ورشة عمل توصي الدعاة باستخدام وسائل التقنية الحديثة بدلا من التحذير منها

100 خطيب وإمام يقدمون 47 توصية لتفعيل مساهمة منبر المسجد في التنمية بمنطقة مكة

جانب من مؤتمر الأئمة الذي احتضنته مكة المكرمة («الشرق الأوسط»)
TT

شدد 100 من الأئمة والخبراء في العمل الدعوي على ضرورة استثمار منبر الجمعة في إظهار شمائل الدين الإسلامي الداعي إلى احترام النظام والنظافة ومحاربة الفساد والاعتداء على أراضي الدولة.

وطالبوا عبر 47 توصية مثلت مخرجات ورشة عمل بعنوان «المسجد وخطبة الجمعة.. المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان» بالتأكيد على المسؤولية الكبرى للأئمة والخطباء حيال معالجة المشكلات ونشر الثقافة والقيم الإسلامية، وأهمية الخطباء والأئمة في التنمية عبر تبيان القيم الحقيقية للإسلام، مثل: جهاد النفس، والصدق، والأمانة، ووجوب المشاركة الفاعلة بأن الدين الإسلامي هو دين الحضارة والرقي والتقدم قولا وعملا.

الورشة التي احتضنتها مكة المكرمة، أصدرت توصياتها أمس (الجمعة)، التي استهدفت تأطير دور المسجد ومساهمته في التنمية، انطلاقا من توجه إمارة منطقة مكة المكرمة لصنع شراكات مجتمعية تنموية.

وطالبت التوصيات بتنظيم ملتقى دوري للأئمة والخطباء في منطقة مكة، ودعوة الأئمة والخطباء إلى الإلمام باستخدام وسائل التقنية الحديثة والتوجيه للاستفادة من إيجابياتها بدلا من التحذير منها، ومد جسور الصلات مع فئة الشباب للتعرف على همومهم ومشكلاتهم وحثهم على صلاة الجماعة، وأخيرا رفع مستوى الوعي المعرفي لدى الأئمة والخطباء بقنوات التواصل الاجتماعي.

وهدفت الورشة إلى إبراز الهجمة التي تتعرض لها المملكة باعتبارها الدولة الوحيدة التي تطبق الشريعة الإسلامية، والتأكيد على تمسك قيادة المملكة بالشريعة الإسلامية المتمثلة في القرآن دستورا والسنة النبوية منهجا، وتعزيز ثقة المسلم بدينه ووطنه وافتخاره بهما.

واندرجت في التوصيات المستخلصة من كلمة أمير منطقة مكة المكرمة، الدعوة إلى تبيان القيم الحقيقية للدين الإسلامي، وأن العمل على ذلك هو أساس الجهاد في سبيل الله، والتأكيد على صلاحية الدين الإسلامي لكل زمان ومكان ومسؤولية المسلمين حيال تكريس ذلك أمام العالم.

كما أكدت التوصيات على أهمية توازن الخطيب والجمع بين العقل والعاطفة والحذر من الفصل بينهما للمحافظة على الاعتدال، وضرورة العناية بمنهج التفكير الصحيح والحرص على بناء الشخصية المسلمة المتوازنة، وضرورة اعتناء الأئمة والخطباء بفقه الانتماء والمواطنة لأن الانتماء والمواطنة فكرة شرعية أصيلة.

كما تضمنت التوصيات التأكيد على ضرورة أن يعالج الخطيب مشكلات المجتمع والأمة انطلاقا من فكر يراعي قواعد الفكر المعصومة من الغلط، وأن بناء الإنسان عبر خطبة الجمعة لا بد أن يسبقه بناء كامل للخطيب، وأخيرا التأكيد على فكر أمير منطقة مكة المتمثل في أن بناء الإنسان ينطلق من بناء إنسان مؤهل للقيادة وصولا إلى بناء خطيب مميز في عقله مميز في عاطفته.

أكدت التوصيات كذلك على الحاجة إلى إيضاح أسباب مكانة المملكة ومنزلتها بين دول العالم وتميزها بالاستقرار والأمن من خلال تطبيق الشريعة وتبني قيادتها الرشيدة منذ بداية عهدها الأول هذا المنهج وإصرارها على تطبيقه، والتركيز على وجود الحرمين ومهبط الوحي ونزول القرآن بلغة العرب، لا سيما توجه الناس بأجسادهم وأفئدتهم إليها كل يوم.

وشددت على ضرورة إبراز مكانة المملكة الدينية وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذه الأرض، وكذلك إبراز الأمن والاستقرار للمملكة من خلال أمن الإنسان في الحرم، واستثمار وجود الزوار والمعتمرين والحجاج لنشر هذه الفكرة إلى المسلمين كافة في العالم الإسلامي، مع إبراز خصوصية ومكانة مكة المكرمة بالنسبة لجميع المسلمين باعتبارها تحتضن الكعبة المشرفة، كما أنها منطلق الرؤية التنموية للمنطقة ومشاريعها، والسياسة العامة للدولة، المتمثلة في خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار.

ودعت إلى العمل على شحذ الهمم والدعوة إلى ترك الاتكالية واليأس والتشاؤم والإحباط وبث ثقافة التفاؤل والنظرة الإيجابية للمشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها المملكة عامة ومنطقة مكة المكرمة خاصة، والاعتراف بالجهود الإيجابية التي تبذلها الحكومة في المشاريع التنموية وأنها تحقق الحياة الكريمة للمواطن، وحث المجتمع على الإبلاغ عن المفسدين وعدم التستر عليهم، وإعداد خطب خاصة لنشر ثقافة الابتسامة والمعاملة الحسنة للحجاج والمعتمرين والزوار لدى المواطن والمقيم في منطقة مكة المكرمة، وإبراز حصول منطقة مكة المكرمة على استثناءات خاصة تبعا لمكانتها.

ونادت التوصيات بشرح وتبسيط مفهوم الوسطية والاعتدال وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتبسيط مصطلحات الخطبة وطرحها وتقديم نماذج ناجحة من خطباء المحافظات، والحث على اتباع سنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وتقديم نماذج من خلقه ومعاملته.

ونبهت إلى أهمية تفحص مصادر الأخبار والمعلومات وعدم اتباع الإشاعات ونشرها من خلال بيان منهج الشارع في حماية الحرمات والعناية بمبدأ الستر، والتوعية بأهمية المحافظة على المرافق العامة باعتبارها ملكا للجميع، واستضافة المسؤولين في محاضرات للحديث عن إنجازات الدولة، وتأصيل لغة الحوار وعدم التعصب واحترام الرأي الآخر، والحث على مشاركة الخطيب لأهل الحي في أعمال تطوعية، وتأصيل مفهوم السمع والطاعة لولي الأمر، وبيان حرمة دم المسلم والمعاهد.

وحثت التوصيات على إشاعة ثقافة التراحم والتسامح وإصلاح ذات البين بين أفراد المجتمع، والابتعاد عن القضايا الخلافية الفرعية التي يكثر فيها الاختلاف الشرعي، والتأكيد على أهمية مقاصد الشريعة ومحاسنها وبيان شموليتها، والتصدي للأفكار المشبوهة الداعية للتطرف في التفكير والسلوك، والتأكيد على أهمية تثبت الخطيب من الأحداث والمعلومات الواردة في الخطبة، والعناية بلغة الأرقام والإحصاءات في مواضيع الخطبة.