مشروع سعودي لنشر ثقافة حقوق الإنسان في الجهات الحكومية

العيبان: ما زلنا دون الطموحات ونرغب في المزيد

TT

التأم بالرياض أمس، ممثلو الجهات المشاركة في المرحلة الثانية من برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان.

وأكد الدكتور بندر العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان، أهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان وأن ذلك واجب على مختلف الجهات لا بد من القيام به، مبينا أن التوجيهات المستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده لمراعاة حقوق المواطن وتقديم كل الإمكانيات لخدمته وراحته تضع المسؤولية على عاتق الجهات المنفذة لخدمات المواطن.

وقال رئيس الهيئة إن حقوق الإنسان في السعودية مكفولة في الشريعة الإسلامية وفي النظام الأساسي للحكم في مادته 26 التي نصت على أن الدولة تحمي حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية.

ونوه رئيس الهيئة بتجاوب الجهات مع برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان وسعيهم لتلبية المتطلبات الحقوقية. وقال: «يأتي على رأس تلك الجهات وزارة الداخلية التي تنفذ توجيهات ولي العهد بشأن الموقوفين وتوفير المحاكمة العادلة لهم وتوجيهاته المستمرة بالتفتيش على السجون ومراقبة حقوقهم وتوفير جميع الضمانات».

وأشاد بجهود شعبة حقوق الإنسان بالأمن العام التي قدمت عددا من البرامج الحقوقية التي تعكس مدى حرص القائمين على الأجهزة الأمنية على مراعاة حقوق الإنسان والتثقيف بها وتقديم الخدمات التي ينشدها المواطن والمقيم في هذه البلاد المباركة.

وبين أن وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والعدل والثقافة والإعلام وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نفذت العديد من البرامج الحقوقية وأصدرت عددا من الأنظمة التي من شأنها تعزيز وحماية حقوق الإنسان.

وفي الإطار نفسه قامت هيئة حقوق الإنسان بتنفيذ عدد من البرامج والفعاليات في مختلف مناطق المملكة وبتقديم دورات تخصصية في مجال حقوق الإنسان شملت عددا من الجهات القضائية والأمنية وأجهزة الضبط وبرامج متنوعة لمكافحة الاتجار بالأشخاص.

ولفت رئيس هيئة حقوق الإنسان إلى أنه وعلى الرغم مما تحقق فإنه دون طموحاتهم وأنهم سيناقشون في الورشة خطوات المرحلة الثانية من هذا البرنامج آملا أن تتحقق الطموحات والآمال المعقودة على هذا البرنامج.

كما بين رئيس الهيئة أن إنشاء وحدة ذوي الاحتياجات الخاصة أتت لتسهم في متابعة احتياجاتهم، داعيا إلى أن تتحول مدن المملكة ومؤسساتها ومراكزها إلى جهات صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة وإدراك أن تحقيق متطلباتهم منبعه هو حقوقهم التي توفرها الدولة وليس شفقة من أحد.

وأكد العيبان أن مسألة حقوق الإنسان ذات أهمية بالغة كون تنمية حياة المواطن والحفاظ على حقوقه وكرامته هو الهدف الرئيسي لخادم الحرمين الشريفين حيث سنت المملكة عددا من القوانين التي تحفظ هذه الحقوق، «هذا يضعنا أمام مهمة نشر ثقافة حقوق الإنسان باعتبارها من سمات المجتمع المتحضر التي تصون المكتسبات الأصيلة للمواطن وتسهم في تنمية أفراده وتوعيتهم بواجباتهم وحقوقهم، فنشر ثقافة حقوق الإنسان ضرورة اجتماعية واقتصادية وهذه الثقافة يجب أن تكون ثقافة المجتمع بأسره بمؤسساته وهيئاته وأفراده لإيجاد جيل يؤمن بثقافة التنوع والتسامح وقبول الآخر».

وذكر أن نشر حقوق الإنسان يجب أن يكون من خلال غرس ثقافة الحقوق في أذهان المسؤولين والقائمين على حماية وصون هذه الحقوق، ولن تتحقق هذه الثقافة من خلال المحاضرات، والكتب والمراجع فحسب، ولكنها تأتي أولا من جعلها سلوكا طبيعيا وراسخا نحو كل حق من حقوق الإنسان.

وشدد على دور المنابر من خطب الجمعة ومراكز الدعوة وضرورة التزامها بعرض موقف الدين من حقوق الإنسان، والتأكيد على العلاقة المتلازمة بينهما، حيث إن حقوق الإنسان هي رسالة الدين الإسلامي وكذلك وسائل الإعلام وتفعيل دور المدارس والجامعات، بتضمين المناهج التعليمية المختلفة المفاهيم المتنوعة لحقوق الإنسان وضرورتها للإنسان في مختلف المجالات.

وأكد على دور الأسرة العظيم في احترام حقوق الإنسان، من حيث أساليب التربية والتنشئة للأطفال، وضرورة التزام الوالدين بحسن تنشئة أولادهم على احترام كرامتهم وحريتهم في إبداء آرائهم بحرية وموضوعية في إطار من القيم الدينية والاجتماعية الحميدة.