مسابقة لـ«الأيتام» تضع جمعية خيرية في وجه مدفع «نقد المجتمع»

امتعاض من تخصيصها مبلغ 50 ألف ريال كجوائز في ظل حاجة اليتيم للدعم المادي

TT

لم يدر بخلد القائمين على إحدى الجمعيات الخيرية، أن يتم تفسير المسابقة التي أطلقتها مؤخرا على أنها إهدار لأموال الجمعية فيما لا يفيد، في ظل حاجة الأيتام الذين ترعاهم الجمعية للدعم المالي، وذلك في ظل تخصيص مبلغ 50 ألف ريال كجوائز لمسابقة «شارك»، التي أطلقتها الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية (بناء)، ونتيجة لهذه الخطوة فلقد تلقت الجمعية مؤخرا اتصالات عدة انتقدت توجيه هذا المبلغ في مسابقة، بحسب ما يفيد العاملون في الجمعية.

إذ قال أحد المتصلين، إنه «كان من المفترض أن ينفق هذا المبلغ في رعاية الأيتام وليس كجوائز توزعها الجمعية على أناس قد لا يكونون بحاجته». وتضمن اعتراض متصلة أخرى قولها «إن أسر الأيتام هي من تستحق هذه المبالغ، خاصة أنها جمعية خيرية بحاجة لمن يقدم لها الدعم والمساعدة». واقترح متصل آخر أن تكون المسابقة تطوعية لصالح الأيتام، وابتغاء الأجر والثواب من الله ومن دون مقابل.

أمام ذلك، أوضح فيصل الردادي، وهو مدير عام جمعية بناء، أن الجوائز المقدمة للمسابقة ما هي إلا تحفيز وتشجيع للمشاركين بهدف تقديم أكبر عدد ممكن من البرامج والمشاريع الإبداعية، مشيرا إلى أن فكرة المسابقة وجوائزها مقدمة من أحد الداعمين رغبة في تطوير الخدمات التي تقدمها الجمعية بما يعود بالنفع على الأيتام أولا وأخيرا، بحسب قولها.

ووفق بيان تسلمته «الشرق الأوسط» أمس، أكد الردادي أن تنفيذ البرامج والمشاريع الفائزة في المسابقة هو أيضا تبرع من قبل أحد الداعمين للجمعية، في حين وجه دعوة عامة من قبل الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية ومؤسسيها للمبدعين من جميع الجنسيات ممن تجاوزوا 15 عاما للمشاركة بأفكار إبداعية تخدم الأيتام وأسرهم.

من جانبه، أكد ناصر الحميدان، وهو مدير إدارة اللجان والبرامج بالجمعية، على قوة التفاعل الجماهيري مع مسابقة «شارك» التي أطلقتها الجمعية مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي لليتيم وتهدف إلى تشجيع الأفكار الإبداعية التي يمكن أن تعود على الجمعية وإداراتها بالفائدة في جميع الجوانب الخدمية التي تقدمها للأيتام وأسرهم.

وحول شروط المسابقة، ذكر الحميدان ضرورة أن تكون فكرة المسابقة متميزة، مع إمكانية تطوير فكرة سابقة، بحيث يتم تقديم فكرة المشاركة إلكترونيا ويسلم الـCD لاحقا، مشيرا إلى أن ملكية الفكرة من حق الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (بناء)، وأنه لا يحق للمشارك المشاركة بأكثر من فكرة لبرنامج واحد فقط، مع السماح بالمشاركات الجماعية على ألا يتجاوز عدد المشاركين في البرنامج الواحد ثلاثة أشخاص لتقديم برنامج واحد، وأكد ضرورة إرفاق مسوغات ومشفوعات فكرته مع الاستمارة.

وعن كيفية الاشتراك بالمسابقة أفاد مدير إدارة اللجان والبرامج بالجمعية بأنه يتم تقديم الأفكار عن طريق استمارة مشارك على موقع الجمعية، مشيرا إلى أن آخر موعد لاستقبال المشاركات هو منتصف شهر مايو (أيار) المقبل. وأوضح الحميدان أنه في حال تساوت درجات المشاركين يتم الاتصال عليهم مباشرة والاستفهام للترجيح بين المشاركات، وفي حالة تساويها في التقييم يتم تقديم الفائز على أنه مكرر، أما في حالة عدم استيفاء العدد المطلوب للجوائز في كل فرع من فروع المسابقة تحجب الجائزة، مؤكدا أنه يحق للمشارك أن يرفق على الموقع كل ما من شأنه توضيح فكرته من إلكترونية.

يذكر أن الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية (بناء) هي أول جمعية متخصصة في رعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية ويترأس مجلس إدارتها الأمير تركي بن محمد بن فهد، وتسعى الجمعية منذ تأسيسها عام 1431ه لتحقيق أهدافها في تقديم رعاية كاملة للأيتام فاقدي الأب أو الأبوين معا، ومد يد العون لهم ليكونوا عناصر بناء في المجتمع، في حين تتلخص رسالة الجمعية في تقديم برامج وخدمات متكاملة ذات جودة عالية للأيتام وأسرهم بالمنطقة الشرقية؛ وذلك لبناء شخصية اليتيم دينيا واجتماعيا وتربويا عبر شراكات فاعلة مع مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية والمشاركة في صياغة السياسات والأنظمة بما يكفل حقوق اليتيم وتهيئة الظروف والبيئة الصالحة؛ ليكون مواطنا صالحا ومنتجا في مجتمعه.