30% من السعوديين يتناولون عقاقير محرمة في صالات كمال الأجسام

الحماسة ومغازلة الأولمبياد والاستعراض.. وراء ترويجها

شركات عالمية تسعى لترويج منتجات أنسجة من السوق السوداء («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت مصادر طبية من مغبة إقبال 30 في المائة من السعوديين لخطر الأزمات القلبية والأمراض السرطانية بسبب استخدامهم أدوية محرمة دوليا في صالات كمال الأجسام من أجل بناء أنسجة عضلية.

وقال الدكتور عبد الله الغامدي، استشاري الأمراض العصبية والخبير الرياضي، لـ«الشرق الأوسط»، إن فئة من الشباب في الوطن العربي بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، يستخدمون في أروقة الصالات الرياضية عقاقير طبية صدر بحقها محاذير طبية.

وأفاد الغامدي بأن ثمة عقاقير طبية موجودة في كثير من صالات كمال الأجسام تعتمد على ترويج عقاقير مثل بالاستيرويدات الابتنائية الكفيلة ببناء الأنسجة العضلية، وهي فئة من العقاقير الاصطناعية التي صممت لمحاكاة تأثير هرمون التستوستيرون.

وحذر الغامدي من خطورة استخدام عقار التستوستيرون في الجسم والمستمد في الأصل من الكولسترول، ومثل غيرها من هرمونات الستيرويد، مفيدا بأن التستوستيرون يدخل جسم الخلية التي تعلقها على المستقبلات والكرات داخل نواة الخلية حيث ينشط تركيب البروتينن، وتصنيع البروتين يؤدي إلى إصلاح الأنسجة والنمو، وإذا تمت زيادة تصنيع البروتين يؤدي ذلك إلى سرعة تجديد الجسم، وإعطاء سرعة الشفاء من الأمراض والإصابات.

وذهب الخبير الرياضي إلى القول: «الكثير من الستيرويدات المتوفرة حاليا في السوق هي من المنتجات الرخيصة غير المبنية على اشتراطات صحية من جهات عالمية مصرح لها، وهي عادة بضاعة تخرج من دهاليز السوق السوداء، بل نوعية مشكوك فيها، وغالبا ما تتضمن كميات صغيرة من المخدرات، وبعض هذه الأدوية قد تم الإبلاغ عن احتوائه المياه فقط، والأصباغ، أو تحتوي على زيت الفول السوداني الطبيعي».

وعزا الغامدي تدافع الرياضيين نحو استخدامها إلى أن منهم من يريد أن يحصل على المظهر الجميل والجذاب للفت الانتباه إليه، والآخر يبحث عن رفع لياقته البدنية، والبعض يبحث عن طريقة مناسبة للتخلص من السمنة والأوزان الزائدة، بينما يرى آخرون أن ممارسة هذه الرياضة للسعي في المنافسة والتحدي من خلال المشاركة في البطولات المحلية والخارجية وتحقيق الإنجازات والأرقام القياسية.

من جانبه قال صاحب إحدى الصالات الرياضية الشهيرة، رافضا الإفصاح عن اسمه، إن معظم إدارات الصالات الرياضية تحارب وجود عقاقير لبناء الأنسجة العضلية في صالاتها، معتبرا أن أي عقار لا يخضع لإشراف طبي هو أمر لا ينبغي السكوت عنه، بل يجب إبلاغ الجهات الرسمية عن خطورتها وكيف أنها تسبب مخاطر صحية كبيرة.

وأشار إلى المسؤولية الكبيرة التي تلقى على عاتق المدربين وأهمية مراقبتهم ميدانيا لمعرفة هل بالفعل يروجون سرا لمنتجات رياضية وعقاقير أنسجة محرمة دوليا، مؤكدا أن حماسة الشباب نحو بناء الأجساد الرياضية هي التي تجعلهم فريسة لتلك العقاقير.

وأكد أن من الغريب في ذلك أن أكثر المتناولين لهذه المنشطات ليسوا ممن يتنافسون في المسابقات، ولكنهم في الغالب يقومون بذلك من أجل الوصول إلى الشكل الذي يرضون عنه، مبينا أن المنشطات تشكل مشكلة خطيرة في مجال التربية البدنية والرياضية، الأمر الذي يتطلب التصدي لها من قبل الاتحادات الدولية لجميع الأنشطة الرياضية واللجنة الأولمبية الدولية وهيئة الصحة العالمية بإصدار التشريعات اللازمة للتصدي لاستخدامها، وتحميل المسؤولية على الرياضيين أنفسهم والهيئة التي يمثلها الرياضي، وتوجيه الأطباء والمدربين والإداريين العاملين في مجلات التربية البدنية والرياضية بمراعاة تنفيذ التشريعات الصادرة بخصوص منع تعاطيها.