مؤشرات بتحول الطائف إلى مركز دولي لإنتاج الورد والزيوت الطبيعية

بعد تناقص الإنتاج في تركيا وبلغاريا المصدرين الرئيسيين لزيت الورد في العالم

TT

توقع مختصون في مجال العطور أن تتحول الطائف إلى أهم مراكز الإنتاج العالمية للنباتات العطرية، واستخراج الزيوت الطبيعية، بعد أن بينت المؤشرات تناقص إنتاج كل من تركيا وبلغاريا المصدرين الرئيسيين لزيت الورد في العالم وزيادة تكاليفها وقلة الدعم الحكومي.

وشددوا لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة التركيز على زراعة النباتات العطرية ورفع جودة الإنتاج والرقعة الزراعية في محافظة الطائف واستصلاح الأراضي، إضافة إلى تشجيع المزارعين على زيادة إنتاجهم مع العمل على تحسين الجودة لتحقيق ذلك الهدف.

وهنا علمت «الشرق الأوسط» من مصادر قيام وفد من شركة للتنمية والاستثمار بمحافظة الطائف بعقد اجتماعات وزيارات مع عدد من كبرى الشركات والماركات العالمية لإنتاج العطور في كل من الإمارات وتركيا والنمسا وسويسرا وفرنسا لبحث توريد مشتقات الورد والزيوت العطرية الطائفية لتلك الشركات لاستخدامها في إنتاج أفضل العطور العالمية.

وبحسب تصريحات محمد قاري المدير التنفيذي لشركة «وج للتنمية والاستثمار»، لـ«الشرق الأوسط»، فإن الشركة بدأت فعليا دراسة عدد من المخرجات من تلك الزيارة ومن أبرزها التعاون مع شركات دولية رائدة لتصنيع منتجات عطرية وتجميلية مختلفة مع التفكير بخيار صنع هذه المنتجات في السعودية بدلا من فرنسا. ولفت قاري إلى البدء الفعلي في تشكيل تصور حول بناء علامة تجارية ترتبط بمدينة الطائف ووردها الذي يتميز بالجودة العالية والحرص على تصنيع جميع المنتجات حسب مواصفات هيئة المقاييس الأوروبية والأميركية كوسيلة نحو دخول الأسواق العالمية وتصنيع منتجات مقبولة عالميا.

وأضاف قاري «من هنا كانت الفكرة الأساسية المتعلقة بإنشاء مصنع لاستخراج الزيوت العطرية من النباتات العطرية المختلفة، كذلك إنتاج منكهات وألوان الطعام الطبيعية والتي تستخدم في منتجات الأغذية والمشروبات من خلال استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية والعلمية في هذا المجال، وقد تم اختيار طريقة الاستخراج باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون المسال المضغوط، وهي طريقة تحقق جودة عالية للمنتجات ومضاعفة الكمية المستخرجة إذا ما قورنت بالطرق التقليدية الحالية».

وقال «إيمانا من شركة (وج للتنمية والاستثمار) المحدودة بأهمية هذا القطاع فقد رأت أن هذا المشروع سوف يكون من أهم مشاريع الشركة، لذا رصدت الشركة مبلغ 50 مليون ريال سعودي للبدء في إقامة هذا الصرح الصناعي بمدينة الطائف ومن المنتظر أن يتم تدشينه العام المقبل».

وذكر المدير التنفيذي لشركة «وج للتنمية والاستثمار» أن من أهم مقومات نجاح قطاع الصناعة هو توافر المادة الخام الأساسية التي تستخدم في صناعة المنتج النهائي مما يقلل من تكاليف الإنتاج ويساعد على تنمية المجتمع الذي يقوم بتوفير هذه المواد.

وبالعودة للرحلة، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فقد تضمنت زيارة عدد من الشركات العالمية في مجالات مختلفة متعلقة بصناعة الورد الطائفي في كل من الإمارات وتركيا والنمسا وسويسرا وفرنسا. وكان الهدف منها بحث مجالات التعاون في مجال تأسيس المصنع وتشغيله عن طريق شراكة فنية أو مالية استثمارية والتعرف على سبل التعاون في تصنيع المنتجات العطرية والتجميلية بعد الانتهاء من استخراج الزيوت العطرية الطبيعية.