الأمير سلمان يحرك غدا بوصلة تاريخ الجزيرة العربية نحو الريادة والابتكار والتنافس تأليفا ونشرا واهتماما

يسلم جائزة ومنحة تحمل اسمه ويدشن انطلاق جائزة الملك عبد العزيز للكتاب

TT

تشهد العاصمة السعودية الرياض مساء غد الأحد مناسبتين تاريخيتين لخدمة تاريخ الجزيرة العربية وخلق جو من المنافسة العلمية في أوساط المؤرخين والباحثين في مجال التاريخ، وإثراء المكتبة العربية بدراسات وبحوث ومؤلفات تدعم حركة البحث العلمي في مجال التاريخ تأليفا ونشرا واهتماما، حيث يرعى أمير المؤرخين، الأمير سلمان بن عبد العزيز، حفل تكريم الفائزين والفائزات بجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها الرابعة، كما يدشن انطلاق أعمال جائزة الملك عبد العزيز للكتاب.

وفي احتفال كبير تشهده قاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالمربع، وتنظمه دارة الملك عبد العزيز، يسلم الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز رئيس الهيئة العليا للجائزة والمنحة، ثمانية عشر فائزا وفائزة من بين خمسة وستين مرشحا ومرشحة تم اختيارهم من قبل اللجنة العلمية واعتماد أسمائهم من قبل الهيئة العليا للجائزة والمنحة للمتقدمين للجائزة والمنحة، على رأسهم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة الفائز بجائزة المتميزين من غير السعوديين نظير دعمه لحركة البحث العلمي عن تاريخ الجزيرة العربية تأليفا ونشرا واهتماما بالمؤسسات العلمية في هذا الإطار، وجهوده في خدمة تاريخ منطقة الخليج العربية، كما سيتم تكريم متميزة سعودية في تاريخ الجزيرة العربية حسب نظام الجائزة والمنحة واشتراطاتها.

وقال الدكتور فهد بن عبد الله السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز والأمين العام للجائزة والمنحة «تظل رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز رئيس الهيئة العليا للجائزة والمنحة، للحفل التكريمي لجائزة ومنحة سموه لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، تمثل الدعم الكبير والرعاية الشاملة لاستمرار هذه المناسبة العلمية والمنافسة المعرفية في خدمة تاريخنا الوطني وتاريخ الجزيرة العربية ورفد حركة البحث العلمي في بلادنا الغالية، في ظل ما يلقاه العلم والمعرفة ورجالاتهما ومؤسساتهما من الدعم اللامحدود من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واهتمام وتأييد الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية»، مشيرا إلى أن رعاية الأمير سلمان للحفل التكريمي للفائزين والفائزات بالجائزة والمنحة في دورتها الرابعة تضفي قيمة داعمة وشرفا متوجا لدارة الملك عبد العزيز وللباحثين والباحثات والمهتمين والمعنيين والوسط الأكاديمي وللفائزين والفائزات في هذه الدورة، مضيفا بالقول «لقد أعطى الأمير سلمان عصارة خبرته ونظراته الثاقبة في الإدارة وثقافته الأصيلة وفهمه لسلوك التاريخ وعشقه له وإدراكه لأهمية التاريخ في تعامل الأمم مع حركة التاريخ، أعطى كل ذلك لمسيرة دارة الملك عبد العزيز حتى أصبحت منبرا يؤمه الباحثون والباحثات في تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية، وهذه الجائزة والمنحة التي تقترن باسم الأمير، وهو أمير المؤرخين، ما هي إلا غيض من فيض في بحر الأمير والإنسان والمفكر والمثقف سلمان بن عبد العزيز، وهي بدعمه الكريم ورعايته الضافية أصبحت طموحا للباحثين والباحثات ومعيارا ومؤشرا لحركة البحوث والدراسات والترجمة والتأليف في التاريخ الوطني وحقب تاريخ الجزيرة العربية، وإذ يحتفي الوطن بهذه النخبة العلمية الفائزة فإنه أيضا يحتفي في مجمل دلالات هذه المناسبة الكبيرة بأمير المؤرخين وراعي شؤونهم وداعم مسيرتهم وحركتهم العلمية».

وأضاف الدكتور فهد بن عبد الله السماري، في تصريحه حول الجائزة والمنحة التي تحتفل دارة الملك عبد العزيز بدورتها الرابعة، والدورة الأولى بعد التطويرات الإدارية والعلمية والتنظيمية التي أقرها مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز مؤخرا «نحتفي والوطن كله بما فيه الأوساط الأكاديمية المتخصصة والأوساط العلمية بصفة عامة بتشريف وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز للحفل التكريمي لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، حيث يسلم راعي الجائزة والمنحة الجوائز والمنح للمتميزين في تاريخ الجزيرة العربية والفائزين والفائزات في تقليد علمي يدعم وجود هذه المنافسة العلمية الأولى والأهم في مجالها، وسيتشرف ثمانية عشر فائزا وفائزة أقرت أسماءهم الهيئة العليا للجائزة والمنحة برئاسة وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، من بين خمسة وستين مرشحا ومرشحة كانت قد وافقت على أعمالهم اللجنة العلمية لجائزة ومنحة الأمير سلمان من بين عدد كبير من المتقدمين والمرشحين، بتسلم جوائزهم من الأمير. ومن أبرز المكرمين في الدورة الحالية عَلَمٌ خدم تاريخ منطقة الخليج العربي وتاريخ الجزيرة العربية بصورة عامة بدعم مساراته المختلفة واهتمامه المبكر بالعلوم والمعرفة والثقافة وفي مقدمتها التاريخ والتراث من خلال رعايته لمؤسساته ورجالاته وكل ما من شأنه المحافظة عليه واستحضار أنشطته بالرعاية والتشجيع في المشهد الثقافي في المنطقة وهو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة، ليكون أول فائز بجائزة المتميزين من غير السعوديين في خدمة مناحي تاريخ الجزيرة العربية بعد استحداثها في الدورة الحالية».

وقدم الدكتور فهد بن عبد الله السماري التهنئة باسمه وباسم أعضاء الهيئة العليا للجائزة والمنحة واللجان العاملة في الجائزة والمنحة لكل للفائزين والفائزات، كما قدم الشكر والعرفان لأعضاء مجلس إدارة الدارة على مساعيهم الموفقة لخدمة أعمال الدارة بالرأي والمشورة والاقتراح.

وجاءت أسماء الفائزين والفائزات بجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها الرابعة لهذا العام عن جائزة المتميزين السعوديين كل من الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، والدكتورة ليلى بنت صالح البسام (جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن)، وعبد الكريم بن محمود الخطيب، وحجاب بن يحيى الحازمي.

وعن جائزة المتميزين من غير السعوديين، فقد فاز بها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة.

وعن جائزة رسالة الدكتوراه فقد فازت بها رسالة «الفنون المعدنية من قرية الفاو: دراسة فنية مقارنة»، للدكتورة مها بنت عبد الله السنان.. ورسالة «الإدارة العثمانية وأنظمتها في الحجاز في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1293 - 1327هـ/ 1876 - 1909م)» للدكتور دايل بن علي الخالدي.

أما جائزة رسالة الماجستير ففازت بها رسالة «السيرة النبوية في مرويات أنس بن مالك»، لوضحا بنت محمد الشهراني.. ورسالة «العمل الخيري وأثره في المجتمع المكي خلال العصرين الأيوبي والمملوكي (570 - 923هـ/ 1174 - 1517م)» للأستاذ فهد بن صالح النغيمشي.

أما جائزة الكتاب ففاز بها كتاب «بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وحجراتها»، للأستاذ الدكتور محمد بن فارس الجميل (جامعة الملك سعود).. وكتاب «قدسية مكة المكرمة والمدينة المنورة وفضلهما في كتب اليهود والنصارى»، للدكتورة ليلى بنت صالح زعزوع وعصام بن أحمد مدير.

وفي فرع جائزة المقالة العلمية فازت مقالة «دراسة الوضع الراهن لمبنى مسجد وسبالة موضي بمحافظة الدرعية»، للدكتور عبد الناصر بن عبد الرحمن الزهراني (جامعة الملك سعود).

أما منحة البحوث فقد تم إقرار ست منح للباحثين، منحت لخمسة باحثين وباحثة واحدة.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، على أن الجائزة والمنحة خلقت روحا تنافسية في البحث العملي التاريخي، كما أن التطويرات الجديدة في الجائزة أعطت بعدا آخر لقيمتها العلمية، مشيرا إلى الشراكة المهمة والحتمية بين الهيئة والدارة في سبيل خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها، حيث تتعاون الهيئة العامة للسياحة والآثار مع الدارة في مشروعات عدة بصفتها جهة مرجعية في توثيق تاريخنا الوطني في المتاحف المحلية والإقليمية وفي البحوث والدراسات التي تضطلع بها الهيئة. وقال بمناسبة الحفل التكريمي للدورة الرابعة لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية «لقد نهضت دارة الملك عبد العزيز وتطورت في أداء رسالتها، وهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز في إدارته الحكيمة لمجلس إدارة الدارة، وأصبحت الدارة من المؤسسات العلمية والبحثية الرائدة في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها»، لافتا إلى أن «الأمير سلمان معروف بحبه وعشقه للتاريخ والتراث، وانفتاحه على الثقافة والعلم وتشجيعه للمؤسسات العلمية البحثية في مختلف أرجاء الوطن».

واعتبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، مناسبة الاحتفالية بالدورة الرابعة لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، جزءا مهما من الحركة الثقافية والمعرفية التي شهدتها بلاده خلال هذا العام، وقال «تأتي مناسبة الاحتفاء والاحتفال بالدورة الرابعة للجائزة في عام شهدت فيه المملكة العربية السعودية أحداثا ثقافية وتراثية متنوعة، في مقدمتها نجاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة، ثم المعرض الدولي للكتاب، ومشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتعزيز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، ومعرض الآثار المستعادة من الداخل والخارج، ومعرض روائع من آثار المملكة الذي يجوب عواصم العالم، ومعارض وفعاليات أخرى يتم تنظيمها داخل المملكة وخارجها». وشدد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز على أن «جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية لها أهمية خاصة لدى الباحثين والدارسين لتاريخ الجزيرة العربية، كونها تمنح للمتميزين في الرسائل العلمية وللبحوث الرصينة والمؤلفات المتصلة بتاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، وإذا كانت الجائزة تقدم في عمومها للباحثين والدارسين من المواطنين فإنها تمنح للمتميزين من الباحثين من غير السعوديين، مما يعطي هذه الجائزة بعدا آخر في إثراء عملية البحث العلمي، وهذا ما جعل منها رافدا مهما للبحث العلمي، وخلق روحا تنافسية للمهتمين بتاريخ الجزيرة العربية وتراثها».

ورفع الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، وزير الثقافة والإعلام عضو مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز عضو الهيئة العليا لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، شكره وتقديره إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، على اختياره ممثلا للوزارة في مجلس إدارة الدارة عملا بتوجيه المقام السامي بإضافة الوزارة عضوا في مجلس الإدارة لدارة الملك عبد العزيز. واعتبر أن هذا الاختيار امتداد للتعاون القائم بين الدارة والوزارة في خدمة النشر والتأليف العلمي في مجال التاريخ وعلومه المختلفة.

وحول راعي جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية وداعم قيامها ومسيرتها، قال الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه «الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود شخصية لها وزنها في المجتمع السعودي، له إسهامات كثيرة ومتنوعة ومتميزة يصعب تحديدها أو وصفها بشكل شامل، من أبرزها على سبيل المثال لا الحصر اهتمامه بالتاريخ والتراث، والثقافة والعلوم بشكل عام، وفي هذا اليوم نحتفل بجزئية مهمة من إسهاماته الفاعلة في تاريخ الجزيرة العربية، التي جعل لها جائزة ومنحة عرفت بجائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، انطلاقا من اهتمام وولع الأمير بهذا الإرث العظيم الذي تشربه من خلال صحبته لوالده المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه»، معتبرا أن رعاية الأمير سلمان لحفل الجائزة والمنحة وتوزيع جوائزها ومنحها لتسعة عشر فائزا في فروعها السبعة «ما هي إلا تجسيد لعظم اهتمام الأمير سلمان وحرصه الدؤوب على استمرارية هذه الدراسات والبحوث المهمة في تاريخ الأمة العربية، وهي بلا شك تأتي في سياق حركة البحث العلمي النشطة التي تعيشها هذه البلاد الطيبة، وتعطي زخما للحراك الثقافي داخل المجتمع السعودي، كما أنها من الحوافز المادية والمعنوية للنشاط العلمي بشكل عام، والاهتمام بتاريخ الجزيرة العربية بشكل خاص».

وقدم الدكتور خوجه الشكر والتقدير إلى «راعي هذه الجائزة والمنحة ومساعيه الدائمة لتشجيع الباحثين والباحثات في مجال تاريخنا الوطني العزيز»، كما قدم تقديره للجهود المخلصة التي تقوم بها دارة الملك عبد العزيز في هذه المناشط الفاعلة النافعة.