أمير المؤرخين يكشف عن المنجز الحضاري لأرض النفط والطاقة.. ويضع الأقلام بأيد عربية لكتابة تاريخها

الأمير سلمان يرعى اليوم احتفائية تاريخية خليجية ويدشن انطلاق جائزة الملك المؤسس للكتاب

الأمير سلمان بن عبد العزيز يفتح اليوم آفاقا جديدة في تاريخ الجزيرة العربية
TT

فتح الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، آفاقا جديدة للعناية بتاريخ الجزيرة العربية بشكل عام وتاريخ السعودية على وجه الخصوص، وتحفيز الدراسات المبتكرة ذات الجدة والحداثة، بإقراره جائزة ومنحة تحمل اسمه تختص بدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية. وقفزت الجائزة والمنحة، خلال ثلاث دورات ماضية، إلى مراتب أولى ضمن المسابقات العلمية المتخصصة في مجال التاريخ والعلوم المجاورة والمتداخلة معه، وتنطلق اليوم الدورة الرابعة بتسليم جوائز ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، ليرتفع سجل الفائزين والفائزات بها إلى 78 فائزا وفائزة، وتذهب الجائزة والمنحة إلى آفاق من التميز والجدة والحداثة، وتسجل اسمها رمزا للمسابقة الرصينة المعمقة، ورقما مهما في الأجندة العلمية المحلية والعربية..

وفي احتفال كبير يشهده عدد من الأمراء والعلماء والوزراء والباحثين والباحثات والمفكرين والمثقفين، يقام في مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض، يسلم الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، جوائز ومنح جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها الرابعة لـ18 فائزا وفائزة، منهم فائز من غير السعوديين في فرع المتميزين في خدمة تاريخ الجزيرة العربية هو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة. وتجرى هذه الدورة وحفلها التكريمي بعد التطويرات الإدارية والتنظيمية التي أقرها مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز برئاسة الأمير سلمان لتطوير الجائزة والمنحة وتعزيز قيمتها العلمية وقوتها المعيارية.

وعبّر عدد من مديري مراكز الوثائق والدراسات الأعضاء في الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن سعادتهم الغامرة بالرعاية التي يحظى بها التاريخ ومؤسساته في دول الخليج العربية، والدعم اللامحدود الذي يجده التراث وتاريخ المنطقة ضمن التاريخ العربي والإسلامي من الحكومات الخليجية، واستدلوا على هذا الاهتمام الرسمي برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز للحفل التكريمي للدورة الرابعة لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، وتسليمه جوائزها ومنحها للفائزين والفائزات، في إعلان واضح ودليل كبير على الرعاية التي يجدها المؤرخون والباحثون في دول المنطقة..

فقد عزا بهاء بن عبد القادر الإبراهيم، رئيس مركز الوثائق التاريخية ومكتبات الديوان الأميري بدولة الكويت ونائب الأمين العام لمراكز الوثائق والدراسات لدول الخليج العربية، نجاح دارة الملك عبد العزيز في أن تكون وجهة للباحثين والدارسين لسبر أغوار التاريخ إلى كونها تقع تحت مظلة من يقدر العلم والمعلومات وجوانب البحوث التاريخية المختلفة وهو الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز. وعبر بهاء الإبراهيم عن سعادته الغامرة بإقامة الحفل التكريمي للجائزة والمنحة، وقال «من مآثر الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس إدارة الدارة، تشجيع وتحفيز الباحثين والمهتمين بالجوانب التاريخية والتراثية المتعلقة بمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية عن طريق تقديم جائزة ومنحة بشكل دوري، مما جعل الباحثين يسعون للتنافس لتقديم المزيد من الدراسات والبحوث المتميزة التي تسجل وتوثق مجريات تاريخ المنطقة وأحداثه التي تثري الإنتاج الفكري في هذا المجال».

من جانبه، أثنى سلطان بن جاسم الجابر، رئيس قسم الوثائق والأبحاث بالديوان الأميري بدولة قطر، على الرعاية الكريمة والضافية التي تلقاها الدراسات التاريخية والجغرافية والحضارية للجزيرة العربية من الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع، وقال «إن تخصيص وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، جائزة ومنحة باسمه للباحثين والعلماء المجدين لهو تعبير كبير عن اهتمامه الدائم بالبحث العلمي، ودليل على اهتمام دول الخليج العربية بدور البحوث والدراسات التاريخية والمؤرخين والباحثين في شؤون تاريخ الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، وهو ما يؤدي إلى الإسهام بشكل فعلي في كتابة تاريخ العرب بأيد عربية نقية وبسمات عربية حضارية إسلامية صريحة، وإغناء المكتبة العربية بالمراجع العلمية الرصينة».

ووصف المهندس خلدون بن علي أبا حسين، المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي في مملكة البحرين، جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية بأنها «من الجوائز المهمة على الساحة العربية، نظرا للاهتمام والرعاية المستمرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلم والعلماء وتحفيز البحث العلمي ودوره في كل المجالات، وهي تتويج لعطاءات الأمير سلمان بن عبد العزيز المتواصلة للدارة في سبيل تحقيق استراتيجيتها وأهدافها العلمية»، مضيفا بالقول «تفوقت الجائزة والمنحة وفاقت غيرها وذلك لتميز أهدافها وأهمية مجالها وهو تاريخ الجزيرة العربية؛ موطن الأمة العربية والإسلامية ومهد الإسلام الحنيف الذي بفضله فتحت الأمصار وعمرت البلدان وبنيت الحضارات».

وفي السياق ذاته، قال الدكتور فهد الناصر، المدير السابق لمركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت بدولة الكويت «الأمير سلمان بن عبد العزيز رمز وطني ونموذج مثالي للإدارة الناجحة والقيادة الرشيدة والخبرة الناضجة، ونحن في دول الخليج نرى ثمار خبرته وحكمته ونلمسها أينما توجهنا في أنحاء المملكة العربية السعودية، فضلا عن أن الأمير يعد مرجعا تاريخيا في تاريخ الجزيرة العربية وما جاورها، وهذا أحد الأسباب الكامنة في نجاح جائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية وتبوئها المكانة العالية حتى أصبحت قبلة الباحثين والباحثات، وصارت تعادل دارا علمية لإنتاج بحثي متميز في تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية ومنه تاريخ منطقة الخليج التي تمتلك نقطة تاريخ مشترك كبيرة ومهمة تتحد فيها الحكومات والشعوب الخليجية». ودعا الدكتور الناصر إلى التفاعل مع الجائزة والمنحة بشكل يحقق أهدافها العميقة، وإلى ضرورة توثيق تاريخ الشخصيات الوطنية الخليجية وعلى رأسها الأمير سلمان بن عبد العزيز.

وبالرؤية ذاتها، أشاد علي المري، المدير العام لدارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية بالإمارات العربية المتحدة، بالرؤية المستقبلية الثاقبة للأمير سلمان بن عبد العزيز، والأفق الواسع له من خلال رعايته هذه الجائزة والمنحة المباركة لحفظ تاريخ وإرث الجزيرة العربية. وقال المري «هذه الجائزة والمنحة في مضمونها خدمة لتاريخ الجزيرة العربية، حيث إنها تعنى بتاريخ الجزيرة العربية وتحفظه وتؤصله وتعود بالنفع العام على كل طالب علم وباحث ومؤرخ، حيث إنها تدعم وبشكل مباشر كل الدراسات والبحوث المتعلقة بتاريخ منطقة الخليج، ليس ذلك فحسب بل إن هناك منحا بحثية لدارسي هذا المجال، وهذا يشكل حافزا لتقديم المزيد من البحوث ضمن هذه المنافسة العلمية الكبيرة».

ومن جهته، أكد الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان عضو الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على الاهتمام الذي تلقاه الحركة العلمية من دول المنطقة وحكوماتها. واستشهد في هذه المناسبة العلمية والثقافية بالاهتمام المتواصل والجهود المستمرة والعناية التامة التي توليها المملكة العربية السعودية للقضايا العلمية والبحوث والدراسات التي تكشف عمق الحضارة العربية والإسلامية في الجزيرة العربية. وأضاف في تعليق له عن الاحتفال بتوزيع جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية قائلا «إن الرعاية الكريمة من لدن الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، بالتاريخ ومصادره وعلمائه ودعم مؤسساته وقضاياه لتعريف العالم وشعوبه بما تمثله الجزيرة العربية من نقاط ارتكاز في منظومة الحضارة الإنسانية والثقافية والتواصل العالمي بين أبناء البشر والامتداد الحضاري والعلاقات بين المنطقة والحضارات الأخرى، ليعطي دلالة على سمو ومكانة الدراسات والبحوث في فكر الأمير سلمان بن عبد العزيز وتقديره للباحثين والمفكرين، وعلى مكانة الجزيرة العربية في عقل الأمير لتحظى بهذه التكريم والجائزة الكريمة من رجل كريم وصاحب الفضل، فما أجلّه من شرف وما أعظمها من مناسبة يكرم فيها المتميزون ممن خدموا تاريخ الجزيرة العربية والمبدعون والبحوث الجادة الأصيلة».

وشدد الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي نائب رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز عضو الهيئة العليا لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، على أن الجائزة والمنحة بضوابطها العلمية الدقيقة تضمن جودة المنتج العلمي للباحثين والباحثات وثراءه، مما أوجد لها مكانة عالية في الأوساط العلمية والثقافية في الجزيرة العربية بعد أن حققت الثمار الفكرية والمعرفية المرجوة منها وإثراء مجالها، وقال «جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية تؤكد الاهتمام غير المحدود بتاريخ الوطن من قبل الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، كما أنها تشكل حافزا كبيرا للباحثين والدارسين لبذل المزيد من الجهد والعطاء لتحقيق التميز المنشود».

وأشاد الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء عضو الهيئة العليا لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، بالنوعية العلمية العميقة والأصيلة للبحوث والمقالات والكتب المتقدمة للترشيح للجائزة والمنحة. وأشار إلى أن ذلك دليل على المكانة العلمية والتاريخية لهذه الجائزة والمنحة المباركة في مجالها، معللا ذلك التفوق النوعي بعناية راعي الجائزة والمنحة وإخلاصه وحسه التاريخي العالي واهتمامه بالدارة وحرصه الدقيق في اختيار العاملين معه، وتلبسهم بروح الأمير الوثابة المحبة للنمو والتطوير، موضحا أن «الجانب المضيء الآخر في شخصية الأمير سلمان بن عبد العزيز هو رعايته لدارة الملك عبد العزيز وأنواع النشاط، التي تقوم بها الدارة لخدمة تراثنا المجيد، ومن يعرف الأمير، ويعرف مدى اهتمامه بالدارة، وما تقوم به من نشاط، وما قطعته من أشواط، وما وصلت إليه من نجاح في الفكر والثقافة، مستهدية بالطرق التي سلكها الملك عبد العزيز - رحمه الله - في وضع الأسس لنهضة بلاده بالسرعة التي عرفناها، وبالرصانة التي حرص عليها.. من يدرك كل هذا، وجهود الأمير سلمان، لا يستغرب الإنجاز الذي تحقق. ومن يعرف ما هو آت من تخطيط ومشاريع يدرك أن الدارة ومشاريعها هي في يد أمينة، وتحت بصيرة لا تغفل، وفكر لا يمل التفكير في صالحها».

وأرجع الدكتور ناصر بن عبد العزيز الداود، وكيل إمارة منطقة الرياض عضو مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، النجاح الذي حققته جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية إلى ما يلقاه العلم والعلماء من التشجيع والتقدير من القيادة الحكيمة ودعم الباحثين والمهتمين بتاريخ الجزيرة العربية وما تضمنه من حضارة وثقافة امتدت عبر الزمن، وإلى الرعاية الكريمة من الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، للدارة بصفة عامة وللجائزة والمنحة التي تحمل اسم الأمير بصفة خاصة. وقال وكيل إمارة منطقة الرياض عضو مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز «إن من أهم ملامح تقدم الدول والشعوب اهتمامها بثرواتها البشرية وما تحققه من رقي في كل مجالات العلم والمعرفة، ومدى إسهاماتها في هذه المجالات، وقد هيأ الله لوطننا الغالي قيادة رشيدة منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ومواصلة أبنائه البررة من بعده الطريق بوأتها مكانا بارزا بين الدول».

يشار إلى أن أسماء الفائزين والفائزات بجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها الرابعة لهذا العام، تضمنت عن جائزة المتميزين السعوديين كلا من الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، والدكتورة ليلى بنت صالح البسام (جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن)، وعبد الكريم بن محمود الخطيب، وحجاب بن يحيى الحازمي.

وعن جائزة المتميزين من غير السعوديين، فاز الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة.

وعن جائزة رسالة الدكتوراه فقد فازت بها رسالة «الفنون المعدنية من قرية الفاو: دراسة فنية مقارنة»، للدكتورة مها بنت عبد الله السنان.. ورسالة «الإدارة العثمانية وأنظمتها في الحجاز في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1293 - 1327هـ/ 1876 - 1909م)»، للدكتور دايل بن علي الخالدي.

أما جائزة رسالة الماجستير ففازت بها رسالة «السيرة النبوية في مرويات أنس بن مالك»، لوضحا بنت محمد الشهراني.. ورسالة «العمل الخيري وأثره في المجتمع المكي خلال العصرين الأيوبي والمملوكي (570 - 923هـ/ 1174 - 1517م)»، لفهد بن صالح النغيمشي. أما جائزة الكتاب ففاز بها كتاب «بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وحجراتها» للدكتور محمد بن فارس الجميل (جامعة الملك سعود)، وكتاب «قدسية مكة المكرمة والمدينة المنورة وفضلهما في كتب اليهود والنصارى» للدكتورة ليلى بنت صالح زعزوع وعصام بن أحمد مدير.

وفي فرع جائزة المقالة العلمية، فازت مقالة «دراسة الوضع الراهن لمبنى مسجد وسبالة موضي بمحافظة الدرعية» للدكتور عبد الناصر بن عبد الرحمن الزهراني (جامعة الملك سعود).

أما منحة البحوث فقد تم إقرار ست منح للباحثين، منحت لخمسة باحثين وباحثة واحدة.