فتح المجال أمام القطاع الطبي الخاص لعلاج متعاطي المخدرات

في ظل نقص المرافق والكوادر المتخصصة بالسعودية

TT

كشف مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» عن قرب السماح للقطاع الصحي الخاص بفتح مراكز علاجية وتأهيلية لمتعاطي المخدرات، في وقت قاربت فيه اللجان المشكلة من وزارة الداخلية والصحة من وضع المعايير والضوابط المنظمة لعملية دخول القطاع الخاص في ذلك المجال عبر فتح الاستثمار العلاجي لدعم الجهود الحكومية لمواجهة تزايد أعداد المتعاطين محليا.

وأوضح الدكتور خالد الجضعي مدير التخطيط والتطوير والمشرف على الدراسات في أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن السماح للقطاع الصحي الخاص بالدخول في مجال العلاج والتأهيل يأتي في إطار موافقة ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز بإشراك الجهود الأهلية لمكافحة المخدرات بالبلاد، وموضحا أن فتح المجال أمام المستثمرين السعوديين في ذلك المجال سيسهم في القضاء على مشكلة نقص المرافق الصحية العلاجية وقلة أعداد الكوادر الطبية المؤهلة في ذات المجال.

إلى ذلك تنظم أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات صباح يوم 1 مايو (أيار) المقبل «الملتقى الدولي السنوي الثالث، للوقاية والعلاج من تعاطي المؤثرات العقلية»، والذي يأتي ضمن اللقاءات السنوية ذات العلاقة برفع مستويات المعارف والمهارات وتبادل الخبرات في ما بين المختصين، من خلال طرح المواضيع الحيوية والمبادرة بوضع التوصيات وإقامة المناشط التفاعلية التي تزيد من قوة عمليات المواجهة مع ظاهرة تعاطي المؤثرات العقلية.

وأشار الجضعي إلى أن تنظيم الملتقى يتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، والذي تحتفل به دول العالم في 26 من مايو من كل عام، ومشيرا إلى أن تقديمهم لتاريخ انعقاد الملتقى يأتي لأسباب تتعلق بتعارضه مع الاختبارات النهائية للتعليم العام والعالي بالسعودية، ولافتا إلى حرص أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لمشاركة أكبر عدد من المتخصصين والمستهدفين بالملتقى.

وبين الجضعي أن الملتقى يهتم بالأنشطة الوقائية والعلاجية والتأهيلية، وموضحا أن العلاج والتأهيل يستهدف شريحة كانت عرضة للوقع في المخدرات، فيما محور الوقاية يستهدف الشريحة الأكبر في المجتمع المحلي.

وأكد مدير التخطيط والتطوير والمشرف على الدراسات في أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على أن لديهم برامج تهتم بالأشخاص حديثي الوقوع في المخدرات، ومؤكدا على أن تلك البرامج والتي تسمى ببرامج الاحتواء المبكر تركز على تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية في فترات زمنية متقاربة، ولافتا إلى سعيها لتحقيق معالجة للإشكاليات الجسدية كالأمراض، والنفسية والاجتماعية للمتعاطين للمخدرات.

وكشف الجضعي أن شريحة الشباب تعد الشريحة الأكثر استهدافا من قبل مروجي المخدرات بالمملكة، ومشيرا إلى أن التقديرات الأولية ترجع أسباب تزايد أعداد التعاطي بين تلك الفئة لكبر أعدادها بالمقارنة بأعداد السكن بالسعودية، حيث تقدرها الإحصاءات العامة بالبلاد بأنها تمثل 65% من إجمالي المواطنين.

وشدد الجضعي على أن تزايد أعداد المتعاطين في ظل انحسار المرافق الطبية وقلة أعداد الكوادر المؤهلة يعد من أكبر المشاكل التي تواجهها السعودية في مكافحتها للمخدرات، ومؤكدا على أن تلك الإشكالية في طريقها للحل عطفا على البرنامج الطموح الذي تعمل على الانتهاء منه وزارة الصحة السعودية المتمثل في إطلاق 17 مستشفى أمل خلال السنتين المقبلتين.

وفي ذات السياق يسعى الملتقى الدولي السنوي الثالث، للوقاية والعلاج من تعاطي المؤثرات العقلية إلى استعراض بعض ملامح التجارب العالمية من قبل عدد من الخبراء الدوليين في مجال الوقاية والعلاج والتأهيل، وكذلك التعرف على ملامح التجربة المحلية، مع استعراض لبعض نماذجها المتطورة، واستعراض معايير تصميم برامج الوقاية والحماية والعلاج والتأهيل، واستعراض التحديات التي تواجه البرامج المحلية، إضافة للتعرف على برامج بيوت منتصف الطريق، وبرامج الدعم والتأهيل في البيئة السعودية.