإنتاج التصميم والفكرة دون وجود رقيب على هذا القطاع، الأمر الذي يشكل عائقا كبيرا أمام المصممين»، وطالب بضرورة وجود جهة خاصة لهذا القطاع تساهم في حل مشاكلهم وطرح أفكارهم أو تقديم الدعم لمن يحتاجه في هذا المجال.

بينما يرى سند أن هذه المشكلة تكمن في جميع المجالات وليس فقط مجال الأزياء، وقال «يجب أن يكون هناك دور لوزارة الثقافة والإعلام، أو أن يكون لدينا نقابة هيئة خاصة بمصممي الأزياء، حتى لا نتهم بالفلسفة ويحدث صدام بيننا نحن كزملاء مهنة، واقترح سند وجود نقابة لحفظ الحقوق وأن يكون هناك متحدث رسمي يتكلم باسم المصممين، ويحدد ما سنطرحه هذه السنة - على سبيل المثال».

وأكد بن شويل ضرورة صقل هذه المواهب الموجودة في السعودية بالتعليم والتدريب، وطالب من المسؤولين دعم مثل هذه الأفكار وتسهيل إجراءات تنفيذها، وقال: «يمكن لوزارة التعليم أو المعاهد المهنية المساهمة في تنفيذ مشروع من هذا النوع».