لغة الإشارة تلف الحديث بالصمت لمعايشة واقع الأصم

30 طالبة من جامعة «نورة» يعشن التجربة

جانب من أحد أركان يوم الأصم العربي بجامعة الأميرة نورة بالعاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

في تجربة فريدة غلفها الصمت، قامت أكثر من 30 طالبة جامعية بالعاصمة السعودية الرياض بالاكتفاء بلغة الإشارة في احتفالية أقيمت خصيصا لمعايشة واقع الإنسان الأصم، وعبر عدد من الفعاليات والمناشط الموجهة لتلك الفئة من المعاقين سمعيا، حيث التزم جميع المشاركين والزائرين بلغة الإشارة في الحديث والحوارات، ضمن برنامج أقامته جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وعلى مدى يوم كامل، احتفالا بأسبوع الأصم العربي الـ37، والذي صادف 25 أبريل (نيسان) الفائت.

وأوضحت هند القحطاني المعيدة بقسم التربية الخاصة بجامعة نورة بالرياض أن الهدف من تنظيم تلك الاحتفالية يأتي في إطار تسليط الضوء على حقوق الصم ومعاناتهم في الأماكن العامة، وأهمية مشاركتهم في التنمية المجتمعية، موضحة أنه تم خلال الاحتفالية تدريب الزوار على لغة التواصل الإشاري، والتي جاءت تحت شعار «بصوتي أنا»، لتكون وسيلة للتواصل داخل أجنحة وأركان المعرض.

وبينت القحطاني أن الاحتفالية نظمت من قبل الجامعة ممثلة بقسم التربية الخاصة، وبتنظيم كامل من قبل الطالبات بالكلية، واللواتي قدمن عددا من الأركان والمعارض خلاله، ومشيرة إلى أن الفعاليات احتوت على «سوق صامت»، وتكون لغة الإشارة السبيل الوحيد للتواصل مع وجود مترجمة متحدثة في كل ركن.

وأشارت القحطاني إلى أنها المرة الثانية التي يتم فيها تفعيل أسبوع الأصم، ومشيرة لتنظيمهم له العام الماضي تحت شعار «أنا صماء»، ولافتة إلى أنه تم عقد دورة لتدريب الطالبات على لغة الإشارة خصيصا للمعرض. وحظي الاحتفال بحضور عدد كبير من منسوبات الجامعة الإدارية والتعليمية والطالبات، بالإضافة لعدد من الزائرات من خارج الجامعة. من جانبها أوضحت شروق أحمد المشهور إحدى الطالبات المشاركات بتنظيم الاحتفالية يوم الأصم العربي بجامعة نورة أن الفعالية احتوت على مكتبة للأدوات المدرسية، وخدمات بنكية، تمثلت في شرح للعملات بلغة الإشارة، ومشيرة إلى إقامة متحف للعلماء الذين برزوا رغم إصابتهم بالصمم، بالإضافة لركن خاص يقدم خدمات القياس السمعي، ويرد على استفسارات الحضور بخصوص الإعاقة السمعية، وغيرها من الأركان والفعاليات المصاحبة.

وشكلت تلك الاحتفالية تجسيدا لتواصل الجامعة مع البيئة المجتمعية من حولها، في محاولة لتوعية وتثقيف المجتمع المحلي بمعاناة الأصم وما يواجهه من عقبات في اندماجه بالبيئة من حوله، وتحتفي العديد من الدول العربية بيوم الأصم العربي في كل عام، حيث يقدم خلالها عدد من الفعاليات والبرامج والأنشطة الثقافية والاجتماعية عبر مؤسسات تعليمية ومؤسسات المجتمع المدني.