سلطان بن سلمان يرعى التوقيع على تأهيل بلدة «رغبة» التاريخية

أهاليها تبرعوا بـ5 ملايين ريال للمشروع

الأمير سلطان بن سلمان خلال رعايته توقيع اتفاقية تأهيل البلدة التاريخية (واس)
TT

رعى الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، توقيع عقد المخطط العام لتطوير بلدة رغبة التاريخية بين عبد الرحمن الجريسي ممثلا عن الأهالي بالإضافة إلى الاستشاري الذي سيقوم بتصميم مشروع تأهيل البلدة.

وتلا ذلك الإعلان عن مساهمات الأهالي لتأهيل البلدة، التي وصلت إلى خمسة ملايين ريال في المرحلة الأولى توزعت بين مساهمات الجهات الحكومية الخدمية ومساهمات نقدية للأهالي، إلى جانب التزام مجموعة كبيرة من الأهالي بترميم بيوتهم الطينية في البلدة.

وأكد الأمير سلطان أن الهدف من مشاريع البلدات التراثية هم أهاليها وسكان المدن المحيطة الذين يتوقون للخروج من صخب المدينة ليعيشوا تجربة سياحية في تلك البلدات، وليتعرف الناس على تاريخها.

وأطلق، أمس، في حفل أهالي مركز «رغبة» الذي خصص لجمع مساهماتهم لتأهيل البلدة التاريخية، والذي أقامه عبد الرحمن الجريسي، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، اسم بلدة «رغبة» التاريخية بدلا من البلدة القديمة لأن الكثير من الناس ارتبط في أذهانهم مفهوم القديم بـ«غير المهم»، الذي يعملون على هدمه أو إهماله، وأسوة بما تم إطلاقه على موقع الدرعية التاريخية وجدة التاريخية التي تم تغيير اسمها من «القديمة» إلى «التاريخية».

وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أنه من المعجبين بالبرج التراثي الشهير الذي يشكل عنصرا جماليا وتاريخيا مهما في المنطقة، مشيرا إلى أنه زارها عدة زيارات خاصة وقام بالتقاط عدد كبير من الصور لها.

وعبر عن تقديره للجهات الحكومية الخدمية التي أكدت التزامها بالإسهام في تطوير البلدة وإيصال الخدمات لها، وفي مقدمتها وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارات النقل والمياه والكهرباء والشؤون الإسلامية والأوقاف. كما نوه بإسهام عدد من الأهالي بالتبرعات التي تم الإعلان عنها اليوم والأيام المقبلة لتضاف للصندوق الذي تم تأسيسه باسم البلدة التاريخية في رغبة، إضافة إلى التبرع الذي أعلن عنه لتجهيز مخطط شامل لتطوير البلدة التاريخية، وجرى التوقيع عليه أثناء الحفل ليكون جاهزا خلال ستة أشهر.

ووصف الأمير سلطان مهام الهيئة في حفظ الآثار بـ«الأصيلة للحفاظ على التراث العمراني الذي يعد مكون أساس للثقافة المحلية، ووسيلة مهمة لعرض التاريخ المحلي وإخراجه من بطون الكتب ليكون معيشا يسهم في إخراج المواطنين عموما والشباب منهم خاصة من مواقع العيش الافتراضي في مواقع التواصل الاجتماعي والبقاء في عزلة عن بلادهم؛ حاضرها والمواقع التي احتضنت تاريخها.

وأضاف: «نحن لا نريد اليوم ترميم البلدة التاريخية بل نريد إحياءها كمشروع تراثي واقتصادي واجتماعي، وإني متفائل بأن تصبح البلدة التاريخية بعد تأهيلها مصدر جذب سياحي في المنطقة، خاصة أنها تنعم مثل غيرها من المناطق والبلدات المنتشرة على امتداد المملكة بأهالي محبين لوطنهم، وتتميز بتوسطها للكثير من مدن ومحافظات منطقة الرياض، وقربها من العاصمة، وهي فرصة اقتصادية للبلدة أن تشارك في المسار التراثي الثقافي السياحي». وأشار إلى أن البلدة بعد تأهيلها ستوفر فرص عمل لأهالي مركز رغبة ومصدرا اقتصاديا يستفيدون منه، وهذا ما يميز الأنشطة السياحية وتسعى الهيئة إلى تحقيقه، لا سيما بعد صدور قرار مجلس الوزراء بإقرار الاستراتيجية الوطنية للحرف اليدوية التي ستسهم في ضخ كبير لفرص العمل للأسر المنتجة والحرفيين والأسواق التراثية.

ودعا رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تسريع البدء في المشروع والانتهاء منه خلال سنتين، مشيرا إلى أن هناك قرى وبلدات تراثية بدأ أهلها في الترميم وإنشاء جمعيات تعاونية لهذا الغرض، وحصلوا على قروض من بنك التسليف للترميم، وبلدة «رغبة» بدأت السير في هذا الطريق، داعيا أهالي رغبة إلى المساهمة في الصندوق كما ساهم أهالي قرى في المملكة في إنشاء الجمعيات والصناديق لترميم بلداتهم التراثية.

وقال: «نحن سنقدم العمل والمال وكذلك الجهات الحكومية التي نعتز بشراكتها معنا، ولكننا عادة لا نتحرك للعمل في ترميم وتأهيل البلدات التراثية إلا بعد أن نطمئن بقناعة المجتمعات المحلية وتحركهم بالمساهمة في مشاريع التأهيل، لأن هناك آلاف المواقع التراثية في مناطق المملكة التي لا نستطيع أن نغطيها كلها إلا بوجود دعم ومساهمة من المجتمعات المحلية».

من جهته، أشار عبد الرحمن الجريسي إلى أن بلدة رغبة تملك من المقومات التراثية والطبيعية ما يجعلها تنجح مستقبلا في جذب الزوار، خاصة بعد تأهيل البلدة التاريخية التي اشتهرت بتاريخها وجمالها المعماري.

وأكد حرص الأهالي واهتمامهم بالمساهمة في مشروع تأهيل البلدة التاريخية، كل حسب إمكاناته، وثمنوا تعاون الهيئة العامة للسياحة والآثار معهم لإحياء البلدة وحفظ تاريخها.