المسعفات السعوديات يتدربن ولا يباشرن الحالات

الهلال الأحمر السعودي: تدريب أكثر من 36 ألف سيدة منذ مطلع العام الحالي

دور المسعفات السعوديات لا يزال مقتصرا على أسرّة الطوارئ وبعيدا عن العمل الميداني («الشرق الأوسط»)
TT

أخضعت إدارة الهلال الأحمر السعودي، سعوديات لدورات تدريبية في مجال الإسعاف الطبي، على الرغم من أن هذا الدور مقتصر على المسعفين الرجال طبقا لطبيعة المجتمع السعودي المحافظ، إذ لا يوجد مسعفات بالمعنى الدقيق، وإنما تعد العاملات في الكادر الصحي مخولات ومدربات لعمل الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ الاستثنائية.

وأبان الدكتور أحمد باريان، المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا توجد مشاركة نسائية بقطاع الإسعافات باسم «مسعفات»؛ حيث يقتصر العمل بالأقسام النسائية على الاختصاص بشؤون التدريب في مجال الإسعافات الأولية، وطرق تجنب الإصابات التي تقدم بشكل مجاني لجميع شرائح المجتمع، بما فيهم طلبة المدارس والجامعات، وتقدم برسوم رمزية لموظفي القطاعات الحكومية والخاصة، لافتا إلى أن برامج التدريب مفعلة في الأقسام النسائية بشكل مستمر في تسعة مناطق في السعودية بما فيها منطقة الرياض.

ووفقا لإحصائيات الإدارة العامة للأقسام النسائية بالهلال الأحمر، فقد تم تدريب أكثر من 36 ألف مستفيدة بمطلع العام الحالي، بعقد 212 دورة تدريبية لـ2313 متدربة، وعمل 277 محاضرة توعوية لما يقارب 34 ألف سيدة.

ومن خلال الخضوع للتدريب المستمر والتطبيق، فإن المتدربة تكون مؤهلة لتقديم هذه الدورات أو يتم التدريب من قبل طبيبة أو ممرضة من العاملين بالمجال الصحي، لتقدم دورة تدريبية قصيرة تشمل الجانب النظري والعملي، وتمنح على أساسها المتدربة شهادة من الهلال الأحمر السعودي لكونها مؤهلة للقيام بالإسعافات الأولية للمحافظة على حياة المريض قبل وصول المسعفين.

ويعد ذلك التدريب إلزاميا لجميع العاملين في القطاع الصحي بمن فيهم الاختصاصيين الاجتماعيين العاملين في المستشفيات والمراكز الصحية، فيلزمه أن تكون لديه شهادة تؤهله للقيام بـCPR (الإنعاش القلبي الرئوي)، التي تقدم بعد الخضوع لدورات معدة من المنشأة الصحية نفسها، أو بإشراك عامليها في برامج تدريبية خاصة بها.

ومن المفترض أن الحالة الإسعافية تباشر مباشرة من المسعفين المختصين، ولكن لمحافظة المجتمع وخصوصيته فإن المسعف يقوم بالمهام أثناء نقل المريض للمستشفى أو المركز الصحي، ثم تباشر من هناك الطبيبة أو الممرضة عملها. وتذكر إيمان حافظ إبراهيم، اختصاصية تمريض، لـ«الشرق الأوسط»: «لا تتاح لنا الإسعافات بشكل كبير في مراكز الرعاية الصحية الأولية، ولكن نحاول الحفاظ على حياة المريض حتى وصول الهلال الأحمر، فنتبع الإنعاش القلبي الرئوي إذا وصلتنا حالة إغماء أو تشنج تستوجب التدخل، وكذلك في حالات الطوارئ الاستثنائية تقدم المرأة إذا كانت هي الوحيدة الموجودة في مناوبة العمل». وتذكر إيمان أن إحدى زميلاتها بالعمل كانت في طريق سفر بري، أدت دورها كمسعفة بعمل أساسيات الإنعاش لأحد المصابين في حادث سيارة وحافظت على حياته حتى وصول سيارة الإسعاف؛ كونها مخولة بعمل الإسعافات الأولية بموجب تدريبها، ولا تتعرض للمساءلة حيال ذلك.

ومن جانبها ترى حنان محمد عبد الحليم، ممرضة في المركز الأهلي لتدريب الإسعافات الأولية بالرياض، أن لدورات الإسعافات الأولية الشاملة أهميتها الكبيرة لجميع شرائح المجتمع، للكشف عن بعض الممارسات الخاطئة عند إسعاف المريض وتصحيحها، كتحريك جسد المريض المصاب بكسور قبل وصول المسعفين، ما قد يتسبب له بعاهة مستديمة. وتشمل دورات البرامج الشاملة للإسعافات الأولية، طرق عمل الإنعاش القلبي الرئوي، وكيفية التصرف السليم من المسعف، والعلاج المؤقت في حالات الإصابات بالنزف والجروح وحالات الإغماء، من خلال شرح نظري وعملي للمتدرب، الأمر الذي قد يساعد على الحفاظ على حياة المصاب، ويجنب تدهور حالته وزيادة المضاعفات بنسبة كبيرة.