«رعاية الشباب» تدعو إلى حل إدارة نادي الصم وإعادة تشكيلها بـ«دماء» جديدة

أرجعت سبب الإشكالية إلى «احتكار» رئاسته من «كبار السن»

طاقات شبابية كبيرة بين شريحة الصم التي اندمجت في أعمال مختلفة («الشرق الأوسط»)
TT

ضمن مستجدات طرأت على قضية إغلاق نادي الصم بجدة، دعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إلى حل إدارة النادي القديمة بالكامل وتشكيلها من دماء جديدة شابة بعد أن أمضى رئيس نادي الصم في جدة قرابة 11 عاما في منصبه، وذلك في وقت امتنع فيه نحو 105 من منسوبي النادي عن التصويت لصالحه عقب استبعاد المرشّح الثاني خلال انتخابات رئاسة النادي الأخيرة.

وأرجع عبد الله العيسى أمين عام اتحاد الصم في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أسباب الإشكاليات التي شهدها وما زال يعيشها نادي الصم بجدة إلى احتكار رئاسته على مجموعة وصفهم بـ«كبار السن»، مؤكدا وجود طاقات شبابية ذهبية يملكون الحماس لإدارة النادي، غير أنهم لم يعطوا الفرصة لذلك نتيجة أسباب اعتبرها «شخصية».

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «كان نادي الصم بجدة يحقق المراكز الأولى في البطولات الرياضية، إلا أنه بدأ مؤخرا بالانسحاب من المشاركات جرّاء الإشكاليات الموجودة في إدارته»، مشيرا إلى أن تلك القضية ما زالت تدور في حلقة مفرغة -بحسب تعبيره -.

وبيّن أن استبعاد المرشح الثاني من انتخابات رئاسة نادي الصم بجدة جاء ضمن خطاب رفع به فرع رعاية الشباب في جدة إلى الرياض، والذي يحمل خبر الاستبعاد لمخالفات لم يتم توضيحها حتى تلك اللحظة، مشددا في الوقت نفسه على أن رعاية الشباب في الرياض تؤيد بالكامل الصم وتعطيهم حق التصويت والانتخاب.

وأكد عدم وجود أي مبرر ملموس أو ورقي لاستبعاد المرشح الثاني في وقت متأخر من يوم التصويت، وهو ما دفع بالصم إلى رفع تظلمهم لرعاية الشباب أولا في الرياض، بهدف معرفة الأسباب الحقيقية لاستبعاد مرشحهم الثاني.

وأضاف: «عقدت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الرياض اجتماعا رسميا بمحضر ذكر فيه الأسباب والحلول، وعلى أساسه أصدرنا قرارا بإعادة انتخابات رئاسة نادي الصم بجدة، غير أن تظلّم الرئيس الحالي لديوان المظالم تسبب في إيقاف تطبيق هذا القرار الذي كان قاب قوسين أو أدنى»، موضحا أن الموضوع حتى الآن لا يزال بين شد ومد.

وذكر أمين عام اتحاد الصم في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرياض، أن الرئاسة لا تنظر إلى شخص بعينه، وإنما الهدف الأول والأخير هو نجاح النادي في خدمة تلك الفئة وفق الضوابط والأنظمة، إلا أن العلاقات الشخصية راح ضحيتها النادي ومنسوبوه.

واستطرد في القول: «إذا كان فرع رعاية الشباب في جدة يرى أن المرشح الذي تم استبعاده غير مؤهل رغم عدم وجود دليل مادي يثبت ذلك، فلا بد أن يتم اختيار مرشحين آخرين في ظل وجود الكثير من الصم الأذكياء والقادرين على احتلال تلك المناصب، عدا عن أن إدارة النادي الحالية لها نحو 11 عاما ويفترض تغييرها كل أربع سنوات».

ومع استمرار إغلاق نادي الصم بجدة، بدأ منسوبوه في التوجه إلى المقاهي العادية للتنفيس عن أنفسهم، إلى جانب إنشائهم مخيّمين يجتمعون فيهما بهدف قضاء أوقات فراغهم هناك.

أحد الصم والذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» بلغة الإشارة وتبدو عليه ملامح الانفعال، أكد أن منسوبي النادي وأعضاءه لم يروا طيلة سنوات وجودهم في نادي الصم صندوق اقتراع على أرض الواقع.

ويقول: «قبل أربع سنوات قامت إدارة النادي بدعوتنا إلى حفل عشاء أخبرونا بأنه اجتماع الجمعية العمومية للنادي، إلا أنه في اليوم التالي أعلنوا فوز الرئيس الحالي للنادي بالانتخابات التي لم نشارك أساسا في التصويت بها».

في حين أفاد توفيق، أحد أعضاء نادي الصم بجدة، أن نحو 105 من الصم أخرجوا ورقة سجلوا فيها أسماءهم وتوقيعاتهم ليثبتوا فيها امتناعهم عن التصويت لرئيس النادي الحالي في الانتخابات التي تم استبعاد المرشح الثاني منها، مبينا أن إدارة النادي حددت نحو 42 عضوا مسموحا لهم بالتصويت في الانتخابات، والتي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إذ تحوي اسم أحد أعضاء نادي الصم بمكة المكرمة.

وزاد: «تم استبعاد اسمي من قائمة المسموح لهم بالتصويت رغم أنني عضو في النادي منذ نحو 11 عاما، وذلك بسبب مناقشة قضية عدم توفر مترجمين للغة الإشارة بالنادي في وجود مندوب من رعاية الشباب، غير أن رئيس النادي هدد بإخراجي، وحينما استفسر المندوب عن ما حدث وقتها تمت ترجمة الموقف بشكل خاطئ لإقناعه بعدم وجودي أي إشكالية». وفي الوقت الذي أكد فيه أحمد الروزي مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة، على أن استبعاد المرشح الثاني من الانتخابات جاء نتيجة عدم اكتمال أوراقه، دحض محمد الزهراني وهو المرشح المستبعد ذلك السبب بتقديم استمارة ترشيحه التي حصل عليها من رعاية الشباب عند تقديم ملفه، مبينا أنه لو كانت ناقصة لما استلم تلك الاستمارة.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: « كل ما نريده هو إعادة الانتخابات فقط، ولا سيما أن النظام المتبع في جميع النوادي التابعة لرعاية الشباب هو إجراء انتخابات كل أربع سنوات لضخ دماء جديدة، وهذا غير مطبّق في نادي الصم بجدة الذي يعد حقا للجميع وليس حكرا على أحد». وأبان أن أقوال فرع رعاية الشباب بجدة متضاربة حول الأسباب الحقيقية وراء استبعاده من الانتخابات، إذ إنهم في بداية الأمر أرجعوا ذلك إلى عدم اكتمال أوراقه، وحينما جادلهم بحصوله على استمارة الترشيح أخبروه بأن شروط الترشح لرئاسة النادي تستوجب عدم التحاق المرشح بأي نشاط رياضي، غير أنه كان قد قدّم استقالته من مهمة مدرب رياضي قبل الانتخابات، والتي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» والموافق عليها من قبل إدارة النادي أيضا.

وزاد: «بعد ذلك أخبروني بوجود ملف سرّي دون إعطائي أي تفاصيل عنه رغم أنني صاحب الشأن ومن حقي معرفة الأسباب وراء استبعادي من الانتخابات»، مؤكدا وجود تلاعب بين أعضاء إدارة نادي الصم بجدة باعتبارهم لا يلتزمون بتطبيق أي أنظمة أو قوانين.

بينما أبان مشرف الشهري أحد أعضاء نادي الصم بجدة، أن أي نادٍ يشترط وجود بطاقات عضوية لأعضائه كي يعطيهم حق التصويت في الانتخابات، إلا أنهم لا يملكون بطاقات على الرغم من دفعهم رسوم تلك العضوية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بعد صدور قرار رعاية الشباب بإعادة انتخابات رئاسة نادي الصم، وقبل رفع الرئيس الحالي بالتظلم لإيقاف تنفيذه، كان النادي يصدر إعلاناته حول ضرورة دفع رسوم العضوية وإصدار البطاقات للتصويت في الانتخابات الجديدة، وقد قمنا بدفع الرسوم فعلا، إلا أنه صدر قرار بإيقاف تنفيذ ذلك القرار، وهو ما يثبت تلاعب إدارة النادي بنا».

وأرجع الصم في نهاية حديثهم سبب تجمعهم أمام مبنى المحكمة الإدارية بجدة الأسبوع الماضي إلى رغبتهم في إيصال الصورة الحقيقية للمسؤولين والمتضمنة حقهم الكامل في إعادة الانتخابات مرة أخرى وبشكل نزيه، ولا سيما أن نادي الصم بجدة حكومي ومثله مثل أي نادٍ يتبع لرعاية الشباب، مما يحتم ضرورة إلزامه بتطبيق الأنظمة المطبقة على بقية الأندية.