ترحيل أسر 75 طفلا متسولا من جدة منذ بداية العام الحالي

الشرطة لـ «الشرق الأوسط»: نتلقى بلاغات «متفاوتة» لمواطنين على مدار الساعة

يستقبل مركز إيواء الأطفال المتسولين يوميا ما بين 5 إلى 6 حالات (تصوير: سلمان المرزوقي)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مجدي باخريبة المشرف العام على الدور الإيوائية بمركز إيواء الأطفال المتسولين في جدة، عن ترحيل نحو 75 طفلا متسولا مع عائلاتهم بالكامل إلى بلدانهم منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، مشيرا إلى وجود ما يقارب 28 طفلا آخرين داخل المركز والذين يجري إنهاء أوراقهم تمهيدا لإبعادهم عن المملكة.

وذكر أن مركز إيواء الأطفال المتسولين بجدة يستقبل يوميا من 5 إلى 6 حالات يتم القبض عليهم من قبل الجهات الأمنية ذات العلاقة والمتضمنة الشرطة والجوازات، مبينا أن هؤلاء الأطفال يتم الإبقاء عليهم في المركز لحين انتهاء أوراق ترحيلهم من سفاراتهم وذلك في مدة أقصاها أسبوع واحد.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تشهد مدينة جدة تزايدا في أعداد المتسولين خلال مواسم العمرة والحج وشهر رمضان، حيث يأتي الأطفال عن طريق عمليات التهريب من الدول الحدودية القريبة للمملكة، في حين يدخل الآخرون عبر تأشيرات العمرة مع ذويهم ومرافقيهم».

ولكنه استدرك قائلا: «إن الأطفال القادمين من الدول الحدودية كاليمن وغيرها عادة ما يعودون مرة أخرى بعد أسبوع أو أسبوعين من ترحيلهم خارج السعودية، وذلك ضمن عمليات تهريب جديدة»، مؤكدا أن معظم الأطفال المتسولين يتم ترحيلهم مع مرافقيهم أو عائلاتهم بالكامل فور التأكد من عدم امتلاكهم لإقامات نظامية.

وفيما يتعلق بالأطفال المهربين للمملكة بمفردهم دون عائلاتهم، أفاد المشرف العام على الدور الإيوائية بمركز إيواء الأطفال المتسولين في جدة، بأن سفارات بلدانهم تضطر إلى التحري عنهم هناك والوصول إلى عائلاتهم ومن ثم تتحمل مسؤولية تسفيرهم وحتى تسليمهم لذويهم.

من جهته، أوضح العميد مسفر الجعيد الناطق الإعلامي الرسمي باسم مديرية شرطة جدة، أن غرفة العمليات التابعة للدوريات الأمنية تتلقى بلاغات من مواطنين عن حالات التسول على مدار الساعة، غير أنه لم يصفح عن إحصائيات دقيقة لأعداد تلك البلاغات مكتفيا باعتبارها «متفاوتة ومتعددة».

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة لجنة مشكلة من مكافحة التسول والشرطة والجوازات، والتي تنظم حملات مستمرة للقبض على المتسولين والذين يتم تحويلهم إلى مراكز الإيواء أو دار الأحداث بحسب تلك الحالات».

وهنا، علّق مصدر مسؤول في دائرة مكافحة التسول لـ«الشرق الأوسط» والذي فضّل عدم ذكر اسمه قائلا: «تتمثل الحالات التي يتم تحويلها إلى دائرة الأحداث والرعاية الاجتماعية قبل إيداعها في مراكز الإيواء، في الأطفال المتسولين المتورطين بقضايا السرقة وأي قضية جنائية أخرى».

وبالعودة إلى الناطق الإعلامي الرسمي باسم مديرية شرطة جدة، فقد أبان أن عمليات ضبط المتسولين تكون بواسطة الدوريات الأمنية والبحث الجنائي، إلى جانب اللجان المشتركة مع مكافحة التسول، مؤكدا في الوقت نفسه استمرار حملات الشرطة بشكل دائم، على حد قوله.

الجدير بالذكر، أن جمعية البر في جدة، كانت قد كشفت في وقت سابق عن احتضانها لنحو 8.500 طفل وطفلة من المتسولين في مركز إيواء الأطفال المتسولين التابع للجمعية منذ افتتاحه قبل ما يقارب 9 سنوات وحتى نهاية العام المنصرم.

وأشارت الجمعية في تقرير رسمي لها، إلى أن المركز قام بترحيل نحو 6.900 طفل وطفلة إلى بلدانهم، في حين تم تسليم 1600 آخرين إلى ذويهم بعد دفع الغرامة المترتبة على ذلك وأخذ تعهدات بعدم السماح لهم بمزاولة التسول مرة أخرى، في الوقت الذي لا يزال يقدم المركز خدمات الرعاية والإيواء للأطفال الموجودين حاليا.

وحول آلية استقبال الأطفال المتسولين، بيّن رامي الغامدي مدير مركز إيواء الأطفال المتسولين، أن المركز يعمل بالتعاون مع الجهات الأمنية على إيداع الأطفال المتسولين إما لوجود آبائهم في إدارة الترحيل حتى يتم إنهاء إجراءات ترحيلهم مع ذويهم أو لحين إصدار إقامة نظامية بعد أن يتم سداد الغرامات المالية، حيث يتعهد الكفيل بعدم تكرار مهنة التسول لهؤلاء الأطفال.

وأضاف: «يبدأ مركز الإيواء منذ لحظة وصول الأطفال بتسجيل بياناتهم الشخصية وأرشفة معلوماتهم وتسلم ما بحوزتهم من مبالغ مالية وعينية ووضعها في الأمانات وتبديل ملابسهم القديمة بأخرى جديدة، فضلا عن إجراء فحص طبي شامل عليهم وإعداد تقرير طبي عن حالة كل طفل واتخاذ اللازم حيال ذلك».