«أفلاطون» يعود من جديد لتلاميذ مدارس التعليم العام بالسعودية

بمبادرة تستهدف تعليم المسؤولية الاجتماعية والمالية.. وتجمع ثلاث جهات حكومية

TT

في خطوة لتعزيز وتنمية مهارات المسؤولية الاجتماعية والمالية لدى طلاب مدارس التعليم العام بالدول العربية، وضمن مبادرة عالمية يستهدف المعهد العربي لإنماء المدن تطبيقها في دول الخليج العربي، بعد نجاح تطبيقها في أكثر من 100 دولة حول العالم، منها 10 دول عربية، تأتي مبادرة «أفلاطون» لتعليم الأطفال واليافعين المسؤولية الاجتماعية والمالية، عبر شراكة تجمع جهات حكومية ومؤسسة دولية غير ربحية في مجال التعليم.

وأوضح الدكتور عثمان الحسن محمد نور مستشار مبادرة الأطفال والشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعضو لجنة المناهج لمنظمة أفلاطون لتعليم المسؤولية الاجتماعية، لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة تأتي ضمن مرحلة تجريبية تستهدف التعريف بالمبادرة وأبعادها التربوية والتعليمية، موضحا أن العمل قائم حاليا بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم بالسعودية واللجنة الوطنية للطفولة، ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام لأخذ موافقة رسمية بالتطبيق المرحلي للتجربة في مدارس التعليم العام بالمملكة. وبيّن الحسن أن المبادرة تستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 - 14 عاما، بينما تستهدف في جزئها الآخر اليافعين في الفئة العمرية 15 - 18 عاما، مشيرا إلى أن المبادرة تعتمد على 5 محاور رئيسية تتمثل في: الفهم الشخصي والتعلم، والحقوق والمسؤوليات، والادخار والإنفاق، والتخطيط ووضع الميزانية، وروح ريادة المشاريع الاجتماعية والمالية.

وأكد الحسن أن المبادرة صادرة عن منظمة أفلاطون، وهي منظمة تعليمية غير ربحية مقرها أمستردام (هولندا)، وأن رؤية منظمة أفلاطون تتلخص في تمكين الأطفال اجتماعيا واقتصاديا ليكونوا عناصر للتغيير في حياتهم ومجتمعهم من حولهم، لافتا إلى أن المبادرة تستند إلى اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وتدعم أهداف الألفية للتنمية وحملة التعليم للجميع.

وشدد الحسن على أن منهج المبادرة يتفق مع العادات والتقاليد والثقافة المجتمعية للبلاد، مؤكدا أن المبادرة في مضمونها تتسم بالمرونة في التطبيق والتكييف مع البيئة المجتمعية المستهدفة بها.

وحول آلية عمل المبادرة يؤكد مستشار مبادرة «أفلاطون» لتعليم المسؤولية الاجتماعية أنها تعتمد على 6 مراحل من التطبيق، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى منها تتمثل في تعريف مدارس التعليم العام بأهداف المبادرة وأبعادها وعرض لنماذج نجاح تطبيقاتها الإقليمية والدولية، لافتا إلى أن المبادرة في محتواها تشتمل على 8 كتب تمتد على 8 سنوات عمرية للطلاب، وتحتوي على مناهج تعليمية كمقررات مساندة للمنهج الدراسي وأنشطة لا صفّية يمكن تطبيقها بشكل متوازٍ مع اليوم الدراسي عبر أندية تربوية وتعليمية.

وبيّن الحسن أن المبادرة في جانب المسؤولية الاجتماعية منها تهتم بتعليم الأطفال واليافعين مهارات معرفية ولا معرفية، كالمهارات الشخصية ومهارات العمل مع الفريق ومهارات الاستماع ومهارات القيادة، مشيرا إلى أنها في جانب المسؤولية المالية تركز على مجالات الاستثمار المنتج والاستهلاك الواعي والاقتراض المنظم والتوفير للموارد سواء كانت مالية أو غير مالية، وتعليم الأطفال واليافعين نظام مهارات الادخار ووضع الميزانيات، واكتساب الثقة والمعرفة لتنظيم النشاطات والمشاريع المدرة للدخل. ويأتي مفهوم مبادرة «أفلاطون» في 4 برامج حسب الفئات العمرية للأطفال واليافعين، حيث يتسم المنهج الرسمي بـ8 كتب كأدلة تستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 - 14 عاما، بينما يستهدف برنامج المبادرة المراهقين «اليافعين» في الفئة العمرية من 15 - 18 عاما، وخصص برنامج آخر لمرحلة ما قبل التعليم العام مناهج خاصة تتفق والمرحلة العمرية في رياض الأطفال، ويتحدد البرنامج الرابع للأطفال المحتاجين إلى حماية خاصة والأطفال المقيمين في مراكز الرعاية والمشمولين بخدمات جمعيات المجتمع المدني.

وتحدث الدكتور عثمان الحسن عن مجال التدريب الذي تتطلع منظمة أفلاطون إلى تنفيذه للجهات المشاركة في تطبيق تلك المبادرة، سواء من مدارس التعليم العام الحكومية أو الأهلية، بالإضافة إلى جمعيات رعاية الأطفال والشباب بدول المنطقة، موضحا أن فريقا من المدربين المعتمدين لدى المنظمة سيقوم بزيارة لدول المنطقة لتنفيذ عدد من الدورات التدريبية لفئات من ممثلي تلك الجهات، بالإضافة إلى إعداد مدربين محليين يكونون قادرين على قيادة المبادرة داخل مجتمعاتهم، وأن يصبحوا مدربين معتمدين لها محليا.

يشار إلى أن مبادرة «أفلاطون» لتعليم الأطفال واليافعين المسؤولية الاجتماعية والمالية، ينطوي تحتها ما يزيد عن 101 دولة مطبقة للمبادرة حول العالم، بينما شملت المبادرة مشاركة ما يربو على مليون طفل ممن شملتهم المبادرة في برامجها ومناهجها التعليمية، وتتخذ المبادرة من اسم «أفلاطون» شعارا لها؛ كأداة تعبيرية عن التفكير والاستكشاف والتحقيق والتصرف لمستقبل أفضل للأطفال واليافعين بالتعليم العام.